الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

اتساع نصيب العيدية الرقمية.. والنقدية حاضرة بقوة رغم التحذيرات

أكد مصرفيون أن بنوكاً بدأت توزيع العملات الورقية الجديدة على الفروع لتلبية الطلب المتزايد من قبل المتعاملين للعيدية، لافتين إلى أنه وعلى الرغم من تنامي التوجه إلى الهدايا والعيديات الرقمية لا يزال هناك من يفضل النقد، لكن في العموم باتت العيدية مشتركة «نقدية ورقمية».

وأشاروا إلى أن العيدية الرقمية تنمو بشكل كبير مقارنة بالسنوات السابقة وهي السبيل الأكثر سلامة، لكن هناك العديد من الفئات التي لا يمكن الوصول إليها بطرق رقمية.

ولا تزال العيدية النقدية هي الأكثر قيمة في نظر الأطفال، والعادة أن تكون النقود جديدة، حيث تشهد فترة الأعياد طلباً كبيراً على النقد من كافة الفئات لا سيما فئة «الخمسة والعشرة والعشرين والمئة».

وكانت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات قالت: «يفضل تقديم التهاني والتبريكات للأقارب والأصدقاء عبر قنوات التواصل الإلكترونية، وعدم تبادل الهدايا والأطعمة بين الجيران، والامتناع عن توزيع العيدية على الأطفال أو حتى صرفها من المصارف وتداولها بين الأفراد خلال هذه الفترة، واستخدام البدائل الإلكترونية لذلك».

وكانت الدعوة التي أطلقتها الهيئة لقيت ردود مختلفة على وسائل التواصل، بين من يؤكد ضرورة عدم تداول النقد وبين من يرى أن للعيدية طابع خاص لا سيما مع غياب القدرة على ايصالها للبعض.

وتقول شوق في تعليق على منشور الهيئة على تطبيق إنستغرام: «يمكن الاستعاضة بالمعقمات بدلاً من إلغاء العيدية».

ويقول ماهر فارس: «يمكن النصح بحل آخر، بدلاً من التأثير على فرحة الأطفال».

فيما تقول نورا: «الناس كلهم مجهزون للأظرف».

ويتساءل أحمد: «هل يعني ذلك أن أذهب إلى طفل عمره 6 سنوات وأطلب منه رقم حسابه لتحويل العيدية؟».

وكتبت ت.ر: «صرفت الفلوس.. لا يمكن أن يمر العيد دون إعطاء الأولاد العيدية».

وقال ت.أ: «الجميع يعطي أطفاله النقود في الأيام العادية فلماذا نمنع ذلك يوم العيد».

فيما يقول عبدالله: «حولوا العيدية عبر التطبيق للي عنده حساب بالبنك».

وتقول شمس البلوشي: «يمكن أن نقوم بتحويل العيدية عبر التطبيقات البنكية».

وأفادت الصكوك الوطنية في ردها على استفسارات الرؤية الخاصة بالعيدية والهدايا الرقمية خلال فترة الأعياد، بوجود إقبال كبير على قسائم هدايا من الصكوك الوطنية، فهي ليست فقط مالاً يوضع في حساب التوفير كأية عيدية تقليدية، بل تأمين للمستقبل فهذه العملية قد تكون الخطوة الأولى في وضع الأطفال على الطريق الصحيح لتأمين مستقبل آمن لأولادهم.

وأشارت الصكوك الوطنية إلى وجود نمو وصل إلى 10% في مبيعات بطاقات الهدايا خلال الفترة الراهنة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وذلك مع العلم أن العام الماضي شهد توجه كبير في التخلي عن العيدية النقدية لصالح العيدية الرقمية، حيث جاء العيد بعد فترة قصيرة على تفشي جائحة كورونا.

وأكد المدير التنفيذي للسعادة والإيجابية وإدارة الإمدادات لمجموعة شركة الصكوك الوطنية سيف علي الشحي، أهمية تعليم الأطفال أهمية الادخار، فمن خلال عيدية أو هدية يمكن وضع الأطفال على الطريق الصحيح الذي يمكن أن يضمن لهم حياة أكثر استقراراً، لافتاً إلى أن الصكوك الوطنية نفسها تقدم العيدية للأطفال القصر ضمن مبادرة انطلقت قبل نحو 12 سنة تهدف إلى تعزيز الثقافة المالية وقيم الادخار.

ومن جانبها، أفادت الخبيرة المصرفية عواطف الهرمودي، أن الأطفال بشكل عام يفضلون العيدية النقدية، فلا عيدية توازي الكاش في يد الطفل خلال أيام العيد مهما كانت قيمتها، لكن في نفس الوقت فالعيدية تشهد اختلاف وتطور عام بعد الآخر، لا سيما خلال العام الجاري فالظروف الحياتية وطبيعة المرحلة التي نمر بها ستزيد من انتشار العيدية الرقمية.

وأكدت أهمية الهدايا الرقمية سواء كانت تحويلات نقدية إلى حسابات الأطفال أو على شكل بطاقات هدايا، منوهة إلى وجود الكثير من القنوات التي يمكن من خلالها توزيع العيدية الرقمية والاستعاضة عن النقد، سواء كان ذلك عن طريق تطبيقات البنوك أو من خلال بطاقات الهدايا التي تصدر عن الكثير من الجهات.

وتابعت: «بعض الناس لن يتخلوا عن الكاش وبالتالي فلا بد لهم من اتخاذ جميع الإجراءات التي تضمن سلامة النقد المتداول في الظرف الراهن مع جائحة كورونا»، لافتة إلى أن البنوك عادة تضخ عملات جديدة في صرافاتها الآلية قبيل وخلال أيام الأعياد.

ومن جهته أفاد الخبير المصرفي حسن الريس، بأن العيديات في العموم نقدية ويجب أن يكون النقد جديداً، وبالتالي فالبنوك منذ نحو أسبوعين استحضرت النقد الجديد الخاص بالعيد، وكان هناك نمو كبير في طلب فئات النقد المختلفة لا سيما التي تقل عن 100 درهم، لافتاً إلى أن أكثر الطلب كان على فئات «الخمسة والعشرة والعشرين والمئة» وبدرجة أكبر من فئات المئتين والخمسمئة والألف.

وأوضح أن الطلب على الفئات القليلة يرتبط برغبة الأطفال بالحصول على النقد الجديد وبكمية واضحة، وبالتالي فمن يرغب في منح طفل عيدية بقيمة 100 أو 500 درهم فلا يعطها قطعة واحدة في الكثير من الأحيان بل 500 من فئة العشرات، أو 100 من فئة الخمسات، فالطفل يرغب بحمل رزمة من المال.

وأشار إلى أن التوجه إلى العيدية الرقمية لا يلغي العيدية النقدية ففي العموم أغلب الناس ما زالوا يفضلون العيدية النقدية.

وتابع: «العيديات عادة لا تقتصر على الأطفال بل تخص العديد من الفئات من العمالة المنزلية والعمالة الأخرى، وبالتالي فالنقد هو الأكثر قدرة على الوصول إلى هذه الفئات».

لكنه أشار إلى وجود بعض الأنواع الرقمية من العيدية التي يمكن ألا تكون بنفس قيمة العيدية النقدية بنظر الطفل لكن يمكن أن تسهم في ترسيخ فكرة الادخار على المدى الطويل.