تقدم دبي لزوارها الكثير من التجارب المميزة من خلال ما تتمتع به من مقومات سياحية هائلة، وكذلك عروض متنوعة، فإلى جانب موقعها الاستراتيجي الذي يجمع بين الشرق والغرب، وما تتميز به من أصالة وتراث وثقافة، وما توفره من مغامرات في الهواء الطلق، وأنشطة ترفيهية، وفعاليات على الشاطئ، ومناطق جذب تأسر اهتمام العائلات، هناك دائماً المزيد من الخيارات أمام الزوار.
وإن ما يثري تجربة الزائر لدبي هو وجود تشكيلة واسعة من المطاعم التي تقدم أشهى الأطباق والمأكولات العالمية في ظل وجود أكثر من 200 جنسية تعيش في المدينة، الأمر الذي يعزز من مكانتها باعتبارها عاصمة فنون الطهي في المنطقة.
ولا تقتصر شهرة دبي على ناطحات السحاب التي تزيّن مشهدها البانورامي، فمع ذلك هناك اهتمام بالأمن الغذائي الذي يعكس المنظومة البيئية المتنوعة في الإمارة والمصادر الغذائية المستدامة فيه، حيث يمكن للمقيمين والزوار الاطلاع على أحدث الإبداعات المحلية في هذا المجال، إلى جانب الاستمتاع بالعديد من تجارب الطهو المبتكرة والخيارات المعدّة من مكونات مزروعة محلياً أو التي تباع في أسواق متخصصة.
ومع تزايد الطلب على المنتجات المحلية ولا سيما العضوية مع ارتفاع وتيرة الوعي بمفهوم الاستدامة وكذلك الاهتمام بأسلوب حياة صحي، يواصل الارتفاع في أعداد المزارع الجديدة التي تراعي المعايير الدولية للحفاظ على الموارد الطبيعية، وكذلك ممارسات الزراعة المتجددة، والمتاحة أمام الزوار والمتسوقين للحصول على المنتجات الطازجة.
ويرتبط استهلاك الأغذية بصحة وسلامة السكان بشكل مباشر، حيث تؤثر كل مرحلة من مراحل الإنتاج على بصمة الإمارة الكربونية، بدءاً من الأسمدة المستخدمة في الزراعة وانتهاءً بعملية نقل المحاصيل. وفي إطار جهودها لتعزيز الإنتاج الزراعي محلياً وترسيخ مفهوم الزراعة المستدامة، توفر دبي العديد من الفرص للمقيمين والزوار لدعم المشاريع الزراعية وتعزيز آفاق استكشاف تجارب القطاع المميزة في الإمارة.
وفيما يلي نستعرض جانباً من التجارب الزراعية الناجحة في الإمارة:
إثراء التجارب الزراعية
تحرص مزرعة ماي فارم دبي My Farm Dubai على ريادة الحركة الزراعية في الإمارة عبر إطلاق مزرعة مستدامة. حيث تأتي المزرعة كثمرة شغف وجهد كبير لمحمد عيساوي، الذي يعتني بها باستمرار لتقدم لزوارها رحلة تتيح لهم التعرف على جميع أنواع الفواكه والخضار والعسل الموجودة الذي تنتجه، مع إتاحة الفرصة لهم لتذوق عينات منها، فضلاً عن التعرف على الخواص الطبية لباقة متنوعة من الأعشاب والتوابل.
وتوفر ماي فارم دبي أيضاً أصنافاً متعددةً من الصابون المصنع في المزرعة، والتي يمكن تقديمها كهدايا للأقارب والأصدقاء والزملاء. حيث يهدف مشروع عيساوي، المهندس السابق الذي وُلد في جنوب فرنسا ونشأ ضمن عائلة من المزارعين، إلى إنشاء مزرعة مستدامة بالاعتماد على العناصر الطبيعية وسط الصحراء والتقنيات المتقدمة المتوفرة. ويأخذ عيساوي الزوار في جولة تثقيفية في مزرعته ليطلعهم على إرث الإمارات الزراعي الفريد والمزدهر ما يجعل منها وجهةً سياحيةً مميزةً، خاصةً لعشاق الأنشطة غير التقليدية.
ومن جهة أخرى تُعد ديزرت أورجانك Desert Organic، الشركة العائلية الإماراتية، من المزارع المميزة الأخرى التي تروّج للمنتجات العضوية، من خلال إنتاج أشهى أنواع الفواكه والخضار العضوية، حيث يمكن للزوار شراء الكرنب، والكرفس، والفلفل، والباذنجان، واليقطين، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الأعشاب والتمور من ضمن أكثر من 50 منتجاً آخر تنتجه المزرعة الممتدة على مساحة 4 هكتارات.
وللراغبين بالحصول على تجربة استثنائية، يوفر مصنع الإمارات لإنتاج حليب الإبل ومشتقاته (كاميليشيس) Camelicious رحلة فريدة لجميع أفراد العائلة، للتعرف على سفينة الصحراء التي تعكس الثقافة والحضارة العربية والثروة الحيوانية والغذائية التي يقدمها، كما يمكن للزوار التفاعل مع الجمال وإطعامها والتقاط الصور ومشاهدة سباقات الهجن، فضلاً عن شراء منتجات المصنع بما فيها حليب الإبل ومشتقاته كالآيس كريم.
