الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الرئيس التنفيذي لمجموعة حديد الإمارات أركان للرؤية: إنشاء مصنع لفائف جديد يرفع الطاقة الإنتاجية إلى 5 ملايين طن سنوياً

  • المصنع الأول من نوعه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • نستهدف زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي إلى 300 مليار درهم بحلول 2031
  • تعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الوطنية لدعم الهوية الصناعية الموحدة (اصنع في الإمارات)

كشف الرئيس التنفيذي لمجموعة حديد الإمارات (أركان)، المهندس سعيد غمران الرميثي أن المجموعة تقوم حالياً بإجراء تقييم شامل لمشروع جديد، يتضمن إنشاء مصنع اللفائف المدرفلة على الساخن المؤتمت بالكامل، وهو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتتجاوز بذلك الطاقة الإنتاجية الإجمالية للمجموعة عند استكمال المشروع 5 ملايين طن في العام مقابل 3.5 مليون طن في الوقت الحالي.

وأضاف الرميثي في حوار مع «الرؤية» أنه بفضل التقنيات الحديثة التي سيتبناها المصنع الجديد، سيكون واحداً من المرافق الصناعية الأقل من حيث البصمة الكربونية على مستوى المنطقة، وهو ما يرسخ مكانة الشركة الرائدة في صناعة الحديد والصلب المتكاملة على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيراً إلى أن المجموعة تعمل أيضاً على دراسة طرح منتجات جديدة تشمل حديد التسليح والألواح الارتكازية وسيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب.

الإنتاج السنوي

وقال الرميثي «تُنتج حديد الإمارات نحو 3.5 مليون طن سنوياً من منتجات حديد التسليح ولفائف أسلاك الحديد والمقاطع الإنشائية والألواح الارتكازية، بما يكفي لتلبية احتياجات الأسواق المحلية والإسهام في التنمية الصناعية المستدامة في الدولة وتنويع بنية اقتصادها من خلال تعزيز صادراتها إلى العالم. وتتماشى جهود المجموعة مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة (مشروع 300 مليار)، والتي تهدف إلى زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي للدولة من 133 مليار درهم إلى 300 مليار درهم بحلول عام 2031».

وأضاف «يعد توسيع أسواق صادرات حديد الإمارات إلى 56 دولة في عام 2021 مقارنة بـ38 دولة في عام 2019 جزءاً من استراتيجية المجموعة لتنويع مصادر إيراداتها من خلال قنوات تسويقها المتنوعة، وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الوطنية لدعم الهوية الصناعية الموحدة (اصنع في الإمارات)، والتي تهدف إلى تشجيع التصنيع ودعم المنتج الوطني. ومثلت أسواق التصدير نحو 45% من إجمالي مبيعات حديد الإمارات في 2021، بينما تم بيع الباقي داخل الأسواق المحلية في الإمارات، والتي حافظت حديد الإمارات على مكانتها الرائدة بها بحصة سوقية تبلغ 60%».

ومن جانب آخر، تبلغ الطاقة الإنتاجية لمصنع العين للإسمنت 5.7 مليون طن سنوياً من الإسمنت و4 ملايين طن من الكلنكر، وتتولى «مصانع طابوق الإمارات» التابعة للمجموعة إنتاج الطابوق في أربع منشآت موزعة بين أبوظبي والعين، حسب الرميثي.

وأشار إلى أن هذه المصانع تعمل بطاقة إجمالية تبلغ 235 ألف طابوقة/اليوم، وتقوم مصانع أنابيب بإنتاج أنابيب U-PVC البلاستيكية لاستخدامها في مجالات عديدة مثل: أنبوب مياه الأمطار، الري، الصرف الصحي، مشيراً إلى أنه في عام 1996 توسعت أعمال «أنابيب» بإضافة تصنيع أنابيب الألياف الزجاجية بتقنية CC-GRP وبأقطار تصل إلى 2000 مليمتر زيادة على تجهيزات غرف تفتيش GRP خفيفة الوزن، وتمتاز كل هذه المنتجات بمتانتها وسهولة تركيبها والحد من الصيانة اللازمة. وتتخصص الشركة أيضاً في تصنيع أكياس ورقية «كرافت» متعددة الطبقات، وأكياس بلاستيكية وذلك بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 62 مليوناً من الأكياس المتنوعة والتي تُباع في أسواق المنطقة. وتُستخدم هذه الأكياس في تخزين منتجات مثل الإسمنت والجبس والملاط، والمخصبات والكيماويات الجافة.

