الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

السوق الكبير في ديرة.. الوجه التراثي لدبي

السوق الكبير في منطقة ديرة من أجمل صور الماضي العريق والأصالة والتراث لإمارة دبي، إذ يناهز عمره الـ 150 عاماً مما جعله قبلة للسياح والزوار الذين يرغبون في رؤية الوجه التراثي للإمارة الحديثة، واقتناء السلع والمنتجات المميزة مثل العطور والبهارات والزجاجيات والقناديل والألبسة.

وأثناء جولة للرؤية في هذا السوق الاستراتيجي على منطقة خور دبي، يخرج الزائر من جو المدينة المزدحم وذي الإيقاع السريع إلى هدوء التاريخ وعبق الماضي، في جولة بين الأزقة الباردة التي تحمل خبايا وأسرار الحياة الإماراتية القديمة.

ويعد السوق الكبير في ديرة من الأسواق الرئيسية في الإمارة قديماً ومركزاً لاستقبال القوافل من أنحاء العالم، فضلاً عن البراعة الاستثنائية في عملية البناء من الممرات المرصوفة وفوانيس الإضاءة على الأعمدة الخشبية والألوان الباهية للمنتجات المعروضة في خارج المحلات على ضفتي الطريق.


ويتألّف السوق الكبير في ديرة من 7 بوّابات تفتح صباحاً وتغلق مساءً، وهو يتضمّن مجموعة من الأسواق والمحال والمتاجر، من بينها، سوق الظلام وسق العرصة وسوق المناظر المخصص لبيع مستلزمات النساء والمرايا القديمة بالمزينة بالزخارف وسوق بالشالات لبيع الأقمشة الرجالية، وسق الأقمشة والمخاوير وسوق العطور وسوق المطارح وسوق الصفارين لصقل النحاس سابقاً.


وقال الزائر ماركوس داسيلفا: «إنه قادم من البرازيل في زيارة إلى دبي لأقاربه وهذه ليست المرة الأولى التي يزور فيها المدينة، وفي كل زيارة يقوم بالذهاب إلى السوق الكبير والمنطقة التاريخية في دبي، ولا سيما أن الطابع التراثي التاريخي للمكان لا يقارن بأي مكان آخر».

وأضاف أن السوق يضم الكثير من المنتجات المميزة مثل البخور والعطور والبهارات الهندية والتوابل والمواد الغذائية والإكسسوارات والتحف الفنية والزيوت الطبيعية والزجاجيات والصحون الملونة.

وقال سامي القاسم إنه يسكن قريباً من المنطقة وهو يأتي بشكل متكرر لزيارة السوق وخاصة البضائع المتواجدة هنا ذات طابع خاص وهي تناسب تقديم الهدايا للأصدقاء، مضيفاً أن السوق يتميز بتوفير باقة واسعة من التوابل والعطور والبهارات القادمة من الهند، كما أن السوق يعطي انطباعاً مريحاً للزائر يجعله يكرر زياراته له، وخاصة مع الطابع التراثي الذي يتميز به السوق دوناً عن الأسواق الأخرى الحديثة والمولات، وعندما يزورني أقاربي قادمين إلى دبي من خارج الدولة غالباً ما آخذهم في رحلة إلى هذا السوق الرائع.

وقال البائع سلام محمد: «إنه يعمل منذ عدة سنوات في السوق ويدير محلاً للأقمشة ولطالما لفت انتباه الزوار والسياح»، مضيفاً أن السوق غالباً ما يكون قبلة للسياح وخاصة من الجنسية الأوروبية الذين يرون في السوق فرصة للتعرف على التاريخ القديم لإمارة دبي الحديثة.

وذكر أن السياح هم أكثر المتسوقين لدينا وخاصة لشراء الملابس التقليدية الإماراتية والتحف والمشغولات اليدوية، ولا سيما أن الأسعار في السوق منخفضة ومناسبة جداً لاقتنائها وهذا ما يجعل من تجربة زيارة السوق محببة لدى الجميع، كما يتوفر في جانب السوق مواقف مخصصة للزوار إضافة إلى المطاعم والأسواق التراثية الأخرى القريبة منه والمطاعم والمقاهي.

ويعود تاريخ السوق الكبير في ديرة إلى العام 1850، وهو من أهمّ الأسواق التقليدية التجارية المعروفة التي تمّ ترميمها وإعادة تأهيلها، ومن أقدم الأسواق في دبي بفضل ماضيه التجاري منذ قرونٍ خلت، يقع هذا السوق بمحاذاة الخور، حيث تركن السفن الخشبية المحمّلة بالبضائع من أفريقيا وشبه القارة الهندية وإليها، ما جعله مركزاً للتسوّق يلبّي حاجات السفن التجارية وحركة البيع والشراء، وبالتالي نموذجاً للأسواق العربية.