الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

استقطاب 100 ألف مبرمج يرسخ ريادة الإمارات في اقتصاد المعرفة

استقطاب 100 ألف مبرمج يرسخ ريادة الإمارات في اقتصاد المعرفة

أكد خبراء لـ«الرؤية» أن دولة الإمارات تنطلق بخطى ثابتة نحو المستقبل، وتعمل على امتلاك الأدوات الرقمية التي تليق بدولة صعدت إلى الفضاء، وتجاوزت مرحلة ما بعد النفط، عن طريق استقطاب مبرمجين من دول العالم، وعقد شراكات مع كبريات شركات التكنولوجيا العالمية.

وأشاروا إلى أن استقطاب 100 ألف مبرمج من حول العالم، وإنشاء ألف شركة رقمية كبرى، يمثل قوة اقتصادية جاذبة للاستثمارات، فضلاً عن أنه يشكل صمام أمان ضد الهجمات السيبرانية التي قد تتعرض لها الدولة.

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أطلق السبت الماضي، برنامجاً وطنياً يهدف إلى استقطاب 100 ألف مبرمج، بالتعاون مع غوغل، ومايكروسوفت، وأمازون، وسيسكو، ولينكد إن، وفيسبوك، وغيرها.

وقال سموه إن الهدف من البرنامج هو «تدريب واستقطاب 100 ألف مبرمج، وإنشاء ألف شركة رقمية كبرى خلال 5 أعوام، وزيادة الاستثمار الموجه للشركات الناشئة من 1.5 مليار إلى 4 مليارات درهم».

اقتصاد المستقبل

وقال الخبير الاقتصادي المصري، الدكتور وليد جاب الله، إن الإمارات العربية المتحدة دولة تقرأ أدوات النهضة الاقتصادية بمعناها الصحيح، ونجدها تتوسع لاستقطاب 100 ألف مبرمج جديد، سعياً لامتلاك أدوات اقتصاد المعرفة، وزيادة حجم الاقتصاد المبني على آليات المستقبل.

وأضاف، أن استقطاب هذا العدد من المبرمجين وإنشاء 1000 شركة رقمية خلال 5 سنوات فقط، يعني زيادة حجم الاستثمارات في الشركات الناشئة، ويخلق مئات الآلاف من فرص العمل غير المباشرة المرتبطة بتلك الشركات، ويعمل على زيادة حجم الاقتصاد الإماراتي، وتحسين فرص العمل اللائق للمواطن، وترسيخ الريادة الاقتصادية للدولة في عالم المعرفة.

وتابع: إذا كانت الإمارات نجحت في الوصول إلى مرحلة ما بعد النفط، فإن هذه المبادرة تدفعها إلى مرحلة اقتصاد المستقبل، الذي يرسخ ريادة الدولة وحصولها على حصة لائقة من حجم الاقتصاد العالمي في مجال التكنولوجيا، والشراكة مع كبريات الكيانات العالمية؛ مثل غوغل ومايكروسوفت وأمازون وغيرها.

عالم ما بعد النفط

ويرى الباحث المتخصص في تكنولوجيا الاتصالات، حسن عثمان، إن استقطاب هذا العدد من المبرمجين، فكرة عبقرية لم يسبق أن نفذتها أي دولة في العالم، وتساعد على خلق نهضة تكنولوجية في عالم اليوم، وتركز على المستقبل بشكل كبير. مشيراً إلى أن الإمارات تنظر للمستقبل بشكل صحيح، وهذا ليس بجديد على الدولة التي صعدت إلى الفضاء.

وأضاف عثمان، أن المبرمجين قادرون ليس فقط على تحقيق مكاسب للدولة بشكل محلي، ولكن وجود هذا العدد الضخم يمكن أن يساهم في زيادة الصادرات التكنولوجية الإماراتية إلى العالم، لافتا إلى أن تكنولوجيا المعلومات أصبحت بالنسبة للعالم «بترول العصر»، خاصة مع نضوب بعض الثروات البترولية، وتراجع أهميتها في العالم الحديث.

وفيما يتعلق بالأمن السيبراني، أوضح عثمان أنه لا توجد دولة أو شركة كبرى محصنة ضد الهجمات الإلكترونية بنسبة 100%، لكن وجود هذا العدد الضخم من المبرمجين يمكنه صد الهجمات الإلكترونية أو تقليص آثارها، وبذلك تكون الدولة أقل عرضة للخسائر من هذا النوع، ما يعني امتلاكها صمام أمان قوياً.