الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الذكاء الاصطناعي يختار مكاتب الأعمال للمستثمرين بكلفة منخفضة

توفر تطبيقات حديثة على الهواتف الذكية ومواقع إلكترونية متخصصة، استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للبحث عن مكاتب لتأسيس الأعمال والتراخيص الجديدة بأقل الأسعار، سواء من خلال استئجار طاولة مكتبية ضمن شركة قائمة فعلياً، أو مكتب يتناسب مع حجم الأعمال الفعلي دون تحمل كلفة إضافية.

وبهذه الطريقة الحديثة لن يضطر مؤسس نشاط اقتصادي جديد إلى تحمل مساحة مكتبية زائدة عن الحاجة، أو تجهيزات مكتبية، أو دفع فواتير خدمية للماء أو الكهرباء أو الاتصالات، أو توظيف سكرتير أو منسق أعمال أو حتى عامل خدمات، إذ يمكنه الاستفادة من مجتمع أعمال وخدمات قائم فعلياً بما يتناسب مع تصوراته المبدئية.

وتستخدم التطبيقات الحديثة تقنيات الذكاء الاصطناعي في عرض المساحات المكتبية المتوافرة للاستئجار في الشركات القائمة، ورصد طلبات أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتصوراتهم عن مكاتبهم الجديدة والموقع المتوقع ورصد المساحات الأكثر طلباً وتوفير المساحات التي تتناسب مع طبيعة المشروع الجديد ومساعدة الأشخاص على اختيار الأماكن الأنسب إضافة إلى تسريع عملية الدفع الرقمي من خلال النظام الجديد.


هوتديسك


وبدأ التوجه الجديد في الانتشار بالتزامن مع أزمة كوفيد-19، إذ رصدت «الرؤية» أسعار 4 أنواع من الخدمات توفرها بعض المواقع والتطبيقات المتخصصة، التي تبرز في نظام «هوتديسك» وهو عبارة عن توفير مقعد على طاولة كبيرة في أوقات العمل الرسمية يوفر لصاحب العمل الوصول والاستخدام لمساحة مشتركة تصل من 3 إلى 12 متراً مربعاً، مع توفير إنترنت وإمكانية الطباعة والتصوير والمسح الضوئي، مع الاستفادة من فريق السكرتارية وخدمات ذاتية للحصول على المياه والقهوة والشاي بكميات غير محدودة، وخدمات الرد على المكالمات من قبل مساعدة (سكرتيرة) بكلفة لا تتجاوز الـ700 درهم شهرياً.

الطاولة المكتبية

أما النوع الثاني فهو «الطاولة المكتبية» الذي يوفر كل الخدمات في نظام «هوتديسك» إلا أنه يكون متوافراً على مدار الساعة ليس فقط خلال فترات العمل، وتبلغ كلفته أقل من 1000 درهم شهرياً.

الافتراضي والشهري

أما النظام الثالث «المكتب الافتراضي»، الذي يوفر خيار العمل من المنزل أو من الشارع مع إمكانية استخدام المكتب عند الحاجة فقط مع توفير رقم هاتف محلي وموظفة استقبال ولا تتخطى كلفته الـ600 درهم شهريا، ليضاف إلى ذلك النظام الرابع والأخير «المكاتب الشهرية»، الذي يبدأ من 7500 درهم شهرياً عبر توفير مكتب خاص قابل للقفل ومفروش بالكامل، ومتوافر فيه كل الخدمات الأساسية لكن بمساحات تفي بنوع النشاط دون إفراط.

إيجار غير المستغل

وقالت مؤسسة مشروع «بالجوار» فاطمة الحمادي، إن المشروع الجديد يتخصص في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التوفيق بين رغبات الشركات القائمة الراغبة في إيجار مساحات غير مستغلة ورغبات أصحاب المشاريع الجديد في البحث عن مقر عمل جديد داخل شركة مؤسسة بالخدمات، مشيرة إلى أن مشروعها في مرحلة التأسيس ضمن مبادرة هاكثون الإمارات، التابع لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الذكية.

ولفتت الحمادي إلى أن مشروعها قيد التجريب في الوقت الراهن، إذ إنه من المتوقع أن تعمل شركة «بالجوار» (التي تعمل على تأسيسها 3 مواطنات، الحمادي إحداهن) على عرض مساحات مكتبية في شركات قائمة لعمل موظفين آخرين، إضافة إلى خلق منصة لشراء مساحات مكتبية في مكان واحد كبداية لأي عمل تجاري دون كلفة كبيرة.

مصلحة الجميع

ولفتت الحمادي إلى أن المشروع يستهدف استغلال المساحات المخصصة للمكاتب وزيادة الربحية للشركات، سواء القائمة من خلال تأجير المساحات الفائضة أو الشركات الجديدة التي تبحث عن الكلفة المنخفضة، موضحة أن المشروع يقوم بأكمله على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ابتداء من عرض المساحات المكتبية المتوافرة للعرض في الشركات القائمة ورصد طلبات أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتصوراتهم عن مكاتبهم الجديدة، والموقع المتوقع ورصد المساحات الأكثر طلباً وتوفير المساحات التي تناسب طبيعة المشروع الجديد، ومساعدة الأشخاص على اختيار الأماكن الأنسب، إضافة إلى تسريع عملية الدفع من خلال النظام.

وقال المتخصص في الشأن العقاري الدكتور عماد الجمل، إن جائحة كوفيد-19 أسست لمرحلة جديدة من استخدام التقنيات الرقمية في عمليات البيع والشراء والاستئجار للعقارات بشكل عام، والمكاتب المتخصصة لإقامة الأعمال بشكل خاص، التي يبحث صاحبها في البداية عن الكلفة المنخفضة، لافتاً إلى أن هذا التوجه سيساعد على الاستغلال الأنسب للمساحات المكتبية وإفادة جميع الأطراف ذات العلاقة.

وأفاد الجمل بأن هذا التوجه الذي ظهرت مواقع إلكترونية معتمدة ومرخصة في الدولة تتبناه أخيراً، من المتوقع أن يكون سائداً خلال الثلاث سنوات المقبلة، لا سيما مع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في توفير المكاتب الإيجارية بالمواصفات نفسها التي تتناسب مع المشروع الجديد والموقع المتوقع والمساحات المطلوبة فعلياً للاستخدام وبأقل كلفة ممكنة.

الرقمنة للبيع والتأجير