الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«الاستدامة».. بوابة مشاريع إماراتية ناشئة للعالمية

نقل رواد أعمال إماراتيون مشاريعهم الناشئة التي تتخذ من مجمع دبي للعلوم مركزاً لها إلى العالمية عبر دمج الاعتبارات البيئية في التخطيط وعملية اتخاذ القرارات الخاصة بأنشطة الأعمال لضمان مستقبل مستدام، مستفيدين من التسهيلات والمميزات التي يوفرها المجمع.



وشملت قائمة الشركات الإماراتية الناشئة التي انتقلت إلى العالمية شركة إماراتية تصنع قمصاناً من العبوات البلاستيكية وأخرى تحول مخلفات الطعام إلى سماد.



وقال مدير عام مجمع دبي للعلوم، مروان عبد العزيز جناحي إن الشباب أصبح يهتم كثيراً بالتغير المناخي والاستدامة ما يشجع على ظهور موجة جديدة من الشركات الناشئة الخضراء سريعة النمو التي تركز على الاستدامة البيئية، مشيراً إلى أن قرار الإمارات بمنح الجنسية للعلماء، إلى جانب إعطاء التأشيرة الذهبية للأطباء والمهندسين والحاصلين على درجات علمية في الذكاء الاصطناعي والبيانات الكبيرة وغيرها من العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، سيساعدنا في استقطاب ألمع العقول في العالم ممن يوظفون العلم في تعزيز العمل من أجل المناخ.



وتوقع جناحي أن يستقطب المجمع المزيد من الشركات الناشئة بينما تنوع الإمارة اقتصادها، وتزيد عدد سكانها وتجذب رواد أعمال جدداً مشيراً إلى أن المجمع الذي تأسس عام 2005 بهدف تنويع اقتصاد الإمارات وتسريع قطاع التكنولوجيا الحيوية يضم الآن أكثر من 400 شركة و4000 موظف، كثير منها شركات كبرى في مجال الأدوية أو العلوم الحياتية.



وأضاف أن المركز يعمل على تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة وهناك مخططات لاستقطاب رواد الأعمال الراغبين في التطور السريع وإيجاد حلول تقود إلى عالم أخضر نظيف.



من جانبه قال رئيس شركة «Ehfaaz»، علي محمد علي، أن الشركة تمنح النفايات ما يمكن تسميته «حياة جديدة»، الأمر الذي يتماشى مع استراتيجية الإمارات التي تحرص على تحقيق أهداف الاستدامة المنصوص عليها في رؤية الدولة للمستقبل مشيراً إلى أن شركة «Ehfaaz» واحدة من شركات التكنولوجيا الحديثة الطامحة لأن «تصنع ثورة جذرية في مجال إعادة التدوير» باستعمال مخلفات الغذاء والسلع الاستهلاكية سريعة التداول لإنتاج مواد تنظيف وسماد عضوي، وبفضل جمعها بين العمالة الماهرة والأتمتة الحديثة، تقوم الشركة سنوياً بتحويل أكثر من 1000 طن مخلفات إلى سماد مرتفع القيمة، يباع بربحية عالية إلى المزارع وشركات تصميم الحدائق والمراكز الرياضية بوصفه بديلاً عن دفن المخلفات أو إحراقها.



وأضاف أن الشركة تطمح لريادة السوق في صنع السماد العضوي والإتلاف الآمن للمنتجات، وترغب بالتوسع في خطوط خدماتها لتشمل إعادة تدوير المخلفات الخطرة والدوائية الأمر الذي سيعود بالنفع على مجمع دبي للعلوم، إذ تضم منطقة الأعمال شركات دوائية كبرى مثل فايزر وباير، كما تخطط الشركة لإيجاد مزيد من الوظائف والتوسع إلى ثلاث دول بحلول عام 2023.



وتستطيع Ehfaaz، في منشأتها بمجمع دبي للعلوم، تحويل مخلفات الغذاء إلى سماد في 24 ساعة، واستخلاص الإيثانول من المشروبات منتهية الصلاحية وتحويل السلع الاستهلاكية سريعة التداول ذات الصلاحية المنتهية إلى منتجات تنظيف.



المباني الخضراء

من جهة أخرى، قال مدير عام شركة «هندسة» المتخصصة بتزويد خدمات الطاقة المستدامة، محمود وديان إنه بعد حصول الشركة على صفقات لإنشاء أنظمة تنقية مياه وأبراج تبريد في مشاريع مستدامة ورعاية صحية مثل مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية ومدينة برجيل الطبية، تقوم الشركة الناشئة بتوظيف متخصصين متمرسين، بهدف تنفيذ مخططات الشركة التي تستهدف توسيع عملياتها لشمل بلدان مجاورة ودول في منطقة الشرق الأوسط.



وأضاف وديان أن مجمع دبي للعلوم يوفر بيئة مثالية للتوسع وهو مكان مناسب لرود الأعمال حيث قمنا بتسجيل الشركة قبل خمس سنوات تقريباً، كمزود للطاقة المستدامة، وكانت عملية التسجيل سريعة، وتكاليف التأسيس معقولة وتتناسب مع ميزانيات رواد الأعمال وكان لمجمع دبي للعلوم دور هام في مساعدة شركتنا على نمو سريع على نطاق إقليمي من خلال تزويدنا بمرافق مجهزة وخدمات احترافية ساهمت في تسهيل عملياتنا اليومية.



المساهمة بالاقتصاد الدائري

تقول مدير عام شركة «DGrade» إيما باربر إن الشركة تعمل على إعادة تدوير العبوات البلاستيكية وتحويلها إلى خيوط لصنع الملابس من خلال استخدام تقنيتها ذات العلامة التجارية «Greenspun» في غسل العبوات البلاستيكية وتمزيقها وصهرها إلى خيوط يتم استعمالها في غزل الملابس، وهذا من شأنه تقليل كمية البلاستيك الملقى في مكب القمامة. مشيرة إلى أن نموذج أعمال الشركة يعتبر مثالاً على كيفية عمل الاقتصاد الدائري.



وأضافت أنه بالمقارنة مع الصناعة التقليدية التي تستخدم البوليستر المفضل لدى ماركات الموضة السريعة، فإن انبعاثات الكربون تنخفض للنصف، كما أنه أكثر توفيراً للطاقة بنحو 50 % ولا يستلزم النفط الذي يصنع منه البوليستر.



وأطلقت مؤسسة DGrade وإيما باربر ومديرتها العامة، الشركة في مجمع دبي للعلوم قبل أكثر من عشر سنوات، وهما يعملان مع شركات عدة مثل يونيلفر وكوكاكولا بالإضافة إلى فعاليات مثل سباق جائزة أبوظبي الكبرى، على جمع المخلفات البلاستيكية. ويعاد تدوير المخلفات إلى أكثر من 200 نسيج مختلف يستخدم في صنع ملابس موحدة تباع ثانية إلى تلك الشركات. كما تصنع الشركة حقائب ومعاطف وأكواب قهوة وكمامات قابلة للغسل وللاستعمال المتكرر.