الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«البطاقات مسبقة الدفع».. تحكم من الكبار وأمان للصغار

يلجأ بعض العملاء إلى استخراج بطاقات مسبقة الدفع إما من خلال البنوك التي يتعاملون معها أو شركات الصرافة التي تقدم هذه البطاقات، وذلك للحد من المخاطر التي تنطوي عليها البطاقات البنكية الأخرى (السحب والائتمان) من جهة ولتحديد وضبط المصاريف من جهة أخرى.



ونصح مصرفيون وخبراء تقنية معلومات العملاء بالبطاقات مسبقة الدفع كواحدة من أفضل الخيارات التي توفر مزايا البطاقات الائتمانية عند التسوق «أونلاين» أو خلال السفر، لكنها أكثر أماناً كونها محددة المخاطر، فالعميل هو من يستطيع التحكم بقيمة المبلغ المتاح بهذه البطاقة ويكون قادراً على إعادة تعبئتها وقت الحاجة.



وأوضحوا أن الأشخاص الذين يعتمدون التسوق عن بُعد بكثرة أو يقومون بشراء سلع وخدمات من الخارج، أو يسافرون بشكل متكرر يكونون أكثر تعرضاً لعمليات احتيال أو اختراق لبطاقاتهم البنكية والائتمانية، وبالتالي فاستخدام البطاقات مسبقة الدفع يحد من حجم المخاطر التي يمكن أن يتعرضوا لها.



وأشاروا إلى أن بعض الأهل يمكن أن يستخدموا هذه البطاقات «مسبقة الدفع» لتحديد مصاريف أبنائهم، وحتى تحديد مصاريفهم ومراقبتها، وذلك مقابل رسوم بسيطة وبعيداً عن تحمل فوائد بنكية على بطاقات الائتمان.



وتفصيلاً، أفاد استشاري العلوم الإدارية وتكنولوجيا المعلومات في شركة «جي آند كي»، عاصم جلال، بأن البطاقات مسبقة الدفع لا ترتبط بحد ائتماني للشخص، وبالتالي فالحصول عليها سهل مقارنة بالحصول على بطاقات الائتمان، إضافة إلى أن المخاطر التي تنطوي عليها محدودة مقارنة بالبطاقات المصرفية الأخرى، كون الشخص الذي يستخدم هذه البطاقات في عمليات الشراء والتسوق «أونلاين» أو الإنفاق خاصة خلال السفر في الخارج يستطيع التحكم بالمبلغ المتوفر فيها، وبالتالي فالاختراق أو السرقة سيكون في حدود المبلغ الذي يحدده العميل.



وأشار إلى أن هذه البطاقات تستخدم مقابل رسوم قد تكون أعلى من الرسوم التي تنطوي عليها بطاقات أخرى، لكن في نفس الوقت فهي بعيدة عن فكرة الائتمان والفوائد التي تترتب عليها.



من جانبه، أشار الخبير المصرفي، حسن الريس، إلى أن البطاقات مسبقة الدفع أكثر أماناً للأشخاص الذين يكثرون السفر أو التسوق «أونلاين»، لافتاً إلى أن كافة البطاقات المصرفية معرضة للاختراق، لكن الاختراق الذي يصيب بطاقة السحب البنكية أو بطاقة الائتمان يمكن أن يشكل خطر على كامل أموال البطاقة أو الحساب المصرفي، لكن المخاطر بالنسبة للبطاقات مسبقة الدفع تنحصر في المبلغ المتوفر في البطاقة، والذي يمكن للعميل حصره بالمبلغ الذي يحتاجه عند إجراء معاملة ما، فإن كان بحاجة إلى شراء سلعة «أونلاين» بقيمة 1000 درهم على سبيل المثال، يمكنه أن يودع نفس المبلغ في هذه البطاقة ويُتم العملية.



وقال الريس: «المخاطر من اختراق البطاقات تزيد عند السفر خارج البلد، وبالتالي يمكن لأي شخص أن يعرف أن مصاريفه خلال رحلة ما ستكون في حدود 5000 درهم أن يضع بالبطاقة هذا المبلغ، وفي حال تعرض لعملية احتيال ستكون مقتصرة على المبلغ، لكن في حال كان يستخدم بطاقة حدها الائتماني 30 ألفاً أو 50 ألفاً أو يستخدم بطاقة سحب مرتبطة بحسابه الشخصي يمكن أن تكون المخاطر أعلى بكثير في حال حصلت عملية الاختراق».



من جهتها، أكدت الخبيرة المصرفية عواطف الهرمودي، أن البطاقات مسبقة الدفع تنطوي على الكثير من المنافع سواء من ناحية درجة الأمان التي تنطوي عليها من خلال إمكانية تحكم العميل بالمبالغ المتوفرة بها وبالتالي حصر الخسارة ضمن مبلغ صغير، وأيضاً من ناحية القدرة على التحكم بالمصاريف من خلال هذه البطاقات سواء كانت بطاقة للاستخدام الشخصي أو بطاقة يمنحها الأهل للأبناء ويودعون فيها مبلغاً معيناً شهرياً.



وقالت الهرمودي: «هذه البطاقات مناسبة جداً للأشخاص كثيري السفر أو التسوق عن طريق الإنترنت، إذ تمنحهم الأمان وتبعد المخاطر عن حساباتهم الشخصية وعن بطاقاتهم الائتمانية».



وأوضحت الهرمودي أن هذه البطاقات تعتبر منتجات مصرفية توفرها بعض البنوك وشركات الصرافة، وتختلف رسوم إصدارهم من بنك إلى آخر ومن بطاقة إلى أخرى وقد تكون مجانية.