قال مسؤولون وخبراء إن إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مشروع وادي تكنولوجيا الغذاء في دبي -المرحلة الأولى لتكون مدينة جديدة من مدن دبي التخصصية، هي رسالة إلى العالم بأن دبي هي الوجهة المستقبلية لتكنولوجيا الغذاء التي لا غنى عنها، مشيرين إلى أن دبي مع إطلاق مشروع وادي تكنولوجيا الغذاء تسارع الخطوات الرشيدة لتحقيق تطلعات الخمسين سنة القادمة لتصبح واجهة عالمية في مجال الأمن الغذائي.
وقال رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة رئيس غرفة تجارة دبي العالمية، سلطان أحمد بن سليم: «يظهر إطلاق مشروع وادي تكنولوجيا الغذاء مدى قدرة دبي على مواصلة التطوير الخلاق لاقتصادها من خلال إقامة المدن التخصصية القادرة على جذب الاستثمارات الجديدة لمواكبة التحولات التي يشهدها الاقتصاد العالمي على صعيد إنتاج الغذاء بطرق جديدة ومبتكرة تعتمد أحدث الأفكار والابتكارات العلمية لتحسين نوعية وكمية الأغذية المنتجة، ويأتي هذا المشروع ليتوج نجاح تجربة دبي في إقامة المدن التخصصية التي أصبحت تحتضن كبرى الشركات العالمية في تخصصات مختلفة يضاف لها الآن شركات تكنولوجيا الغذاء، ما يعزز قدرة الاقتصاد الوطني على تحقيق الريادة العالمية في كافة المجالات».
وأضاف: «يستكمل مشروع وادي تكنولوجيا الغذاء الإنجازات التي تحققت في مسيرة التنمية الاقتصادية الشاملة، حيث يأتي إطلاق هذا المشروع ونحن نحتفل في عام الخمسين باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات ليثبت أن الآفاق المستقبلية لتطور اقتصادنا الوطني في الخمسين سنة القادمة واعدة ومبشرة ما يمكننا من تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071 لنقدم للعالم مجدداً نموذجاً تقتدي به كافة دول العالم في النجاح والإنجاز».
من جهته، ثمن المدير العام لجمارك دبي، أحمد محبوب مصبح، مشروع وادي تكنولوجيا الغذاء في دبي الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مؤكداً أن دبي تنطلق من نهجها الراسخ لتكون عاصمة الاقتصاد العالمي المتخصص، حيث نجحت دبي في إقامة مدن متخصصة جذبت كبرى الشركات العالمية التي أسست لها مراكز إقليمية في الإمارة، مثل مدينة دبي للإنترنت ومدينة دبي للإعلام ومدينه دبي الطبية، واليوم تسطر دبي إنجازاً جديداً بمشروع تنموي عالمي بتأسيس مدينة متخصصة لتكنولوجيا الغذاء لتصبح عاصمة عالمية لشركات الزراعة والغذاء والخدمات والقطاعات المرتبطة بها».
وأضاف: «سنعمل في جمارك دبي على تقديم كافة التسهيلات والدعم اللازم لتجارة هذه الشركات في إطار تعزيز تنافسية اقتصاد الإمارة وتكامله وتحقيقه قفزات نوعية وترسيخ موقع دبي مدينة الاقتصاد العالمي الجديد»، متوقعاً أن تشهد قيمة تجارة المواد الغذائية قفزة مع إطلاق هذا المشروع المحفز، كما سنواصل تعزيز النمو عبر سرعة التخليص الجمركي للشركات المنضمة للمشروع الجديد.
بدوره، قال رئيس مجموعة العابدي القابضة، سعيد العابدي: إن الرؤى الاستشرافية ودعم القيادة الرشيدة لملف الأمن الغذائي والمائي مكن دولة الإمارات من امتلاك منظومة غذائية قوية استطاعت مواجهة تداعيات أزمة «كوفيد-19» وتخطي التحديات الطارئة، مشيراً إلى أن مشروع وادي تكنولوجيا الغذاء في دبي يساهم في تعزيز الأمن الغذائي ورافد اقتصادي جديد للإمارة، لا سيما أن إنتاج الغذاء الممكن بالتكنولوجيا يعد من الحلول المبتكرة لتعزيز الأمن الغذائي والنمو الاقتصادي.
