الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

مشاريع خدمية تستقطب رواد الأعمال الجدد

مشاريع خدمية تستقطب رواد الأعمال الجدد
أكد مسؤولون ورواد أعمال وخبراء لـ«الرؤية» أن المشاريع الاقتصادية الخدمية تمتلك مميزات عديدة لتستقطب رواد الأعمال الجدد في سوق العمل، أبرزها إمكانية تطوير القائمة منها، إلى جانب ربطها في أنظمة الاتصال التقنية لتقديم الطلب، وتقديمها في المكان الذي يتواجد به العملاء من خلال محطات متنقلة، فضلاً عن المساحة الواسعة في تغطية عملياتها، وتعدد نشاطاتها التجارية.

وأشاروا إلى أنه برز عدد من الأفكار الجديدة للمشاريع الخدمية الفورية، منها تقديم الاستشارات الاقتصادية أو القانونية، وغسيل السيارات بطرق مبتكرة، وقص وتصفيف الشعر، وخياطة الملابس أو كيها، والطباعة، والتنظيف وتعقيم المنازل وأدواتها، وتنسيق الحدائق، وصيانة السيارات وتعبئتها بالوقود، ووسيط الخدمات، والمتسوق الشخصي.

وقالوا إن الفترة الماضية أسهمت في تطوير أساليب المشاريع الخدمية، حتى أصبحت تقدم بشكل مباشر للعملاء وهم في منازلهم، الأمر الذي استدعى رواد الأعمال إلى ربط هذه الخدمات بالأنظمة التقنية، من خلال إعداد تطبيقات ذكية ومواقع إلكترونية لطلب الخدمة.


تنامي الطلب


وقال المدير التنفيذي لشركة البرق للتوصيل رائد الأعمال، عبدالله المسافري، إنه عمل على تطوير شركته من خلال تحديث المنصة الإلكترونية الخاصة بالشركة، وزيادة الأسطول لتلبية تنامي حجم الطلب في الأشهر الماضية، مؤكداً أن عمليات المشاريع الخدمية تعززت نتيجة تداعيات جائحة كورونا، والتزام العملاء منازلهم.

وأوضح أن نحو 7 شركات جديدة تأسست في سوق رأس الخيمة مؤخراً، الأمر الذي يظهر توجه رواد الأعمال نحو المشاريع الخدمية، فضلاً عن ظهور مشاريع أخرى مثل غسيل السيارات أو صيانتها، والطباعة، والتصوير، وتنظيف وتعقيم المنازل، والخياطة، وحلاقة وتصفيف الشعر، والتي تقدم للعملاء وهم في منازلهم، دون الحاجة للخروج للحصول عليها.

مساحة واسعة

من جهته، قال مؤسس شركة «ماجيك كلين» لتنظيف وتعقيم المنازل، رائد الأعمال حمد الشامسي، إن تأسيس شركته جاءت بناء على دراسة اقتصادية أظهرت حاجة السوق لهذا النوع من النشاطات الخدمية، والتي شهدت مراحل تطويرية عدة من حيث الأجهزة الحديثة، والخدمة المنزلية.

وأشار إلى أن للمشاريع الخدمية مساحة واسعة في السوق، لكنها بحاجة لتطوير وابتكار في آليات تقديمها، موضحاً أن طبيعة عدد من الخدمات شهدت تغيراً خلال جائحة كورونا، وما فرضته على العملاء من حاجتهم للحصول عليها وهم في منازلهم.

وأضاف أنهم في الشركة، أطلقوا عدة مبادرات لتقديم خدماتهم للعملاء في منازلهم، وبجودة عالية وطرق آمنة، الأمر الذي أسهم في رفع عمليات الشركة، وتوسعة قاعدة عملائهم في عدة إمارات داخل الدولة، ليصل العدد الإجمالي إلى نحو 10 آلاف عميل.

وأكد الشامسي أن كافة المشاريع الخدمية يمكن أن ترتبط بالأنظمة التقنية، لتلقي الخدمات وعرضها على العملاء، كما أنه متاح إيصالها للعميل دون الحاجة لزيارته، الأمر الذي عزز من توجه رواد الأعمال لهذا النمط من الأنشطة الاقتصادية في الوقت الراهن.

تقنيات حديثة

وأطلق رائد الأعمال سعيد المزروعي مشروعه الخدمي المتخصص بغسيل السيارات من خلال عربة متنقلة أطلق عليها «لمعة» لتلميع السيارات، بهدف تقديم الخدمة للعملاء في أماكن تواجدهم وبعدة تقنيات حديثة، دون الحاجة لزيارتهم لمحطات الغسيل، الأمر الذي سيوفر عليهم الجهد والوقت.

واعتبر أن إيصال الخدمات للعملاء إلى منازلهم، وسيلة حديثة يرغب بها العملاء في بعض النشاطات، مثل غسيل السيارات، أو صيانتها، أو حلاقة وتصفيف الشعر، وغيرها من النشاطات الخدمية.

وأشار إلى أن عملاءه في تزايد مستمر، خاصة في ظل فترة جائحة كورونا، والتزام الناس منازلهم، والتي رفعت العملاء لديه بنسبة تصل إلى 40%، الأمر الذي استدعى تطوير عملياته، وربطها بأنظمة تقنية من خلال تطبيق ذكي، لتلقي طلب الخدمة، وتقديمها بشكل فوري.

تنويع المشاريع الخدمية

وأكدت مديرة إدارة دعم وتمويل المشاريع في مؤسسة «روّاد» بالشارقة، فاطمة آل علي، أن المؤسسة تعمل على تطوير أنشطتها وأعمالها وبصورة مستمرة لتحسين وتنويع الخدمات المقدمة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة المنضمة لعضويتها، بما يتلاءم مع متطلبات سوق العمل، واحتياجات رواد الأعمال، ومن ضمنها المشاريع العاملة في القطاع الخدمي.

