الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«غرفة دبي» تنظم مؤتمرها السنوي في «إكسبو 2020»

«غرفة دبي» تنظم مؤتمرها السنوي في «إكسبو 2020»

نظمت غرفة دبي ممثلة بمركز أخلاقيات الأعمال التابع لها مؤخراً مؤتمر «حوار دبي 2021» الذي نظم في إكسبو 2020 دبي تحت عنوان «تسريع الانتقال إلى الاقتصاد الدائري» وذلك بحضور مميز وصل إلى 150 مشاركاً يمثلون شريحة واسعة من المعنيين والمهتمين بالمسؤولية الاجتماعية في الدولة.

وناقش المؤتمر فرص وتحديات الاستثمار في الاقتصاد الدائري، واستعرض وضع خارطة طريق لتسريع الانتقال للاقتصاد الدائري باعتباره ركيزة أساسية في التعافي الاقتصادي، حيث تبرز فوائد عديدة اقتصادية وبيئية للاقتصاد الدائري، الذي تشير التقديرات إلى أنه سيولد عائدات في المزايا الاقتصادية تصل إلى 4.5 تريليون دولار خلال العقد القادم، إلا أنه فقط 10% من الاقتصاد العالمي يعتبر اقتصاداً دائراً، ما يتيح فرصاً استثمارية واعدة للمستقبل.

ويأتي مؤتمر حوار دبي 2021 لاستكشاف آفاق وفرص وإمكانات الاقتصاد الدائري، خصوصاً في أعقاب اعتماد دولة الإمارات لسياسة الإمارات للاقتصاد الدائري، والتي تعد إطاراً شاملاً يحدد اتجاهات دولة الإمارات في تحقيق الإدارة المستدامة والاستخدام الفعال للموارد الطبيعية من خلال تبني أساليب وتقنيات الاستهلاك والإنتاج بما يضمن جودة حياة الأجيال الحالية والمستقبلية وتعزيز كفاءة استهلاك الموارد الطبيعية وتقليل الهدر.

وفي كلمته الافتتاحية، قال حمد مبارك بوعميم، مدير عام غرفة دبي إن الاقتصاد الدائري ضرورة لا بد منه لحماية البيئة، وتحسين سلامة شبكة توزيع وإمداد المواد الخام، وتعزيز التنافسية ورعاية الابتكار وتحفيز النمو الاقتصادي المستدام.

ولفت بوعميم إلى أهمية اعتماد الطرق الذكية والمستدامة لإدارة العمليات التشغيلية للمؤسسات، معتبراً أنها تحسن الكفاءة الاقتصادية وتخفف من التأثيرات السلبية على البيئة، مشيراً إلى أن الشركات التي تعتمد التصميم الذكي لعملياتها، ستنجح في تعزيز عمر منتجاتها، وتأسيس نظام إدارة نفايات ذات كفاءة عالية، واستراتيجية إعادة تدوير عالية المستوى ما سيعزز من سمعتها وجودة خدماتها.

وأضاف بوعميم قائلاً: «الاستدامة ركيزة أساسية في رؤية دبي، وغرفة دبي ملتزمة بدعم هذه الرؤية من خلال تشجيع الشركات على اعتماد أفضل ممارسات الأعمال المسؤولة والمستدامة. ويلعب مركز أخلاقيات الأعمال الذي أسسته الغرفة منذ 17 عاماً دوراً حيوياً في تعزيز ثقافة الأعمال المستدامة وتبادل الأفكار والخبرات والابتكارات من أجل مجتمع أعمال مسؤول».

وعقدت جلسة حوارية نقاشية خلال المؤتمر شاركت فيها الدكتورة ديما رشيد جمالي، عميد كلية إدارة الأعمال في جامعة الشارقة، وسميرة الريس، مديرة إدارة السياسات والاستراتيجيات للتنمية المستدامة في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، وعمر شناوي، الرئيس التنفيذي لشركة بروكتور آند جامبل في الشرق الأوسط وشرق وغرب أفريقيا وأسواق التصدير العامة، والدكتور أودو هنجر، نائب رئيس منطقة الشرق الأوسط في شركة "BASF"، في حين أدار الجلسة الدكتور كمال ملاحي، مدير أول مركز أخلاقيات الأعمال في غرفة دبي.

وقالت الدكتورة ديما رشيد جمالي، عميد كلية إدارة الأعمال في جامعة الشارقة: «معادلة الأعمال اليوم بسيطة، دعونا نغير الطرق القديمة لممارسة الأعمال، ونمضي أبعد من التقدم التدريجي من خلال اعتماد نماذج الاقتصاد الدائري والتكنولوجيا المبتكرة والجهود الموحدة والمشتركة».

