الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

موزة الحزمي: شغفي قادني إلى «تصميم المجوهرات» عالمياً

شكل شغف رائدة الأعمال الإماراتية موزة محمد بالحزمي بفن الرسم، المحور الأساسي ورأس المال لتأسيس مشروعها «موزة جيولري»، المتخصص في تصميم وصناعة المجوهرات، النابع من وحي الخيال المرتبط بجمال الطبيعة وما تحتويه من إيجابية وسعادة.

ووقفت في مسيرتها على العديد من المحطات المهمة لنمو أعمالها التجارية على مستوى العالم، لتبني قاعدة عملاء متنوعة دولياً، وهو ما فتح لها الآفاق لتطوير تصميماتها بالشكل الذي ينسجم مع أذواق الشعوب.

متى بدأتِ تجربتك مع تصميم المجوهرات؟

بدأت مشروعي نهاية عام 2017، عندما سعيت لتجسيد شغفي وهوايتي في الرسم من خلال إدخال لوحاتي الفنية في تصميم المجوهرات، إذ كانت رسوماتي النابعة من خيالي المرتبط بجماليات الطبيعة وسيلة لانعكاس الإيجابية، لأعرض تصميماتي على إحدى سيدات الأعمال المتخصصة في المجوهرات، فنصحتها بالتوجه إلى مؤسسة محمد راشد لدعم مشاريع الشباب لأحوز رخصة منزلية تتيح لي العمل في تصميم المجوهرات ما فتح أمامي الدخول في عالم تجارة المجوهرات.

ولن أنسى القصص عن جدتي «رحمها الله» التي كانت مصممة بارعة للمجوهرات قديماً، إذ كانت تقدم للعرائس في ذلك الزمان تصاميم خاصة على الذهب العربي، ما اعتبرته امتداداً لموهبة عريقة وقديمة في العائلة.

كيف كانت الخطوة الأولى لتأسيس مشروعك؟

الخطوة الأولى في مسيرة مشروعي، جاءت دون دراسة جدوى اقتصادية أو رأس مال، وإنما امتداداً لشغفي بالتصميم، والذي لقي ترحيباً من مؤسسة محمد راشد لدعم المشاريع، وقدموا لها فرصة تأسيس المشروع الذي يحمل اسمي «موزة للمجوهرات».

وإن الموافقة على فكرة المشروع، منحتني دفعة كبيرة لتنظيم العديد من المؤسسات الوطنية الداعمة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، والتي أسهمت بشكل كبير في نجاح مسيرتي، عبر دعمي بالمشاركة في العديد من المعارض الدولية.

وأول تصميم عرضته على منصات التواصل الاجتماعي أطلقت عليه «الفراشة السعيدة»، شهد إقبالاً كبيراً، حيث تم بيع نحو 30 قطعة خلال شهرين فقط، وهو ما لم أصدقه للوهلة الأولى في عالم الأعمال، حتى بدأت المبيعات بالتزايد التدريجي، الأمر الذي دفعني إلى التفكير بتصميمات أخرى وجديدة.

وأطلقت تباعاً 4 تصاميم جديدة خلال عامين وهي، اللؤلؤ، وعين النمر، وزهرة عباد الشمس، وكلها حظيت بإعجاب العملاء من داخل الدولة وخارجها.

كيف عملتِ على بناء قاعدة عملاء لتصاميم «موزة للمجوهرات»؟

البداية، كانت عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهي الوسيلة الأسرع لعرض التصاميم والمنتجات، لكن ما قدمته الدولة من فرص للمشاركة في المعارض الدولية، فتح لي الآفاق بشكل لم أتصوره مسبقاً، حيث إنني شاركت في عدة معارض شملت، الكويت واليابان والصين ولندن وإيطاليا وفيتنام، أسهمت في إيصال تصميماتي إلى عدة دول، ومن بعض العملاء الدوليين ما زالوا يفضلون الشراء من تصميماتي سنوياً.

وأرى أن هذه المشاركات الدولية عززت لدي المعرفة والخبرة في عالم تصميم المجوهرات، وما الذي تفضله الشعوب في هذا الإطار، إذ إن الصينيين على سبيل المثال، يفضلون المجوهرات من الأحجار الكريمة، وهنا شهد تصميم «عين النمر» مبيعات كبيرة في معرض الصين، كون هذا الحجر يمنح النساء القوة، كما أن لدي اليوم عملاء دائمين يفضّلون تصميماتي في أستراليا ولندن والكويت وإيطاليا، ويتواصلون معي سنوياً.

ما هي محطات تطور المشروع منذ انطلاقه نهاية عام 2017؟

أول تطور في مشروعي هو في انضمامي إلى عضوية البرنامج الوطني للمشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة الذي فتح لي الآفاق الدولية.

ومن المحطات المهمة في مسيرة المشروع، تمثل بإطلاق الموقع الإلكتروني الخاص بالعلامة التجارية للمشروع، وشركة خاصة مكونة من 4 موظفين لإدارة الحسابات على المنصات الإلكترونية، وتلبية الطلبات على المنتجات.

ما هو طموحك في المستقبل لتطوير مشروع «موزة للمجوهرات»؟

سأسعى إلى تطوير مسيرة المشروع من خلال تعزيزه بالعديد من التصاميم المنافسة دولياً بالشكل الذي ينسجم مع أذواق الشعوب حول العالم، بهدف توسعة قاعدة العملاء، وهي الخطوة التي أفكر بها قبل أن أخطو خطوة على الأرض.

وبناءً على تعزيز معرفتي أكثر بعالم تصميم المجوهرات، سأعمل على تأسيس متاجر خاصة بمنتجاتي في المراكز التجارية الحيوية داخل الدولة، لأستفيد من الامتيازات التي تمنحها الدولة لرواد الأعمال الإماراتيين، وبيئة الإمارات الداعمة للأعمال، وخاصة أن التنوع الذي تتمتع فيه دولة الإمارات من العملاء والمتسوقين، سيجد لتصميماتي كافة الأذواق التي تتفق معها.

ما هي التحديات التي ظهرت أمامك خلال مسيرة المشروع؟

أكبر تحدٍ هو سلبية الآخرين في الدخول بعالم المجوهرات، إذ كان يتوارد كثيراً على مسامعي، أن الدخول في تجارة المجوهرات خطير جداً ومعقد، ولكن اتباعي لشغفي حقق لي ما كنت أطمح إليه بأقل التكاليف، متجاوزة كافة العقبات.

وأعتبر أن أي تحدٍ يظهر أمامي هو فرصة للتطوير والتقدم خطوة للأمام، إذ إن المشروع من بدايته حتى نهايته جاء بناءً على قناعة عميقة بأن النجاح والتوفيق هو أمر مكتوب ومقدر من الله، ومن جهة أخرى فإن أي خطوة أقوم بها هي تجسيد لشغفي بفن الرسم والتصميم الإيجابي.