وأوضحت أن مشاريع هذا القطاع في إمارة الشارقة تتركز في أنشطة مراكز التجميل، وخدمة غسيل السيارات، نظراً لتزايد الطلب على مثل هذه الخدمات وإمكانية تطويرها، بحيث يتم تقديمها في المنازل، فضلاً عن أنشطة نوادي ومراكز اللياقة البدنية للكبار والأطفال، مع توسع رغبة أفراد المجتمع وتوجههم نحو المحافظة على الصحة البدنية ورشاقة الجسم، مع الاهتمام بالغذاء المثالي والمتوازن.

وأشارت آل علي إلى أنه وفق تصنيف المشاريع المدعمة من خلال الانضمام لعضوية المؤسسة من قبل مشاريع القطاع الخدمي، فقد بلغ العدد الإجمالي التراكمي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في هذا القطاع منذ عام 2005 وحتى نهاية عام 2020، نحو 248 مشروعاً خدمياً.

وأضافت أن دولة الإمارات تتبع سياسة ناجحة في تنويع اقتصادها، ليشمل قطاعات واسعة أخرى إلى جانب القطاع النفطي، بحيث تسهم هذه القطاعات بإجماليها في دعم وتعزيز الناتج المحلي، كما نعلم فإن اقتصاد الخدمات يعتبر من أكثر القطاعات تأثيراً على الاقتصاد الكلي، لكونه يتميز بالنمو السريع على المستوى العالمي، ويتم التركيز عليه في تطوير اقتصادات أغلب الدول.

وشددت على أن التوجه إلى تعزيز قطاع الخدمات، شكل خياراً استراتيجياً محورياً وقوة دافعة لنموها الاقتصادي، بل أصبحت الإمارات مزوداً عالمياً للكثير من الخدمات الحيوية، وبالاستفادة من موقعها التجاري الاستراتيجي وخبرتها الطويلة في تقديم الخدمات بأعلى مستويات الجودة والابتكار، ومدعومة باستثمارات ضخمة في القطاعات الخدمية.

وذكرت أن تطور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وتحول أغلب الخدمات المقدمة لأفراد المجتمع في الدولة إلى خدمات ذكية، شكل دافعاً مهماً لتنويع مستوى الابتكار، وإيجاد مستويات متطورة وغنية بالأفكار الملهمة في المشاريع الريادية الفاعلة في قطاع الخدمات، وبالاستفادة من تطور توجهات واحتياجات العملاء من هذه الخدمات، مع الحفاظ على تكاليف منخفضة مقابل تحقيق إيرادات عالية.

تطوير المشاريع

وقالت مديرة قسم تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة في دائرة التنمية الاقتصادية بعجمان، عائشة كاجور، إن المشاريع الخدمية تتصدر إجمالي عدد المشاريع المتوسطة والصغيرة بنحو 132 مشروعاً، من ضمن 287 رخصة تجارية أصدرتها «اقتصادية عجمان» من خلال برنامجي «تعزيز» لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، و«ريادة» لمزاولة النشاط التجاري.

وأوضحت أن رواد الأعمال وجهوا اهتماماتهم لتأسيس نشاطات تجارية في مجال الخدمات، وأبرزها في قص وتصفيف الشعر، وخياطة الملابس، ومحطات غسيل السيارات المتنقلة، وهي المشاريع التي زاد الطلب عليها خلال الأشهر الماضية، بهدف تلبية احتياجات السوق من هذه الخدمات التي تقدم للعملاء بشكل مباشر وفوري، دون حاجة العملاء لزيارة مقرات مشاريع الخدمات.

ولفتت إلى أن رواد الأعمال للمشاريع الخدمية القائمة، سعوا إلى تطوير مشاريعهم، من خلال ربطها بالأنظمة التقنية، بهدف تواصل العملاء إلكترونياً لطلب الخدمة، وتقديمها فوراً من خلال عربات متنقلة مؤهلة لنوع النشاط.

وأضافت أن المتغيرات التي أحدثتها جائحة كورونا خلال الأشهر الماضية على نمطية المشاريع، خاصة الخدمية، دعت رواد الأعمال إلى تغيير توجهاتهم من حيث نوع المشاريع وطبيعة عملها، لتتصدر المشاريع الخدمية القائمة للنشاطات التجارية الجديدة لرواد الأعمال في السوق.

أفكار جديدة

بدوره، قال مساعد المدير العام، مدير إدارة تطوير الأعمال في اقتصادية رأس الخيمة، محمد المحمود، بتصريحات سابقة، إن التغيير طرأ بشكل كبير على نماذج الأعمال، التي أصبحت تتحول من المقرات التجارية، إلى العربات المتنقلة، التي تصل للمستهلك، وليس أن يأتيها الأخير، وذلك في إطار السرعة في تقديم الخدمات.

واضاف، من الأفكار التي برزت حديثاً لتأسيس الأعمال الخدمية المتخصصة، المتسوق الشخصي، والتي تهدف إلى تخليص المعاملات وإتمام الأعمال الميدانية للعملاء، مثل إنجاز عمليات التسوق، لتكون الشركة هي القائمة بتصرفات العميل الروتينية، في ظل التزام الناس لمنازلهم وتفاديهم الخروج من المنزل.

ولفت إلى أن شركات خدمات التعقيم والتنظيف تشهد إقبالاً من رواد الأعمال، كون هذه الخدمة أصبحت ضرورية للعملاء، ليضعها أصحاب المشاريع الجديدة ضمن الأفكار التجارية المتنامية حديثاً.