وقالت سميرة الريس، مديرة إدارة السياسات والاستراتيجيات للتنمية المستدامة في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي: الاقتصاد الدائري متسق مع خطط دبي المستقبلية، حيث يلعب دوراً أساسياً في تأسيس مستقبل مستقر ومستدام لمدينتنا. وتقع علينا مسؤولية كصنّاع قرار، ليس فقط بالمراجعة المستمرة والدؤوبة للنظم القائمة، بل بالعمل على تسهيل حدوث التأثير الإيجابي أيضاً. ونتطلع من خلال مؤتمر حوار دبي للتعرف على كيفية مساهمة الاقتصاد الدائري في مساعدة الشركات على النمو بشكلٍ مستدام، وإيجاد طرق مشتركة تساعد مدننا على الازدهار مع الحفاظ على جوهر مصالح وأهداف شعبنا وكوكبنا. إنه حوار مهم واستراتيجي وأنا سعيدة بكوني جزءاً منه.

وقال عمر شناوي، الرئيس التنفيذي لشركة بروكتور آند جامبل في الشرق الأوسط وشرق وغرب أفريقيا وأسواق التصدير العامة: «تركز أهداف برنامج شركة بروكتور آند جامبل (طموح 2030) على خفض بصمتنا والسعي لإيجاد حلول دائرية، ولذلك نعمل بشكل دؤوب للابتكار والتعاون والمساهمة بالاقتصاد الدائري في مختلف العلامات التجارية التي نمثلها. وإن فعاليات مثل إكسبو 2020 دبي ومؤتمر حوار دبي 2021، يلعبان دوراً رئيسياً في استكشاف نماذج أعمال وشراكات متعددة الأطراف لقيادة التحول الدائري في المناخ والمياه والنفايات على المدى الطويل. ونعتمد على الابتكار الذي يعتبر ركيزة في استراتيجيتنا، لتمكين شبكة الإمداد والتوزيع من إعادة التفكير بطرق ممارسة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط، مدعوماً بالشراكات التي نؤسسها لبناء تحالف لإحداث التغيير الإيجابي. ومما لا شك فيه أن الاقتصاد الدائري هو حجر الأساس لاقتصاد ينمو ويحمي كوكب الأرض».

وقال الدكتور أودو هنجر، نائب رئيس منطقة الشرق الأوسط في شركة BASF: «نتطلع في شركتنا بحلول عام 2030 إلى مضاعفة مبيعاتنا من حلول الاقتصاد الدائري إلى 17 مليار يورو، ونهدف بحلول 2025 إلى إعادة تدوير 250,000 طن متري من مواد خام النفايات في مصانعنا سنوياً، لتحل محل المواد الخام الأحفورية. إننا نتطلع لشراكات مع متعاملينا في الشرق الأوسط في ما يتعلق بجلب تقنيات مبتكرة إلى المنطقة تستخدم وتعيد استخدام المواد بشكل أفضل».

ويجمع حوار دبي، أكبر مؤتمرٍ للاستدامة في إمارة دبي، مشاركين من مختلف الصناعات والقطاعات للعمل معاً لإيجاد رؤية موحدة للاستدامة والمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات في دولة الإمارات، ويتميز بكونه منصة مثالية لكل المعنيين والمهتمين لمناقشة كل المواضيع والاستراتيجيات والمبادرات التي يحتاج إليها مجتمع الأعمال في الإمارات للوصول إلى اقتصادٍ مستدامٍ ومسؤول في الدولة. كما تهدف الغرفة من خلال تنظيم هذا الحوار إلى جلب أفضل الأفكار الإبداعية في مجال المسؤولية الاجتماعية إلى المنطقة، وتسهيل الحوار والنقاشات بين الأكاديميين والممارسين وقادة الأعمال حول المسؤولية الاجتماعية والاستدامة، بالإضافة إلى إبراز أهمية الممارسات المستدامة لمجتمع الأعمال العالمي.

وتبرز أهمية الدور الذي يلعبه مركز أخلاقيات الأعمال الذي تم إطلاقه في غرفة دبي عام 2004 والذي يعتبر المركز الأقدم والأهم من نوعه في دولة الإمارات في الترويج لمفهوم المسؤولية الاجتماعية للأعمال، وتشجيع أعضاء غرفة دبي على تطبيق ممارسات الأعمال المسؤولة التي تساهم في تعزيز مفهوم الخير في نشاطاتها وعملياتها التشغيلية.

يشار إلى أن مركز أخلاقيات الأعمال تأسس في غرفة تجارة وصناعة دبي في عام 2004، وبرز كأهم مركز يساهم في الترويج لأهمية مسؤولية المؤسسات تجاه المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ويضم المركز عدداً من الخبراء الذين يساعدون الشركات العاملة في دبي على تطبيق الممارسات المسؤولة التي من شأنها أن تعزز أداء الشركات وقدرتها التنافسية. ويوفر المركز البحوث والتدريب والتقييم بالإضافة إلى تنظيم بعض الفعاليات المهمة وتوفير الخدمات الاستشارية التي تعنى بتعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات.