الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

رائد الأعمال محمد البنا: عالم الأعمال في الرياضات الإلكترونية ينمو بسرعة كبيرة

قاده تعلقه بالألعاب الإلكترونية منذ صغره، وممارسته اليومية لها، والاحتراف في أشهر الألعاب التي صدرت خلال عقد ونصف، ومشاركته الدولية في بطولات خاصة بالألعاب الإلكترونية، إلى تأسيس فريق من المحترفين للمشاركة في المنافسات الدولية.

هذه المحطات في حياة رائد الأعمال الإماراتي ومؤسس شركة «في سلاش» (V SLASHE) لتنظيم بطولات الرياضات الإلكترونية، محمد البنا، (38 عاماً)، أن يطور من مجاله وموهبته في عالم الألعاب الإلكترونية من خلال بناء شركة متخصصة في هذا المجال المتنامي، والذي يعد من أهم الأسواق العالمية الحديثة.

وأكد البنا في حواره مع «الرؤية»، أن تأسيس الشركة جاء بعد محطات تسلسلية في احترافه الألعاب الإلكترونية، والتي عززت لديه الخبرة والمعرفة في مجال البزنيس في عالم الألعاب الإلكترونية، وذلك بداية من منافسته على المستوى الضيق مع الأصدقاء والمعارف، وصولاً إلى المنافسة المحلية مع محترفي اللعب الإلكتروني حتى حصد بطولات تنظمها فرق محلية، ليكوّن بعدها فريقه الخاص المكون من محترفي ألعاب إلكترونية ذات شهرة محلية وعالمية، بهدف الانخراط في بطولات دولية، ومن بعدها التفكير في تأسيس شركة خاصة بتنظيم بطولات مشابهة في دولة الإمارات.

بطولات ضخمة

وقال محمد البنا إن تشكيله للفريق خلال عام 2017، وخوضه بطولات محلية ودولية للألعاب الإلكترونية، إذ شارك في بطولات ضخمة جمعت أشهر وأمهر اللاعبين في الألعاب الإلكترونية على مستوى دولي، منها في دول الخليج العربي، والمغرب، والباكستان، وتايوان، وأمريكا، واليابان، مشيراً إلى أنه شارك باسم دولة الإمارات في بطولة ضخمة في تايوان ضمن مجموعة ماليزيا، ووصل خلالها إلى نهائيات البطولة في التنافس على لعبة «ذا كنج أو فايترز».

ولفت إلى أن هذه المحطات من احترافه الألعاب الإلكترونية، قاده إلى إطلاق شركته «في سلاش سبورت» لتنظيم بطولات الألعاب الإلكترونية، وذلك خلال عام 2019، والتي تضم فريقاً مكون من أمهر الخبراء في ربط وتنظيم البطولات إلكترونياً، وبثها عبر روابط دولية لتوسعة المشاركة.

عالم الأعمال

وأضاف أن عالم الأعمال في الرياضات الإلكترونية، يشهد حالة نمو متسارعة جداً، إذ تحتاج الشركات الوطنية المتخصصة في هذا المجال إلى دعم محلي كبير لتنمية أعمالها، في ظل المنافسة الكبيرة في السوق، موضحاً أن الجنسيات الآسيوية في دولة الإمارات تشكل فرق تضم أمهر اللاعبين في مجال الألعاب الإلكترونية، ويخوضون بطولات دولية ضخمة في هذا المجال، حتى أنهم يحصلون على رعايات من كبرى الشركات التكنولوجية.

وأكد أنه على معرفة مسبقة بحجم سوق الألعاب الإلكترونية، ومقدار الاستقطاب والطلب عليه، إلا أنه لم يكن يتوقع هذه المنافسة الشديدة في هذا السوق، مبيناً أنه عند إطلاق شركته الخاصة في هذا المجال، نظم 10 بطولات محلية في عامها الأول، لترتفع الفعاليات التي نظمتها الشركة بنسبة 100% في عامها الثاني 2020، وهو العام الذي رفع من حجم الطلب على تنظيم البطولات في الألعاب الإلكترونية، في وقت الالتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من جائحة كورونا، لينظم من ضمن هذه البطولات على المستوى الدولي.

