قال متخصصون لـ«الرؤية»، إن عودة ارتفاع أسعار العقارات بدبي وأبوظبي وبالإمارات عامة يوضح التعافي الذي بدأت ملامحه تظهر بالقطاع منذ بداية العام الجاري، مشيرين إلى أن ذلك يحمل بعض الفوائد للقطاع ككل منها تسابق المستثمرين الدوليين لعقد المزيد من الصفقات بهدف اقتناص الفرص المغرية قبيل انطلاق الحدث الأكبر، وهو معرض إكسبو 2020 دبي، والذي تترقبه منطقة الشرق الأوسط في أكتوبر المقبل.
وبحسب تقرير صدر مؤخراً عن شركة «أستيكو» للاستشارات العقارية، فإن أسعار تأجير الفلل بدبي وأبوظبي سجلت أداءً قوياً، حيث شهد متوسط أسعار التأجير ارتفاعاً بنسبة 1% و4% على التوالي وذلك خلال الربع الأول من عام 2021 رغم تحديات جائحة كورونا مدفوعاً بالنمو الذي شهدته معدلات الطلب على مجمعات الفلل الفاخرة.
وبدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة سمانا للتطوير العقاري، عمران فاروق، إن الاتجاه المستمر لارتفاع أسعار العقارات بدبي يعود إلى أن الإمارات كدولة أثبتت نفسها كواحدة من أفضل دول العالم ليس فقط في السيطرة على الوباء بل، وتمكنت من إعادة الحياة لطبيعتها وتعافي الاقتصاد في وقت قياسي.
وأشار في تصريحات خاصة لـ«الرؤية»، إلى أن المبادرات الحكومية التي أطلقت سابقاً لدعم القطاع مثلت حافزاً قوياً للطلب على العقارات بالإمارة، ما يدل بوضوح على حدوث المزيد والمزيد من عمليات الشراء.
وأوضح أن انتعاش سوق العقارات في الربع الأول جاء بقيادة الطلب على الفلل والمنازل، مرجحا أن يستمر ذلك الانتعاش بالقطاع لمدة عامين مدعوما بالطلب على الشقق المتميزة بمناطق مثل أرجان وقرية جميرا الدائرية ومدينة دبي للاستوديوهات وغيرها من المناطق الناشئة، وبعد نجاح إطلاق المشاريع الأخيرة من قبل كبار المطورين.
من جانبها، قالت دانيا نادر الجشي، الرئيسة التنفيذية لدى شركة «لوكسيرو للوساطة العقارية»، إن من أهم الفوائد التي سيستفيد منها القطاع العقاري من ارتفاع أسعار العقارات هو النمو الذي سيطر على القطاع نفسه سواء من ناحية التصرفات أو من ناحية المبيعات أو حتى من جهة طرح منتجات عقارية جديدة من قبل المطورين.
ومن جهته، أوضح الخبير العقاري عبدالله عبدالقادر، أن ارتفاع الأسعار سيساهم في تسابق المطورين على شراء أراضٍ جديدة بهدف تطويرها وبنائها. وأشار إلى أن المستثمرين سيستفيدون من ارتفاع الأسعار عن طريق تأجير أو بيع عقاراتهم المملوكة بهامش ربحي أفضل، كما سيمكنهم نمو الطرح في التنوع بالمنتجات العقارية الجديدة من اختيار المنتج الأنسب لاحتياجاتهم وميزانيتهم المحددة من قبلهم.
وبدوره، قال أسامة الصافي الخبير العقاري لـ«الرؤية»، إن أسعار العقارات في دبي استقرت خلال العام الماضي عند معدلات معقولة بسبب كبح حجم العرض مقابل تزايد حجم الطلب، مشيراً إلى أن ذلك ترافق مع عودة ثقة المستثمرين من خارج الدولة للاستثمار وشراء العقارات.
ولفت إلى أن زيادة الطلب والإقبال على التنقل من الضواحي للمناطق الداخلية لوسط المدينة والمساحات الواسعة تسبب في ارتفاع أسعار الإيجارات بدبي وأبوظبي، وبالتالي فإن هذه الزيادة تنعكس على ارتفاع عائد الاستثمار في القطاع بمعدلات تفوق العديد من مدن العالم. وتوقع أن يكون لأسواق التأجير النصيب الأوفر لهذا العام مع توقع جذب أكثر من 25 مليون زيارة إلى معرض «إكسبو 2020 دبي»، ما يعني حتمية حدوث زيادة في الطلب على الشقق الجاهزة المخدومة بالكامل، ما سيمنح سوق التأجير حظاً أوفر.