الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

سوق العملات المشفرة بالإمارات تجذب مصرفيي وول ستريت

سوق العملات المشفرة بالإمارات تجذب مصرفيي وول ستريت

انتزعت الإمارات لنفسها لقب «وول ستريت» العملات المشفرة، بعد ان تحولت مركزاً عالمياً لتدول الأصول المشفرة، وعكست الإحتفالات التي اقامتها شركة بينانس القابضة في فندق برج العرب في أواخر مارس وحضرها نخبة من المصرفيين والمدراء التنفيذيين هذه الحقيقة، ما جعل كبار المصرفيين المحليين والمحامين والمدراء التنفيذيين كبار في مجال التكنولوجيا يتدفقون عليها للاستفادة من الإمكانات الواعدة.

ورغم أن المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للمنصة تشانغبينغ زاو غاب عن الاحتفالات بسبب تعافيه من كوفيد، إلا انه كان على رأس قائمة اهتمامات رواد الحفل الذين قالوا إنهم يطمحون إلى الاقتداء بصعوده السريع من مطور البرامج إلى أحد أغنى الناس في العالم.

افواج المصرفيين

قال، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في بينانس، وهي أكبر بورصة عملات رقمية في العالم من حيث حجم التداول، ريتشارد تنغ في مقابلة مع وكالة بلومبيرج: «نرى اهتمامًا كبيرًا من قبل موظفي المؤسسات المالية التقليدية ممن يرغبون في العمل لدينا، نحن في الواقع نقوم بتوظيف عدد منهم».

واستعانت بينانس في فبراير، بخبرة فيشال ساشندران، وهو مصرفي سابق في بنك نيويورك ميلون كورب، ليكون مديراً في الإمارات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

كما انضم روبي نكارمي، كبير مستشاري الشركة في دبي، في أواخر العام الماضي بعد عمله لما يقرب من عقد من الزمن محامياً في عمليات الدمج والاستحواذ.

وعمد، المصرفي السابق في بنك أوف أمريكا وجيفريز في دبي، أحمد إسماعيل إلى التحول إلى العملات المشفرة في عام 2017. وأطلق بالتعاون مع زميله في بنك أوف أمريكا، كريس فلينوس، بنك هايفن، وهو بنك استثماري للعملات الرقمية مقره أبوظبي.

ويؤكد اسماعيل إن العديد من الأصدقاء المصرفيين استقالوا مؤخرًا من وظائفهم لإطلاق صناديق استثمار العملات المشفرة، مشيرا إلى أن الإمارات قطعت شوطا هائلا في تطوير بنية تحتية عالمية المستوى وبيئة تنظيمية لشركات التشفير ".

وكان الرئيس السابق للأسواق العالمية في بنك الإمارات للاستثمار،أمير طبش، هو آخر المنتقلين للعمل بعالم العملات المشفرة، بعد 16عامًا قضاها في القطاع المصرفي.

ويقول طبش الذي اصبح الرئيس التنفيذي لشركة «ديفي» للوساطة المالية في أبو ظبي إنه يتطلع إلى توظيف المزيد من المصرفيين للمساعدة في «سد الفجوة» بين التمويل التقليدي والرقمي.

دبي بلا منازع

ورغم أن بعض المتداولين أصيبوا بالصدمة في الفترة الأخيرة بسبب الخسائر الفادحة الناجمة عن انخفاض أكبر عملة مشفرة في العالم«بيتكوين» إلى النصف مقارنة مع ذروتها في نوفمبر الماضي، إلا ارتفاع معدل التضخم يجبر المزيد من المستثمرين على اللجوء إلى الاستثمارات في الأصول الرقمية كوسيلة تحوط محتملة.

وعلى العكس من الكثير من الدول التي تطبق سياسات غير صديقة للاصول الرقمية، نجحت الإمارات في ارساء دعائم بنية تشريعة وتقنية متطورة لجذب كبرى شركات التشفير، ما دفع تشانغبينغ زاو للقول في مقابلة اجريت معه اواخر مارس بإن دبي المقر الرئيسي للشركة دون منازع.

وذكر صندوق التحوط للعملات المشفرة Three Arrows Capital الشهر الماضي إنه يخطط لنقل مقره إلى دبي من سنغافورة، التي كانت أكثر تحفظًا في نهجها التنظيمي تجاه العملات الافتراضية.

توازن دقيق

تلتزم الإمارات بتحقيق توازن دقيق بين خلق بيئة صديقة للأعمال لاستقطاب أكبر الشركات المالية وبين المخاوف بشأن التقلبات والجرائم المالية التي تعيق صناعة التشفير.

ويقول الرئيس التنفيذي لشركة «بيتواسيس» ومقرها دبي، علا دودين، إن حكومة الإمارات أظهرت التزامها القوي بمعالجة المخاوف المالية في الصناعة وأن البورصات المركزية توفر للمستثمرين المحليين طريقة أكثر أمانًا للاستثمار في الأصول الافتراضية مقارنة بمنصات الأقران.

ومن جانبه، قال غابرييل عابد، الذي أنشأ أول شركة بلوك تشين في منطقة البحر الكاريبي في عام 2010: «لن يكون من السهل إزاحة الإمارات كمركز عالمي للتشفير».

وقال عابد في مقابلة هاتفية: «الأمارات لديها حرفياً كل قطعة من اللغز – القيادة واللوائح والمناطق الحرة والموهبة ورأس المال».

وبحسب المتحدث باسم شركة مبادلة للاستثمار براين لوت، تستثمر الشركة في النظام البيئي للعملات المشفرة، ويقول أشخاص على دراية بالمسألة إن شركة الاستثمار رويال جروب و ADQ، يتابعان صفقات في مجال التشفير.

رقم قياسي

سجل مركز دبي للسلع المتعددة رقمًا قياسيًا في 665 شركة جديدة في الربع الأول من عام 2022، مدعومة بتدفق شركات العملات المشفرة والبلوك تشين. يمثل القطاع 16 ٪ من جميع تسجيلات الشركات في الربع، وفقًا لمركز دبي للسلع المتعددة. وأكد مروان الزرعوني، الرئيس التنفيذي لمركز دبي للبلوك تشين، إنه يتوقع انتقال المزيد من الشركات إلى البلاد.

كما أصبحت العملات المشفرة أكثر شيوعًا لشراء العقارات وحتى تسوية فواتير المطاعم، مما يدل على شهية أوسع لها، وفقًا لـ يحيى بدوي، المؤسس المشارك لمنصة العملات المشفرة Rain، والتي حصلت على موافقة مبدئية من سوق أبوظبي العالمي في يناير.

وتعد الإمارات ثالث أكبر سوق للعملات المشفرة في الشرق الأوسط، بعد تركيا ولبنان، بحجم معاملات يبلغ حوالي 26 مليار دولار، وفقًا للبيانات التي جمعتها Chainalysis من يوليو 2020 إلى يونيو 2021. كما أظهرت البيانات أنه في حين أن بصمة التشفير في المنطقة صغيرة نسبيًا من الناحية العالمية، فإنها نمت بنحو 1500 ٪ عن العام السابق.