منحت «وثيقة الخمسين» التي تم إطلاقها في عام 2019 خارطة طريق لمؤسسات التعليم العالي في الدولة من أجل تأسيس مناطق اقتصادية حرة تحتضن إبداعات وابتكارات الطلبة خلال فترة دراستهم الجامعية وتحفزهم على ريادة الأعمال ورسم مسار وظيفي خاص عقب التخرج.
وتنص «وثيقة الخمسين» في بندها السادس على تحويل الجامعات إلى مناطق اقتصادية وإبداعية.. وتنفيذاً لذلك عملت كليات التقنية العليا على احتضان إبداعات طلابها وتوفير كل أشكال الدعم والرعاية لهم وصولاً إلى تأسيسهم الشركات الناشئة الخاصة والانطلاق في عالم ريادة الأعمال.
وأفرزت هذه الجهود عدداً من قصص النجاح لشباب إماراتيين تستعرضها وكالة أنباء الإمارات «وام» في التقرير التالي بعد أن نجحوا في تحويل أفكارهم الوليدة التي تشكلت خلال فترة دراستهم الجامعية إلى شركات ناشئة مبتكرة.
فقد نجحت شما بن حماد وحصة البلوشي خريجتا كليات التقنية العليا في تأسيس شركة متخصصة في مجال أمن المعلومات.. وقالت الخريجتان: «إن الأمر بدأ كفكرة خلال فترة الدراسة بكليات التقنية كانت عبارة عن مشروع تخرج وتم تطويره إلى مشروع متكامل وتأسيس شركة متخصصة في مجال أمن المعلومات».. وأشادتا بالدعم الذي قدمته كليات التقنية لتطوير المشروع على صعيد توفير المكان الملائم والدعم المادي وكذلك تأمين المعدات اللازمة بالإضافة إلى تأهيلهما بالشكل الأمثل عبر تطوير المهارات اللازمة التي يتطلبها هذا النوع من المشروعات وفي مقدمتها مهارات التواصل ومهارات أنظمة المعلومات.
وأضافت شما بن حماد وحصة البلوشي أن شركتهما عبارة عن منصة للتوعية والتثقيف بقضايا أمن المعلومات وقد ساعدتهما كليات التقنية في التواصل مع الشركات التي تمتلك الخبرات اللازمة في هذا المجال من أجل تطوير فكرتهما ووفرت الدعم اللازم لهما لتطوير التكنولوجيا الخاصة بهذا المشروع.. وأعربت الخريجتان عن سعادتهما بالعمل في مجال تخصصهما في الكليات وتطلعهما إلى منافسات الشركات العالمية في هذا المجال.
واحتضنت المنطقة الاقتصادية والإبداعية الحرة في كليات التقنية موهبة الطالب عبدالله المرزوقي وصولاً إلى تأسيسه شركة ناشئة خاصة في مجال الإنتاج الإعلامي.
وقال عبدالله المرزوقي - الذي يتخصص في مجال هندسة الميكاترونكس بالكليات - «إنه كان يمتلك الشغف بمجال الهندسة منذ دراسته الثانوية وعمل على تنمية مهاراته ومعارف بالمجال مع التحاقه بهذا التخصص في كليات التقنية العليا».
وأضاف: «إن التصوير كان دائماً هوايته المفضلة وعمل على استثمار هذا الأمر وتعزيز مهاراته في مجال الإنتاج الإعلامي وكافة الفنون المرتبطة به مثل التصوير والمونتاج».. مشيراً إلى أن المناطق الاقتصادية والإبداعية الحرة بكليات التقنية وفرت له حاضنة أعمال لفكرته حتى نجح في تحويلها إلى مشروع وشركة ناشئة متخصصة في مجال الإنتاج الإعلامي تقدم خدمات متنوعة مثل تصميم العلامات التجارية والتسويق والغرافيك.
وبدأت كليات التقنية العليا منذ عام 2019 تنفيذ برنامج متكامل يحفز على الإبداع والابتكار ويسهم في تطوير الشركات الناشئة وتخريج رواد الأعمال مع تدشينها أول منطقة اقتصادية وإبداعية حرة بالجامعات.
ومنذ بدء البرنامج تم تبني 78 شركة ناشئة منها 39 شركة تقودها طالبات وتمكنت 21 شركة من إجمالي عدد الشركات من الحصول على تراخيص تجارية والانطلاق للعمل مع فريق عملها الخاص بها وحققت إيرادات سنوية خلال عام 2020 بلغت أكثر من مليوني درهم وتعمل هذه الشركات في عدة قطاعات مثل الأنظمة المؤتمتة والأسواق الإلكترونية وخدمات البيوت الذكية والأمن السيبراني والتكنولوجيا الزراعية والحلول الصحية من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد والخدمات المهنية.
وحرصت كليات التقنية على توقيع العديد من الاتفاقيات وبناء الشراكات مع العديد من الجهات والمؤسسات الداعمة لريادة الأعمال ومشاريع الشباب بهدف تحفيزهم على دعم المشاريع الطلابية والعمل مع الكليات للوصول نحو تخريجهم كشركات ورواد أعمال بما يدعم الاقتصاد الوطني.