كشف مسؤولو شركات عاملة في مجال المنتجات الغذائية العضوية ارتفاع الطلب على هذا النوع من المنتجات منذ بداية شهر رمضان ارتفاعاً راوح بين 20 إلى 40%، مرجعين ذلك إلى سببين، الأول زيادة الإنفاق من قبل الأسر خلال رمضان وهو ما يتسبب عادة في ارتفاع الطلب على الخضار والفواكه، والسبب الثاني هو جائحة كورونا التي رفعت وعي الجمهور بالمنتجات الصحية ما زاد من شريحة العملاء المقبلين على المنتجات العضوية.
وقال مستهلكون: إنهم توجهوا نحو الخيارات الأكثر صحية منذ بداية جائحة كورونا، ولا يزالون مستمرين على هذه الخيارات حتى اليوم، مؤكدين أن المنتجات العضوية أثبتت علمياً أنها الأفضل للصحة رغم ارتفاع أسعارها بشكل نسبي مقارنة بغيرها، ولكن تبقى الخيار الأفضل للمطبخ خلال الشهر الكريم، كونها لا تحتوي على أي إضافات أو مواد كيميائية.
ارتفاع الوعي
وقال مدير العمليات في شركة إمارتس بيو فارم والتي تمتلك أكبر مزرعة عضوية في الدولة، يزن قضماني: الطلب عامة يرتفع في قطاع الأغذية خلال شهر رمضان، ولكن يجب التأكيد على أن تداعيات جائحة كورونا زادت من وعي وإقبال الناس على المنتجات الصحية بهدف تحقيق أكبر قدر من الوقاية ورفع مناعتها، وبالتالي لاحظنا ارتفاعاً مستمراً في الطلب على المنتجات العضوية منذ بداية كورونا.
وأضاف قضماني أن الخضراوات تعتبر في المرتبة الأولى من حيث الطلب على المنتجات العضوية، والتي ساعد رمضان في زيادة الطلب عليها بحدود 20% مقارنة بالأيام العادية من العام، وحالياً نشهد نمواً في الطلب أونلاين وهو خيار توفره شركتنا، إضافة إلى تزويد منافذ التجزئة بالمنتجات لتلبية الطلب لديها.
وأفاد قضماني بأن «إمارتس بيو فارم» لديها أكبر مزرعة خاصة للزراعة العضوية في دولة الإمارات على مساحة قدرها 250 ألف متر مربع، وهي تقع في منطقة الشويب بين دبي والعين، وهي مسجلة لدى هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس، وتصل طاقتها الإنتاجية إلى 40 منتجاً عضوياً من الخضراوات دون أي إضافات أو أي مواد حافظة ولا يتم استخدام بذور محورة وراثياً.
ولفت قضماني إلى أن مستوى الطلب عموماً لا يزال متأثراً بتداعيات الجائحة في قطاع الأغذية، ولا سيما فيما يتعلق بالسياحة والسفر والطلب من الفنادق والمطاعم، ولكن موسم رمضان دفع كثير من العائلات لإعداد الطعام المنزلي ما رفع مستوى الطلب. ونتوقع المزيد من التحسن خلال الفترة القادمة وخاصة مع اقتراب حدث إكسبو في أكتوبر القادم.
التوجه الاستثنائي
وقالت مديرة المبيعات في «غرين هارت أورغانك فارمز» داني فرود: الطلب على المنتجات العضوية ارتفع بسبب تداعيات الجائحة حيث توجه الجمهور بشكل استثنائي نحو الخيارات الصحية، ونلحظ حالياً ارتفاعاً في الطلب يصل إلى 40% مقارنة بما قبله.
وأكدت فرود أن الطلب خلال شهر رمضان عادة ما يشهد تحليقاً لقطاع الأغذية والمشروبات، لافتة إلى أن الشركة توفر للجمهور خيارات الطلب أونلاين على المنتجات العضوية سواء الخضار أو الفواكه أو اللحوم والأجبان والمشروبات والعصائر والكثير من المنتجات الأخرى، إضافة إلى توفرها بمتاجر الشركة.
وأوضحت أن الطلب أونلاين متاح في جميع إمارات الدولة، وذلك بحد أدنى للطلب 130 درهماً، ونوفر خيار الدفع أونلاين، كما أن هناك بعض المناطق القريبة التي يستطيع المستهلك الطلب بدون حد أدنى، مشيراً إلى أن المتاجر تتلقى خلال شهر رمضان أضعاف الطلبات أونلاين مقارنة بأيام السنة.
تأسيس المزارع
وقال مدير شركة غرين لايف أورغانيك فارم، سوديش بدوايل: إن الشركة تتخصص في مساعدة العائلات على تأسيس مزارع خاصة بالزراعة العضوية في منازلهم والمساحات المتاحة لديهم، ولا سيما بأن الشركة لديها فريق متخصص ومحترف في إنشاء وتصميم المزارع المنزلية وتدريب العائلات على إدارتها.
وأضاف بدوايل ارتفع الطلب بشكل كبير على المنتجات العضوية في السوق المحلي نتيجة تداعيات فيروس كورونا وتوجه الجمهور نحو الخيارات الصحية، مشيراً إلى أن الشركة لديها اليوم أكثر من 450 عميلاً تم مساعدتهم في إنشاء مزارعهم الخاصة في الفلل التي يملكونها. واليوم نشهد منذ بداية رمضان مزيداً في الارتفاع بالطلب، ولا سيما أن الناس أصبحت تفضل أن تقوم بزراعة منتجات صحية عوضاً عن الطلب من السوق بهدف التوفير والوقوف على المنتج بشكل يومي ومعرفة مصدره والمواد الداخلة فيه.
ولفت بداويل إلى أن الجمهور الذي يطلب إنشاء مزارع خاص به لا يستهدف بيعها بعد جني المحصول وإنما فقط للاستخدام الشخصي، وهنا يبرز أن الجمهور ليس لديه هدف اقتصادي من ذلك، وإنما الهدف هو الاستثمار في صحتهم فقط.
مطاعم صحية
وقال المستهلك، سامر القاسم: قبل سنوات عديدة لم تكن المنتجات العضوية متوفرة بالشكل الحالي إضافة إلى افتتاح مطاعم توفر أغذية صحية للجمهور، ويبدو أن الجميع أصبح أكثر وعياً بخياراته بسبب الجائحة.
وقال المستهلك بشار عبدالوهاب: المنتجات العضوية هي خياري منذ عدة سنوات رغم ارتفاع سعرها بشكل نسبي مقارنة بغيرها، ولكن الشخص هنا يشتري صحته على المدى الطويل، ويتأكد بأن المكونات التي يعده فيها وجبته صحية أمنة ولا تحتوي على أي مواد حافظة أو كيميائية، ولا سيما خلال رمضان التي يرتفع فيها الإنفاق على الأغذية والمشروبات بشكل أكبر مقارنة بباقي أيام السنة.