الجمعة - 11 أكتوبر 2024
الجمعة - 11 أكتوبر 2024

40% نمو مبيعات المكائن الصناعية المستعملة في الإمارات

40% نمو مبيعات المكائن الصناعية المستعملة في الإمارات
ارتفعت مبيعات المعدات الصناعية المستعملة، بنسبة تصل إلى 40%، فيما ارتفعت أسعارها 10%، نتيجة نمو الطلب عليها في الأسواق المحلية، وارتفاع أسعار المعدات الجديدة ومحدودية توافرها في السوق، ما أدى لتضاعف تكاليف تأسيس المشاريع الصغيرة والمتوسطة وفقاً لتجار معدات مستعملة وأصحاب معامل لتصنيع المعدات ورواد أعمال.

نمو غير مسبوق

وشهد الطلب على المعدات المستعملة نمواً غير مسبوق منذ منتصف العام الماضي، نتيجة استئناف المشاريع الوطنية الصغيرة والمتوسطة، ما جعل المعدات المستعملة لا تبقى في المستودعات أكثر من يوم، نتيجة انخفاض أسعارها وجودتها العالية مقارنة مع الجديدة، وعلى سبيل المثال يصل سعر مكائن التبريد المستعملة إلى 2000 درهم، فيما يراوح سعر الجديدة بين 5000 و9000 درهم.


وقال التاجر عزالدين الحُلقي صاحب مستودعات باب الخير لتجارة المعدات الصناعية المستعملة المتخصصة بالمطاعم والمقاهي في الشارقة، إن حجم المبيعات لديه ارتفع 40%، رغم ارتفاع أسعارها بنسبة تصل إلى 10%، ولكنها تظل ارخص كثيراً من المعدات المماثلة الجديدة.


وأوضح أن المعدات الجديدة عالية الجودة غير متوافرة في السوق بشكل كاف، أو بما يتفق مع الطلب، وإذا توافرت فأسعارها تصل إلى 9000 درهم، وفي حال طلبها من المصدر تحتاج إلى نحو شهر أو شهرين لتوريدها من بلد التصنيع.

ولفت إلى أن نمو مبيعات المستعمل بدأ بشكل واضح منذ النصف الثاني من العام الماضي، بعد التعافي الاقتصادي واستئناف تأسيس المشاريع، مشيراً إلى أن السوق الإماراتي شهد نشاطاً في المشاريع المتخصصة بالمطاعم والمقاهي.

فرق الأسعار

وقال مدير المبيعات في شركة السورية الإيطالية لتجارة المعدات الصناعية المتخصصة بالشارقة، محمد داودية، إن الطلب على المعدات المستعملة تجاوز الطلب على الجديدة منذ عدة أشهر، بسبب فرق الأسعار، إذ إن تكاليف المعدات الجديدة ارتفع بمعدل يفوق 70% نتيجة تداعيات الشحن الدولي وارتفاع تكاليف المواد الأولية للتصنيع في دول المصدر.

ولفت إلى أن المتعاملين يفضلون اليوم المعدات المستعملة نظراً لجودتها، وعدم توافر مثيل لها جديد في السوق، وفي حال طلبها من المصانع الدولية، تحتاج لوقت يصل إلى شهرين لتوفيرها، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في نمو النشاط التجاري على المعدات المستعملة.

حجم المبيعات

وقال مدير وصاحب معرض ومصنع القمة للمعدات المطبخية برأس الخيمة علاء محمد، إن معظم المتعاملين يفضلون المعدات المستعملة على الجديدة، كما أنه يوجه المتعاملين أحياناً للحصول عليها نظراً لجودتها العالية وسعرها المعقول، مقارنة مع الجديدة باهظة الثمن، والتي ارتفعت أسعارها بمعدلات تراوح بين 50 و70%.

ولفت إلى أن معظم المعدات الصناعية المستعملة الموجودة في السوق عالية الجودة، وتعود لعلامات تجارية عالمية معروفة في تصنيع معدات المطابخ والمطاعم، والتي لا تتوافر اليوم بشكل كافٍ في السوق، وإذا توافرت تكون بأسعار عالية تزيد 400% عن أسعار المستعمل، مؤكداً أن حجم مبيعات المعدات المستعملة التي يوفرها ارتفع بمعدل يراوح بين 35 و40%.

وأوضح أن معظم المتعاملين ممن استأنفوا تأسيس أعمالهم، تفاجؤوا بحجم التكاليف على المعدات الجديدة، ما أجبرهم على التوجه نحو المعدات المستعملة والتي تفي بالغرض ولو مؤقتاً، لتوفر عليهم تكاليف مالية تصل إلى النصف مقارنة مع الجديدة.

تأسيس المشاريع

من جهتهم، أكد رواد أعمال وأصحاب مشاريع تحت التأسيس، سعيد الكتبي ومحمد الشحي، وسالم الراعي، أنهم فضلوا المعدات المستعملة لإكمال تأسيس مشاريعهم في ظل الارتفاع الكبير في أسعار المعدات الجديدة.

ولفت الكتبي إلى أنه في بداية 2020، حصل على معدات جديدة وبجودة عالية مقابل 25 ألف درهم لتأسيس كافتيريا متخصصة بالوجبات الخفيفة، إلا أنه قرر تأجيل تأسيس المشروع بسبب الإغلاق الاقتصادي في عام الجائحة، وعند استئناف العمل في 2021، تفاجأ بأسعار المعدات ذاتها ليصل إلى نحو 60 ألف درهم، ما جعله يتجه نحو سوق المستعمل الذي وجد فيه ما يحتاج إليه لإكمال تأسيس مشروعه.

خيارات متعددة

قال مدير مكتب البحر للاستشارات الاقتصادية إبراهيم البحر، إن خيار المعدات المستعملة من الخيارات التي ساعدت رواد الأعمال على تأسيس أعمالهم بأقل التكاليف، في ظل الارتفاع غير المسبوق على المعدات الصناعية الجديدة، مبيناً أن الإمارات توفر أسواقاً لتجارة المعدات المستعملة هي الأكبر في المنطقة والأكثر نشاطاً.

وأشار إلى أن تداعيات جائحة كورونا على عمليات التصنيع في دول المصدر، وارتفاع تكاليف الشحن الدولي والمواد الأولية، أثر بشكل كبير على أسعار معدات المشاريع المتخصصة، ما وضع المستثمرين أمام تحدٍ غير متوقع في تكاليف التأسيس.

وأوضح أن فرق الأسعار بين المعدات المستعملة والجديدة في السوق اليوم، يحتم على المستثمرين تأسيس أعمالهم بأقل التكاليف، وهذا ما توفره أسواق التجارة للمعدات المستعملة في عدة مناطق في الإمارات.