شهدت المرافق السياحية والترفيهية في الإمارات نشاطاً استثنائياً خلال عطلة عيد الأضحى المبارك؛ نتيجة تدفقات السياحة الداخلية والخارجية على المرافق السياحية والترفيهية والتجارية، الأمر الذي انعكس على نسب إشغال الغرف الفندقية التي تراوحت بين 80-95%، حيث استحوذت الفنادق الشاطئية والفنادق القريبة من مراكز التسوق على النسبة الأكبر من النزلاء الذين كان أغلبهم من السوق المحلي، فيما ارتفعت أسعار الغرف الفندقية بنسب متفاوتة بالتوازي مع ارتفاع الطلب.
ورافق النشاط الكبير على الأرض، نشاط موازٍ في الأجواء، حيث تراوحت نسبة الحجوزات على العديد من الرحلات القادمة والمغادرة بين 85-95%، وارتفعت أسعار تذاكر السفر بنسب تصل إلى أكثر 50% بحسب الوجهة.
واستحوذت مراكز التسوق التي قامت بتنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة لجذب العائلات بالإضافة إلى الوجهات السياحية المغلقة على الحصة الأكبر من الزوار. وسجلت المحال التجارية مبيعات قياسية خصوصاً المحال التي تبيع مستلزمات العيد والهدايا والذهب والمجوهرات، في حين وصل الإقبال على أماكن الترفيه والتسلية والمطاعم داخل مراكز التسوق إلى أعلى مستوياتها منذ أبريل العام الماضي.
وقالت مصادر عاملة في قطاع السياحة والسفر، إن عطلة عيد الأضحى المبارك شكلت انطلاقة حقيقية لموسم سياحي استثنائي، حيث شهدت الفنادق والمرافق السياحية ومراكز التسوق نشاطاً سياحياً هو الأكبر منذ بداية الجائحة، مشيرين إلى أن كافة المؤشرات تؤكد أن أداء قطاع السياحة والسفر سيستمر بالتصاعد التدريجي خلال الفترة المقبلة التي ستشهد فيها دبي استضافة فعاليات إكسبو 2020 دبي.
وأكد الرئيس التنفيذي للعمليات التجارية في طيران الإمارات، عدنان كاظم، أن الطلب على السفر خلال الفترة الحالية يعتبر الأعلى منذ بداية الجائحة مشيراً إلى أن طيران الإمارات نجحت في استعادة نحو 60% من أعداد الرحلات، مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة.
وأضاف كاظم أن هناك حجوزات آجلة إلى دبي لفصل الشتاء خصوصاً من نقاط في أوروبا والولايات المتحدة خلال المدة من سبتمبر وديسمبر القادمين، ويتوزع الأشخاص الذين اشتروا تذاكر طيران الإمارات للسفر شتاءً بشكل أساسي على الأزواج (33%)، والعائلات (29%)، والمسافرون بمفردهم (21%) و17% هم من العملاء الجدد.
وقال إن طيران الإمارات نجحت في جذب المسافرين بغرض الترفيه إلى دبي للحصول على تجارب فريدة، وفي تشغيل رحلات إضافية إلى بعض الوجهات، ونتوقع نمواً في الطلب على دبي مع الربع الأخير من العام الجاري بالتزامن مع إكسبو 2020، واحتفالات الـ50 لدولة الإمارات، والبطولات الكبرى مثل بطولة دبي الدولية لسباعيات الرجبي وجولة دبي العالمية في الغولف، بالإضافة إلى المؤتمرات والفعاليات الدولية مثل معرض دبي للطيران وجيتكس وجلفودز.
وأضاف أن طيران الإمارات تشغل حالياً 40% من السعة المتاحة للمقاعد، كما تستهدف الشركة زيادتها إلى 70% بنهاية العام، موضحاً أن شركة الطيران تسجل نسبة عالية من إشغال المقاعد في الوقت الحالي تراوح بين 70% و75% وحتى 100% في بعض الوجهات.