وأضاف العابدي أن تكنولوجيا الغذاء تعد أحد أهم أهداف الاستعداد للخمسين عاماً المقبلة، من خلال تطوير إنتاج محلي ممكن بالتكنولوجيا لكامل سلسة القيمة الغذائية، حيث يعول على تكنولوجيا الزراعة الحديثة والغذاء بشكل عام في خلق رافد جديد للاقتصاد الوطني من خلال استقطاب المزيد من الاستثمارات الخارجية المباشر وتوفير المزيد من الوظائف وتقليل صافي الاستيراد من الخارج.
وقال مدير عام شركة الإسلامي للأغذية، رئيس مجموعة أعمال صناعة الأغذية والمشروبات، صالح لوتاه، إن هذه القرارات والأفكار الإبداعية ليست بغريبة على دبي، واليوم تنطلق الإمارة نحو آفاق جديدة لتعزيز وتطوير مكانها في مجال تكنولوجيا الغذاء والأمن الغذائي.
وأضاف لوتاه أن هذه المنطقة الحرة الجديدة في منطقة جبل علي، تضاف إلى المناطق الحرة التخصصية التي أطلقتها دبي على مدار السنوات الماضية، لافتاً إلى أن إنشاء مدينة تجمع بين الشركات المتخصصة في مجال تكنولوجيا الغذاء بمختلف أنشطتها المتنوعة سيكون بمثابة تأسيس شبكة متطورة للعمل مع بعضها في المستقبل.
وذكر لوتاه أن هذه المدينة ستضم شركات في مجال الأبحاث والإنتاج والتغليف والتعليب والتخزين والنقل، ما سيمكن هذه الشركات على أن تتواصل بين بعضها والاستفادة من خبراتها وتبادلها ما سيسرع عمليات التطوير في هذا المجال نتيجة الربط الكبير فيما بينها ما سينعكس بشكل إيجابي على القطاع ككل سواء في دبي أو الإمارات وحتى المنطقة.
من جهته، قال الخبير الاقتصادي محمد المهري إن دبي واجهة اقتصادية عالمية لمختلف القطاعات وصممت دبي لتكون مدينة متخصصة وقبلة للكثير من الأنشطة الاقتصادية، واليوم قررت أن تكون واجهة الشرق الأوسط في مجال الغذاء.
وأضاف المهري أن دبي أخذت السبق والمبادرة لتكون الوجهة التكنولوجية للغذاء لدعم استمرارية واستدامة الغذاء في المنطقة، فدبي تؤكد أن المستقبل ليس للغذاء فقط وإنما للتكنولوجيا المرتبطة به.
وذكر المهري أنه يوجد وادي السيليكون للتكنولوجيا في أمريكا، واليوم هناك وادي تكنولوجيا الغذاء في دبي، ونعتقد أن هناك الكثير من وديان المستقبل التي ستكون في دبي والإمارات.
وأكد المهري أن المدينة الجديدة ستكون داعماً وركناً في استراتيجية الأمن الغذائي لدبي والإمارات في سياق استراتيجية الإمارات للخمسين سنة القادمة، كما ستستقطب المدينة الكثير من الأنشطة المرتبطة كاستثمارات اقتصادية جديدة، ما سيساهم في دعم العديد من القطاعات الاقتصادية في مجالات التصنيع والتجزئة خصوصاً.
ولفت المهري إلى أن دبي تعتمد استراتيجية التخصص في عمل الأنشطة الاقتصادية المتنوعة، ما يعطي المجال لكل قطاع لأن ينمو ضمن الشبكة الخاصة والمرتبطة به، ما يسرع عمليات النمو والنضج ويسهل عمليات جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في هذه المجال وجذبها إلى منطقة الشرق الأوسط لتستفيد منها كل المنطقة.
وأوضح المهري أنه في ظل أزمة كورونا تبين مدى أهمية الأمن الغذائي لجميع الدول حول العالم وليس الإمارات فقط، وبالتالي هذه المدينة ستكون بمثابة بوابة للمستقبل وستكون داعماً رديفاً لجميع الدول في المنطقة، مشيراً إلى أن دبي توفر كل المقومات التشريعية وبيئة الأعمال والبنية التحتية المتطورة والعالية لجذب جميع الشركات في العالم لافتتاح مقرات في دبي والعمل في بيئة مرنة وجذابة لا مثيل لها.