الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

القطاع السياحي الإماراتي.. 50 عاماً من الإنجازات

شهد القطاع السياحي في الإمارات تطورات كبيرة ونجاحات واكبت الإنجازات الضخمة التي حققتها دولة الإمارات على مدى الخمسين عاماً الماضية، لينتقل عبرها القطاع من منطقة صحراوية بلا سياح تقريباً إلى نحو 27 مليون نزيل فندقي بنهاية العام 2019 ومن صفر مساهمة في الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 161 مليار درهم، في مسيرة شكلت نموذجاً عالمياً للعديد من الدول، خاصة أن الإمارات نجحت في اختصار الزمن لتصبح واحدة من أهم وأكبر الوجهات السياحية العالمية.

ونجح القطاع السياحي في تحقيق تسارع اقتصادي كبير، بصفته إحدى الركائز الأساسية في الأجندة الاقتصادية لرؤية الإمارات 2021 ومئوية الإمارات 2071، التي تهدف إلى تعزيز سياسة التنويع الاقتصادي، وتفعيل المبادرات والبرامج غير النفطية المهمة، لتضاف عوائدها إلى الناتج المحلي الإجمالي للدولة، ويأتي في ذلك الشأن الإنجازات التي تدرَّج بها القطاع السياحي حتى أصبح واحداً من أكثر القطاعات الحيوية في الدولة؛ إذ بلغت إسهاماته 11.9% من الناتج المحلي الإجمالي فيها عام 2019 ، كما ساهم القطاع في توفير نحو 745 ألف فرصة عمل خلال العام نفسه، ومن المتوقع أن ترتفع المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى 234.2 مليار درهم بحلول 2027، بحسب مجلس السياحة والسفر العالمي، الأمر الذي يلخص حركة التطور والنمو التي شهدها القطاع السياحي الذي اعتمد منذ نشأته على استراتيجية التكامل بين مكونات البنية التحتية المتطورة للسياحة، والتوجهات الحكومية الرامية إلى تعزيز الاستثمار في هذا القطاع بجرأة كبيرة.

وعملت الهيئات والدوائر السياحية في دولة الإمارات، على تنويع منتجاتها السياحية المميزة، وذلك من خلال الاستثمار في القطاع بشكل متواصل، والتوجه نحو استحداث العديد من المعالم، وإنشاء معالم جديدة جاذبة، تجعل من الدولة محطة يلتقي بها الأفراد من شتى أنحاء العالم؛ حيث تحتضن إمارات الدولة كافة الخيارات السياحية التي تجمع بين الحداثة والتاريخ، والتي باتت أيقونات سياحية عالمية، أسهمت في استدامة النمو وعززت مكانة القطاع على الخريطة الإقليمية والعالمية، نظراً إلى تنوع السياحة فيها، بين سياحة الأعمال والترفيهية، والسياحة الثقافية والتراثية والبيئية والطبيعية.


وتؤكد أرقام القطاع السياحي في الإمارات نجاح الخطط والاستراتيجيات التي اعتمدتها دولة الإمارات لتطوير قطاعها السياحي والقائمة على تبني التوجهات المستقبلية والعالمية بالتركيز على السياحة المسؤولة والاستدامة وترسيخ هذه الثقافة لدى الوجهات السياحية المحلية، والتركيز على الابتكار والتحول الرقمي في هذا القطاع لزيادة الإيرادات والنمو وتعزيز فرص الشركات الصغيرة والمتوسطة.

القطاع الفندقي

ويعتبر قطاع الفنادق من الأنشطة الخدمية التي واكبت حركة التطور الاقتصادي بالدولة وأسهمت في نمو قطاع السياحة والترويج له كأحد الروافد المهمة لزيادة هذا الدخل، حيث أتم افتتاح أول فندق في الدولة عام 1961 في دبي بطاقة استيعابية محدودة ثم تلا ذلك إنشاء فندقين في عامي 1962 و1963، أما في أبوظبي فقد تم إنشاء عدة فنادق في أواخر الستينات ثم توالت بعدها الاستثمارات في قطاع صناعة الفندقة تماشياً مع نمو الحركة التجارية لإيواء الأعداد المتزايدة من الزوار ورجال الأعمال، وبالمجمل فقد ارتفع عدد الفنادق في الإمارات بصورة إجمالية من 33 فندقاً في عام 1975 إلى 1089 فندقاً ومنشأة للشقق الفندقية مع نهاية العام الماضي 2020.

إنفاق الزوار

وانعكست مسيرة تطور القطاع السياحي على حجم الإيرادات التي ساهمت في دعم الاقتصاد الوطني، وبحسب بيانات منظمة السياحة العالمية، فقد استحوذت السوق الإماراتية على نحو 33.5% من إجمالي حجم إنفاق الزوّار الدوليين في منطقة الشرق الأوسط ككل، التي سجلت بدورها مستويات إنفاق بلغت 39.5 مليار دولار في عام 2020، وبلغ حجم إنفاق السياح الدوليين داخل السوق الإماراتية خلال عام 2020 أكثر من 13.24 مليار درهم على الرغم من جائحة «كوفيد-19».

مركز عالمي

ونتيجة التطور المستمر في القطاع السياحي فقد حلّت الدولة مؤخراً في المرتبة الرابعة عالمياً والأولى في الشرق الأوسط، ضمن قائمة أكثر الوجهات السياحية المفضلة للسفر خلال عام 2021، والصادرة عن مجلة (كوندي ناست ترافيلر)، التي توقعت أن تشهد الدولة رواجاً سياحيّاً استثنائيّاً خلال العام الحالي، بفضل ما تزخر به من مقومات سياحيّة متعددة، وتفوقت دولة الإمارات التي جاءت في المرتبة الرابعة على العديد من الوجهات السياحية العالمية، مثل فنلندا وأستراليا وجزر الكناري وجمهورية الدومينيكان في الكاريبي والمكسيك.