ومن جهته، قال أحمد الخاجة، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، إن مفاجآت صيف دبي قدمت للزوار والمتسوقين من العائلات والأصدقاء مجموعة متنوعة من العروض الترويجية والأنشطة الترفيهية وعروض المأكولات والمشروبات خلال عطلة عيد الأضحى المبارك، مشيراً إلى أن مراكز التسوق في دبي شهدت إقبالاً كبيراً من الزوار الذين استمتعوا بالعروض الترويجية على تشكيلة واسعة من المنتجات التي قدمتها أكثر من 500 علامة تجارية و3500 متجر في مختلف أنحاء المدينة.
وأضاف أنه خلال عطلة العيد تم تنظيم عدد من الفعاليات التي تنوعت بين العروض المتجولة والأنشطة الرياضية والعائلية والحفلات الموسيقية والعروض المسرحية والفنية والفعاليات المخصصة للأطفال والعائلات، مشيراً إلى أن سكان الإمارة وزوارها استمتعوا بالفعاليات والعروض المتنوعة خلال عيد الأضحى في ظل التزام جميع مراكز التسوق والمتاجر والوجهات المشاركة بتدابير الصحة والسلامة المهمة.
وقال المدير العام لشركة «ويجو» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند، مأمون حميدان، إن قطاع السياحة والسفر في الإمارات شهد نمواً ملحوظاً، وارتفعت نسبة الحجوزات وعمليات البحث إلى الإمارات من مختلف الدول، مشيراً إلى أن دولة الإمارات لا تزال الرائدة في السيطرة على فيروس كورونا، ما يعزز من ثقة المسافر.
وأضاف أن عمليات البحث من الخارج الى الإمارات سجلت خلال فترة العيد ما يقارب ٢٠٠ ألف عملية، أما بالنسبة لعمليات البحث من الإمارات إلى الخارج فقد شهدت نمواً كبيراً.
وقال إن أبرز الدول التي تصدرت عمليات الحجز والبحث خلال فترة العيد كانت جورجيا بنسبة ٢١٠% التي عادت إلى القائمة بعد غياب طويل بسبب الجائحة ومن ثم تركيا بنسبة ١٥١% ومصر بنمو ٩٢% تتبعها الأردن بنسبة ٦٢% والهند ٦٦% ومن ثم لبنان ٣٦%.
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة تايم للفنادق، محمد عوض الله، إن عطلة الأعياد من كل عام تعتبر من أهم ذروات إشغال القطاع الفندقي، وذلك لما تشهده من نشاط كبير للسياحة الداخلية إضافة إلى الاستقطاب المعتاد للسياحة الإقليمية وتحديداً العائلات الخليجية، مشيراً إلى أن متوسط نسب إشغال العديد من الفنادق خلال فترة العيد تراوح بين 80-95%.
وأوضح عوض الله أن الكثير من العائلات الإماراتية باتت تفضل الوجهات السياحية الداخلية على السفر إلى الخارج لما تحتويه من تنوع كبير في المنتج السياحي، مضيفاً أن الحركة السياحية سيزداد نشاطها عموماً في الربع الرابع من العام الجاري مقارنة بالمستويات المسجلة سابقاً بدعم من عودة الحياة تدريجياً إلى طبيعتها السابقة وانطلاق فعاليات إكسبو 2020 دبي، مؤكداً أن الإمارات لم تعد وجهة سياحية موسمية، بل محطة سياحية تستقطب الزوار على مدار العام.
وقال الخبير السياحي والمدير العام لوكالة الفيصل للسياحة والسفر، ياسين دياب، إن هناك ارتفاعاً كبيراً في الطلب على رحلات العودة إلى الإمارات بالتزامن مع انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك، الأمر الذي ساهم في رفع نسب إشغال رحلات العودة بشكل كبير لا سيما أن هذه الرحلات تركزت في يوم أو يومين.
وأضاف أن الازدحام الذي تشهده رحلات العودة إلى الإمارات طبيعي واعتاده السوق مع انتهاء كل إجازة، مشيراً إلى أن نسب إشغال الرحلات خلال عطلة العيد تراوحت على بعض الوجهات بين 85 -95%، بينما تشهد رحلات العودة حالياً إشغالات تجاوزت 80% علماً بأن بعض العائلات ستستمر في إجازتها حتى بداية موسم المدارس في الأول من سبتمبر.