السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«منى تجاربي»: التحدي والإرادة وكسر الجمود لإطلاق العلامات التجارية

التحدي عنوان البداية ولمحة البصر في ولادة فكرة للتغيير والبناء في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، تزامنت مع جائحة كورونا التي تسببت بإغلاقات شاملة لامست حياة الناس ومشاعرهم وطموحاتهم للمستقبل.

حالة الجمود وضعت رائدة الأعمال والمؤثرة الاجتماعية منى سليمان، المعروفة باسم «منى تجاربي»، في حالة من التفكير والعصف الذهني المدعوم بالتحدي والإرادة للخروج نحو البناء والاستمرار في العطاء لذاتها وأسرتها ومجتمعها من خلال تأسيس مشروعها الخاص الذي لا يتأثر بالأزمات العالمية في ظل التطور التقني والتجارة الإلكترونية.

قالت «تجاربي» في حديثها مع «الرؤية»، إنها في الأشهر الأولى من أزمة كورونا، لامسها القلق من تراجع الأوضاع على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية والتواصل مع الناس، لتبدأ التفكير جدياً في إطلاق مشروعها وعلامتها التجارية في مجال هي لم تحدده في حينها، ولم يكن لديها تصور ماهية النشاط التجاري الذي يمكن أن تخوضه وتنجح فيه، إلا أنها تدفع بطموحها على أساس الإرادة في ضرورة التغيير بلمح البصر.


دعم معنوي من الزوج


شاورت سليمان زوجها، والذي قدم لها الدعم المعنوي الكامل وشجعها في مبتغاها، لتبدأ في الاستفسار من معارفها من أصحاب الأعمال، حول كيفية صناعة علامة تجارية، لكنها لم تصل إلى طريق معبد، حتى استعانت بمحرك البحث وتكتب «كيف أصنع علامة تجارية»، لتأتيها عشرات الخيارات للتعامل مع شركات عالمية لصناعة آلاف المنتجات في العديد من المجالات، وهنا كان لدى منى شكل في هذه المواقع، إن أنها قدمت رقم هاتفها لأحد المواقع المتخصصة بصناعة مواد وإكسسوار التجميل النسائي، وهو المجال الأقرب إليها.

تجاهلت «تجاربي» الأمر لعدة أسابيع لتحدث المفاجأة بوجود رسالة عبر واتساب شركات دولية متخصصة بصناعة «رموش العين» وبعض منتجات التجميل، لتنطلق في محادثة حول المنتجات وجودتها، وتطلب عيّنة من المواد الأولية وعدداً من النماذج، لتقرر تصنيع 4 نماذج أطلقت عليها «غلا، وهيا، ومنى، وتجاربي» بكمية 200 منتج بهدف بيعها محلياً، وهي الخطوة التي غيرت مسيرة حياتها بلمح البصر، لتطلق على علامتها التجارية اسم «بلينك».

البيع عبر مواقع التواصل

وأضافت، أن الكمية بيعت خلال شهر واحد عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي دفعت بها إلى التفكير بمنتج أخر تقدمه نفس الشركة، وهو قلم رسم العين «الآيلاينر»، لتطلب كمية من المنتجين، لتنتقل إلى البحث في مواقع أخرى تقدم منتجات أخرى متخصصة بالتجميل.

وأوضحت أن هذا التطور في الأعمال، امتد لعدة أشهر وهي تتواصل مع الشركات لتطلب عينات وتقيِّم جودتها، حتى اعتمدت بحدود 4 أصناف من المنتجات التجميلية، في بداية 2021، وتعرضها في مركز فلورنسا في مدينة كلباء بإمارة الشارقة، بعد أن بدأت الحياة تعود لطبيعتها، وهي المرحلة التي بدأت تحقق فيها أرباحاً تدريجية.

عين على العالمية

ولفتت إلى أنها بهذا التطور التدريجي في الأعمال التجارية وبعلامة تجارية خاصة بدأت تأخذ مكانتها في السوق المحلي، وألهمها في أهمية الدخول في الأسواق من خلال معارض تجارة منتجات مساحيق التجميل التي تعود لعلامات تجارية عالمية، ليقدم لها أحد المعارض في مركز المنار مول فرصة عرض منتجاتها، وذلك في شهر مارس من عام 2021، إلا أنها رأت ضرورة زيادة عدد المنتجات، للتواصل مع شركات دولية وتحدد مجموعة من الأصناف حتى وصل عددها إلى 8 منتجات، ليتم افتتاح أول ستاند عرض لمنتجات «بلينك» في معرض بيوتي كوتور في مركز المنار مول.

وقالت إن الإمارات تعد سوقاً جاذبة وخصبة أمام جميع الاستثمارات والأعمال التجارية الريادية، وبداية ملهمة للمشاريع الصغيرة وصولاً إلى الضخمة، وبيئة مشجعة للنمو الاقتصادي بسبب القدرة الشرائية المنافسة، وموقعها كمركز إقليمي تجاري.

«بلينك».. لمحة بصر في التغيير

وذكرت أن افتتاح مشروعها «بلينك»، المتخصص في منتجات التجميل بإمارة رأس الخيمة، جاء بعد دراسة للسوق، وتعزيز المعرفة في المنتجات ومصادر التصنيع، واحتياجات المستهلكين، فضلاً عن توظيف موهبتها كمؤثرة اجتماعية ومن المشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت أن مشروعها لتجارة منتجات التجميل، أطلقت عليه «بلينك»، والذي يعني «لمحة بصر»، والذي جاء من فكرة أن أي شيء يتغير بلمحة بصر للأفضل، بالإرادة ومواجهة التحدي والسير بثقة وثبات نحو الإنجاز والتميز، لذلك يجب على الفرد الاستفادة من موهبته وإمكاناته لتعزيز طموحاته، والبدء بمشروعه الخاص في ظل الدعم المتوفر.

وأشارت إلى أنها اليوم تخطط لإطلاق موقع إلكتروني خاص بعلامتها التجارية، وزيادة عدد المنتجات من مساحيق تجميلية وإكسسوار، لرفع حجم المبيعات بمعدل يصل إلى 150% على أساس سنوي، ولمدة 3 سنوات متناقصة بنسبة 50% ضمن خطة استراتيجية لنمو الأعمال.

هدفي في السنوات القادمة

وأكدت أن هدفها خلال الثلاث سنوات المقبلة التركيز على التنافسية السعرية وجودة المنتجات التي تقدمها للعملاء، مضيفة أنها على قناعة تامة اليوم بأن ثقة العملاء هي رأس المال المستدام، والذي سيسهم في نمو المبيعات والأرباح.

وختمت قصتها الاستثمارية، بأنها اتخذت من إمارة رأس الخيمة مقراً لانطلاق علامتها التجارية، نظراً لمجتمعها الداعم للطموحات الوطنية، وإمكاناتها الاقتصادية المتنامية، وميزتها في دعم رواد الأعمال الناشئين.