أما سوق جميرا للأسماك Jumeirah Fish Market فهو يقع في منطقة أم سقيم بدبي، ويقدم أفضل المأكولات البحرية الطازجة وبأسعار معقولة، ويعد المكان المثالي لمحبي المأكولات البحرية الذين يمكنهم شراء أكثر من 50 نوعاً مختلفاً من المأكولات البحرية بما في ذلك سلطعون الكركند، وسلطعون البحر، والقريدس، والروبيان، والأسماك، كما يوفر السوق للزائرين خدمة تنظيف مشترياتهم من السوق قبل نقلها إلى المطاعم المحلية المجاورة لطهيها حسب رغبتهم.
إلى ذلك، تعد حديقة النحل في حتا The Hatta Honey Bee Garden أول حديقة من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، حيث تنتج العسل الطبيعي ذا الجودة العالية، كما تهدف الحديقة إلى تعريف الجمهور بالعسل وأنواعه وصولاً إلى كيفية إنتاج العسل ومشتقاته، فضلاً عن تعريفهم بدور النحل في مجال البيئة والصحة العامة.
المنتجات المحلية المميزة
ولعشاق الشوكولاتة مكان مميز، حيث يمكن للزوار الراغبين بتذوق الشوكولاتة الشهية بنكهات التمر والهال الفريدة التي تشتهر بها دبي التوجه إلى مصنع ميرزام للشوكولاتة Mirzam Chocolate في منطقة القوز، الذي يشتهر بشفافية عمليات الإنتاج فيه، فبإمكان الزوار مشاهدة كل مرحلة من مراحل صنع الشوكولاتة بدءاً من تحميص حبات الكاكاو وصولاً إلى تغليف الألواح. وقد حصد المصنع المتميز منذ إنشائه في عام 2016 على 5 جوائز من أكاديمية الشوكولاتة، مرسخاً بذلك مكانته باعتباره مصنعاً رائداً في عالم الشوكولاتة.
وتقام في دبي عدة فعاليات وأسواق مؤقتة تتيح لزوارها فرصة الحصول على المنتجات الطازجة ومن بينها سوق رايب The Ripe Market، الذي يقدم المنتجات المحضّرة يدوياً ذات الجودة العالية أسبوعياً، ويقام هذا السوق في عدة أماكن بما فيها حديقة أكاديمية شرطة دبي، وسوق الينابيع، ونخيل مول، ومركز تايمز سكوير. فيما يساعد السوق مئات المزارعين على بيع منتجاتهم في بادرة مميزة لتعزيز المشاريع المحلية وتوفير منصة تدعم الشباب الإماراتي الموهوب، وتشجعه على الزراعة وتطوير المشاريع في هذا القطاع.
الأطايب المحلية
يأخذ سوق البهارات Spice Souk زواره في رحلة غنية بالألوان والروائح الزكية، متيحاً لهم فرصة استكشاف نكهات المنطقة الأصيلة، فضلاً عن التعرف على جذور المطبخ العربي العريق والمطبخ جنوب الآسيوي.
كما يمكن للزوار استكشاف عبق الماضي بين تلال الأعشاب والتوابل الموضوعة في سلال كبيرة والموزعة في كل ركن من أركان السوق، من قلب المنطقة الأثرية بدبي. كما يمكن لزوار السوق احتساء كوب من القائمة التي تضم تشكيلة من الأصناف المختلفة للشاي المعطر والمستورد من جميع أنحاء العالم.
وبالتأكيد، لا يمكن زيارة دبي دون المرور بأسواق التمر، العلامة المميزة للإمارة، حيث يمكن للزوار الحصول على أكثر من 9 أنواع من التمور المحلية التي تشتهر بها المنطقة، بما فيها تمر الخلاص و الفرض واللولو وغيرها من أي مكان في المدينة، مثل متجر «بتيل» Bateel الفاخر، الذي ينظم جلسات تذوق وتجارب حيّة بينما يستعرض تاريخ التمور في المنطقة وأهميتها بشكل موجز. وللراغبين بإلقاء نظرة أقرب على عملية إنتاج التمور في دبي، فهم على موعد مع افتتاح تمور البركة Al Barakah Dates، أكبر معمل خاص بالتمور في العالم، والذي سيتم تشغيله باستخدام 6500 لوح شمسي، ما سيسهم في خفض 3 آلاف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وسيحظى ضيوف دبي بتجربة فاخرة وسط أجواء آمنة وملائمة للاسترخاء، إذ حصلت جميع هذه الوجهات على ختم «دبي الضمانة» الذي يؤكد على التزام جميع الشركات والفنادق والوجهات السياحية بتطبيق إجراءات الصحة والسلامة.
ويسهم الختم الذي تجدده الجهات المختصة كل أسبوعين في طمأنة الضيوف بالتزام الجميع بالتدابير الوقائية المعتمدة، بالإضافة إلى ذلك، منح المجلس العالمي للسفر والسياحة دبي ختم السفر الآمن عام 2020 لتعزيز ثقة المسافرين بزيارتها، باعتبارها إحدى الوجهات السياحية الآمنة.