انخفضت قيمة العقود السنوية للعقارات السكنية في بعض المناطق السكنية بشمال الإمارات بشكل تدريجي، لتصل إلى ما نسبته 50% في الوقت الراهن، مقارنة بالفترة التي سبقت أزمة جائحة كورونا، بهدف استقطاب العملاء قبيل انطلاق فعاليات معرض إكسبو دبي 2020 العالمي.
ووصل حجم الإشغال العقاري في عدة مناطق إلى ما نسبته 80% من إجمالي عدد الوحدات السكنية لدى الشركات المطورة، وهي نسبة اعتبرها عدد من الوسطاء العقاريين مستقرة بالرغم من عودة المدارس والحياة العامة لطبيعتها.
وأكدوا أن الشركات تعمل على طرح عروض عدة لاستقطاب العملاء، بهدف إنعاش السوق العقاري، للاستفادة من فترة معرض إكسبو دبي 2020، والتي يتوقعون أن تسهم بشكل كبيرة في تنشيط الاستثمارات العقارية.
وقال المدير التنفيذي في شركة الغانم للعقارات بعجمان، علي بن علي، إن أسعار الوحدات السكنية التي يديرها انخفضت بنسبة تصل إلى 50% اليوم، مقارنة بفترة ما قبل جائحة كورونا، وذلك بهدف استقطاب العملاء، إذ إن الوحدات السكنية التي كانت بنحو 45 ألف درهم سنوياً، أصبحت اليوم بـ26 ألف درهم، والتي كان قيمة عقدها السنوي 24 ألف درهم أصبحت بنحو 15 ألف درهم.
وأوضح أنهم يقدمون العديد من المحفزات الأخرى، مثل الإعفاء من العمولة، أو منح شهر إضافي للعقود السنوية، إلا أن حجم المعروض في السوق يفوق بشكل كبير حجم الطلب، وذلك ضمن الاستعداد لاستقبال العملاء الدوليين في فترة فعاليات إكسبو دبي 2020، والذين سيسهمون في رفع حجم الإشغال العقاري في كافة إمارات الدولة بمستويات قياسية.
بدوره، أكد مدير العمليات في الخليجية للعقارات بأم القيوين، أحمد حسنين، أن الأسعار انخفضت بنسب تراوح بين 30 و40% على الوحدات السكنية بكافة أشكالها وأحجامها، وذلك بهدف رفع الإشغال العقاري الذي يشهد استقراراً نتيجة حجم المعروض في السوق، والخيارات العقارية التنافسية من حيث السعر والمساحات السكنية.
وأشار إلى أن استقرار الأسعار جاء بالرغم من عودة المدارس، واستقرار معظم الأسر داخل الدولة، إلا أن خطط الشركات المطورة لزيادة حجم العرض، جاءت لتغطية حجم الطلب الذي من المتوقع أن يرتفع بشكل كبير خلال فعاليات معرض إكسبو دبي 2020.
وأضاف أنهم في الشركة يقدمون جملة من الحوافز لاستقطاب العملاء، مثل الإعفاء من العمولة، وشهر مجاني إضافي على العقد السنوي، وتخفيضات مالية على بعض الخدمات الخاصة.
من جهته، قدّر الوسيط العقاري أحمد الشريف، حجم الإشغال في عقارات رأس الخيمة بنحو 80%، مشيراً إلى أن السوق شهد إقبالاً نسبياً قبيل فترة عودة المدارس، لكن المأمول أن تنشط الحركة خلال فترة معرض إكسبو دبي 2020، والذي سيعزز من الحركة التجارية والسياحية في كافة إمارات الدولة، والتي ستنعكس حتماً على السوق العقاري.
وأكد العملاء هيثم السطري وأيمن أبوالسمن ومحمد الرفاعي، أن السوق العقاري يحتوي وفرة كبيرة من الخيارات السكنية، إذ إن المنافسة كبيرة بين الشركات العقارية، من حيث السعر وحجم الوحدات السكنية والخدمات المقدمة، فضلاً عن تسهيلات وحوافز لم نشهدها من قبل.
وأشاروا إلى أن القطاع العقاري أصبح ينسجم مع متطلبات السوق المتغيرة في ظل تداعيات جائحة كورونا على الأسر المقيمة، فضلاً عن العروض التسويقية قبيل معرض إكسبو دبي.
من جهته، قال مدير مركز المسار للدراسات الاقتصادية الخبير نجيب الشامسي، إنه من الطبيعي أن يشهد القطاع العقاري تقلبات في الأسعار وحجم الإشغال في الوقت الراهن، والذي يسبق انطلاق معرض إكسبو دبي 2020، وذلك ضمن استعداد السوق العقاري لتقديم عروض تنافسية على كافة المستويات في مجال العقارات.
وأوضح أن تداعيات جائحة كورونا شكلت تأثيراً على كافة القطاعات ومنها العقاري، متوقعاً أن هذه التداعيات ستتلاشى حتماً مع انطلاق معرض إكسبو دبي 2020، وهي الفترة التي ستستفيد منها كافة الشركات المطورة، حيث عملت معظمها على زيادتها حصتها في السوق، الأمر الذي رفع من حجم العرض حالياً.
وأشار إلى أن معظم القطاعات في حالات الاستعداد للمواسم الخاصة مثل اكسبو دبي 2020، تكون في مستويات وفرة في حجم العرض، لذلك فإن متغيرات على القطاع العقاري من انخفاض أسعار أو حجم إشغال تكون طبيعية جداً.