الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

جناح ألمانيا في إكسبو.. حرم جامعي يصطحب الزوار نحو المعرفة

جناح ألمانيا في إكسبو.. حرم جامعي يصطحب الزوار نحو المعرفة
يتسم «ملتقى ألمانيا» بالشفافية، فهو مكان متعدد المستويات ومتنوع وشيق وحيوي، ويصبح المبنى نفسه جزءاً من المعرض وأداة للربط بين الزوار ومحتوى المعرض، بما يتفق مع شعار إكسبو «تواصل العقول وصنع المستقبل».

يحاكي التصميم المعماري للجناح الألماني فكرة الحرم الجامعي الذي يتكون من مجموعة عمودية من الوحدات البنائية والتي يؤطرها هيكل مشترك - مثلما تؤطر الحدائق الحرم الجامعي. ويرمز تعدد الوحدات البنائية إلى الفيدرالية الألمانية وإلى التنوع في الاقتصاد والبحث العلمي. ويخلق التفاعل بين تلك المكعبات المركبة رأسياً والمساحات المغلقة تناوباً شيقاً بين المساحات الداخلية والخارجية، ويتيح زوايا رؤية متعددة. وبين المكعبات المختلفة والتي تضم المختبرات الثلاثة يجد الزائر نفسه مجدداً في الشرفات المطلة على الفناء المفتوح حيث يتعرف على «ملتقى ألمانيا».

تجربة


بعد عملية «التسجيل» يتفاجأ الزوار في «قاعة الترحيب» بحوض ضخم مملوء بالكرات. تحكي كل واحدة من تلك الكرات وعددها 100.000 إما قصة قصيرة أو تعرض معلومة معينة في شكل رقم أو تُعرّف بشخص من ألمانيا يعمل على تحقيق الاستدامة، وبمجرد أن يأخذ الزائر إحدى تلك الكرات ويضعها على أحد الأجهزة المخصصة لمسح المعلومات، يظهر عرض قصير على الشاشة.


تقود الجولة داخل الجناح الزوار عبر «مختبر الطاقة» و«مختبر مدينة المستقبل» و«مختبر التنوع الحيوي» ومن يتعمق في تلك الموضوعات الثلاثة يكون قد خطى خطوة حاسمة تجاه حياة مستدامة.

إن كل صالة من صالات الجناح مصممة بشكل يجعلها تترك في مجملها انطباعاً قوياً لدى الزائر: ففي «مختبر الطاقة» تومض خطوط الطاقة وتقدم حلولاً للإمداد بالطاقة في المستقبل. وفي «مختبر مدينة المستقبل» يصبح الزائر جزءاً من مشهد حضري متداخل يحيط به من كل ناحية. وفي «مختبر التنوع الحيوي» يتعرف على جمال الطبيعة وهشاشتها من خلال تركيب فني متحرك ضخم. تُظهر جميع المختبرات محتواها في شكل صور كبيرة تبقى عالقة في الذاكرة، ليس فقط في عقول مشاهديها، بل بالتأكيد أيضاً على أعداد لا حصر لها من الهواتف الذكية وتنتقل من هناك إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

في نهاية الجولة يكون كل زائر قد اجتاز «المنهج» بنجاح. يستحق ذلك احتفالاً مناسباً في «قاعة التخرج» حيث يرى الجميع أن القضايا التي توحدهم هي أكثر بكثير من تلك التي تفرقهم، فهم يجلسون على أراجيح ويحاولون تحت إرشاد مضيف أو مضيفة التأرجح بالوتيرة ذاتها. والرسالة هنا هي: إن أصغر حركة من شأنها أن تحدث فارقاً كبيراً إذا وحد البشر قواهم.

الهدف

على عكس المعارض التجارية ومؤتمرات القمة السياسية، فإن إكسبو لا يخاطب في المقام الأول الزوار المتخصصين أو الممثلين السياسيين، بل يتوجه إلى الجميع: إلى الأسر التي لديها أطفال وإلى التلاميذ والطلاب وكبار السن والأزواج والأصدقاء وكذلك المسافرين دون رفيق، وهو الأمر الذي يعكسه تصميم الجناح الذي يشمل العديد من المعروضات التي تدعو الزائر للمشاركة. كما أنه مصمم بشكل ترفيهي ويضم محطات خاصة للأطفال إلى جانب معلومات للكبار، علاوة على فعالية مميزة تفاجئ الزائر في نهاية جولته عبر «ملتقى ألمانيا».

ويتمثل الهدف في توفير وقت لا ينسى للزوار، وقت مسلٍ وممتع داخل الجناح وفي إكسبو 2020 دبي. من ناحية أخرى، يتمثل هدفنا في زيادة الوعي بالقضايا العالمية، حيث ينشغل الزوار خلال تواجدهم في «ملتقى ألمانيا» تلقائياً بالقضايا التي يثيرها موضوع إكسبو، ويتسنى لهم إثراء حياتهم الشخصية ببعض الأفكار التي يصطحبونها معهم من تلك الزيارة والتي يمكنهم من خلالها المساهمة في بناء مستقبل جدير بالحياة.

المسؤولية

تتولى تخطيط وتصميم وتنفيذ الجناح الألماني «مجموعة عمل الجناح الألماني في إكسبو 2020 دبي» والمكونة من شركتي فاكتس أند فيكشن من كولونيا ونوسلي أدونيك من هوتفيلن، سويسرا، في حين أن المسؤولية عن تصميم المحتوى وعن تشكيل المعرض والتصميم الإعلامي تقع على عاتق شركة فاكتس أند فيكشن، بينما تتولى شركة نوسلي أدونيك مهمة بناء الجناح.