بطولات للمنافسة

وأضاف أن أعمال الشركة تطورت خلال عام 2021، ليدخل المؤسسات الحكومية والاجتماعية في دولة الإمارات، إذ إنه نظم بطولة للمنافسة على الألعاب الإلكترونية لنزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية في دبي، فضلاً عن مؤسسات رعاية أصحاب الهمم، والتنمية الاجتماعية برأس الخيمة، وغيرها من الجهات التي تسعى إلى رفع مستوى الأفراد في أهمية المنافسة والتحدي، والتوعية من مخاطر السلوكيات الاجتماعية الخطرة.

وقال إن الإيرادات المالية للشركة تغطي نفقاتها التشغيلية فقط، وذلك بسبب التنافسية الشديدة في السوق، إلا أنه يعمل على وضع خطة شاملة لتطوير أعمال الشركة وتدويلها، من خلال مركز متطور ومتخصص في تنظيم البطولات على مستوى عالمي.

وأكد أن الشركات التكنولوجية تستقطب محترفي الألعاب الإلكترونية والجهات المنظمة لها، بهدف تقديم الرعاية لما لها من أفق واسع على مستوى العالم، مضيفاً أن الإيرادات المالية لشركات تنظيم هذا النوع من البطولات ضخمة جداً، إلا أنه بحاجة إلى توحيد الجهود من قبل الجهات المعنية في دولة الإمارات، لتعزيز دور الرياضات الإلكترونية لاستقطاب الشركات التكنولوجية ذات الارتباط.

وجوه تسويقية

ولفت البنا إلى قصة لاعب في مقتبل العمر كان قد التقى به عند زيارته لجمهورية الباكستان، للمشاركه في بطولة في الرياضات الإلكترونية، ليلاحظ احترافية هذا اللاعب في لعبة «التيكن»، ليدعمه مالياً للمشاركة في بطولة في هذه اللعبة في اليابان، والذي بدوره حصد البطولة على مستوى العالم، الأمر الذي جعل منه وجهاً تسويقياً لإحدى أشهر مشروبات الطاقة على مستوى العالم.

وتابع مؤسس شركة «في سلاش سبورت» لتنظيم الألعاب الإلكترونية محمد البنا، بأن البيئة التقنية في دولة الإمارات، ومكانتها العالمية كمركز إقليمي لأشهر الشركات التكنولوجية على مستوى العالم، يجعل منها بيئة مثالية لتنظيم البطولات العالمية لهذه الرياضات، والتي من الممكن أن تسهم في استقطاب أشهر لاعبي ومحترفي العالم في الرياضات الإلكترونية.

وأكد أن توجهه إلى الاستثمار في هذا المجال، جاء من رؤيته وتجربته في مجال الرياضات الإلكترونية، والتي شهدت نمواً غير مسبوق خلال الأعوام السابقة، متوقعاً أن تصعد المنافسة الدولية في هذا المجال إلى مستوى الشركات الاستثمارية العملاقة.

شركة رائدة عالمياً

ويرى البنا أن بدايته في هذا المجال موفقة، وحالة النمو لدى أعماله تناسب الظروف التي تتوفر لديه اليوم، إلا أنه يسعى إلى بناء شركة رائدة عالمياً في مجال الألعاب الإلكترونية، وصولاً إلى إنتاج ألعاب خاصة بالشركة في المستقبل.

واعتبر أن تأسيس الأعمال في المجالات التكنولوجية، ومنها الرياضات الافتراضية، له مستقبل واعد، في ظل التغير الذي تشهده الحياة البشرية، في ظل الانتقال من ظروف الواقع إلى العالم الافتراضي، مضيفاً أن عدد المتابعين للرياضات الإلكترونية على مستوى العالم غير مسبوق في الرياضات التقليدية، فضلاً عن أن حجم الإنفاق على الألعاب الإلكترونية يصل إلى 300 مليار سنوياً، ومن المتوقع أن يصل إلى 600 مليار في 2025 على حسب دراسات دولية لشركات عاملة في هذا المجال.