فرص الاستحواذ

وأوضح الرميثي أن المجموعة لديها رؤية طموحة لتعزيز مكانة مجموعة حديد الإمارات «أركان» لتصبح ضمن أفضل الشركات الصناعية على مستوى العالم، وتعمل فرق العمل في كافة قطاعات المجموعة على التطوير والتحسين المستمرين من أجل تحقيق هذه الرؤية، وتواصل العمل لتحقيق النمو الأفقي والرأسي للمجموعة من خلال فتح أسواق جديدة وزيادة الإنتاج وإضافة منتجات جديدة إلى مجموعة منتجاتنا المتنوعة، وزيادة الكفاءة وتعزيز تنافسيتنا وحصتنا في السوق. وليس لدينا حالياً أي خططِ استحواذ، ولكن نحرص دائماً على دراسة الفرص المستقبلية الواعدة بما يحقق أعلى قيمة لمساهمينا.

الأداء المالي

وبيّن الرميثي أنه تم الإعلان مؤخراً عن النتائج المالية للمجموعة خلال الربع الأول من 2022، حيث بلغت الإيرادات 2.04 مليار درهم، مقارنة مع 233.5 مليون درهم في عام 2021، وبلغ صافي الأرباح 72.6 مليون درهم مقارنة مع 1.2 مليون درهم للفترة ذاتها من عام 2021. ويعد هذا الأداء القوي مؤشراً واضحاً على النمو المتسارع الذي تشهده مجموعة حديد الإمارات أركان وعلى إمكانات المجموعة الواعدة التي سنواصل تعزيزها بإذن الله خلال الفترة المقبلة.

%90 من الإيرادات

وأفاد بأن خطوة الاندماج كان لها الأثر الأكبر على تحسين الأداء التشغيلي لشركتي حديد الإمارات وأركان، كما ساهم نمو حجم المبيعات خلال الربع الأول في تحقيق هذه النتائج الإيجابية، ونتوقع أن تتحقق 90% من إجمالي إيرادات عام 2022 من أعمال حديد الإمارات، وأن تساهم أعمال أركان في 10% والتي حققت كل من وحدات أعمالها أرباحاً خلال الربع الماضي من العام الجاري.

وأضاف الرئيس التنفيذي لمجموعة حديد الإمارات أركان، أن المجموعة ستركز خلال الفترة المقبلة على تلبية احتياجات قاعدة عملائنا الواسعة والمتنامية في قطاعي البناء والتصنيع من خلال تنويع مجموعة منتجاتنا المبتكرة وتعزيز قدراتنا على صعيد التسويق والمبيعات. وعلى الرغم من تصاعد وتيرة التحديات الجيوسياسية على الصعيد العالمي، فنحن على ثقة بفرص النمو الواعدة التي تنتظر المجموعة خلال العام الجاري ونتطلع إلى مواصلة نجاح أعمالنا وتحقيق أفضل قيمة لمساهمينا.

أحدث الحلول التكنولوجية

وأشار الرميثي إلى أننا نؤمن في مجموعة حديد الإمارات أركان بأن الابتكار هو العامل الأساسي للبقاء في عالم الأعمال، ولذا نحرص دائماً على استقطاب الأفكار والحلول الجديدة وتشجيع الابتكار في كافة أعمالنا. وتعد منصة «فكِّر بذكاء» التي أطلقتها حديد الإمارات في عام 2018 بهدف تحفيز الموظفين على تقديم أفكارهم المبتكرة والمساهمة في الارتقاء بالأداء من أنجح البرامج في الشركة، فقد استقبلنا ما يزيد على 2000 فكرة جديدة منذ إطلاقها، وساهمت هذه الأفكار المبتكرة في تحسين كفاءة العمليات وتحقيق المزيد من النمو خلال السنوات الماضية.

ولفت إلى أنه تم تأسيس في عام 2020 لجنة البحث العلمي بهدف ترسيخ ثقافة البحث العلمي والابتكار في جميع قطاعاتنا، وأبرمنا من خلال اللجنة مذكرة تفاهم مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا لتعزيز جهود البحث العلمي والتطوير من خلال المشاريع البحثية المشتركة، وحصلت المجموعة على براءتي اختراع من «مكتب الولايات المتحدة للبراءات والعلامات التجارية»، ما يبرهن على مكانتها الرائدة في قطاع الإنشاءات على مستوى المنطقة، والتزامها الراسخ بترسيخ ثقافة الابتكار في دولة الإمارات.

وتعد حديد الإمارات أول مُصنِّع للصلب في العالم وأول شركة صناعية في دولة الإمارات تحصل على شهادة الأيزو (56002:2019) في إدارة الابتكار. ونحرص في المجموعة على تبني أحدث الابتكارات في مجال كفاءة الطاقة والممارسات المستدامة، حيث نُعد أيضاً أول شركة لصناعة الحديد والصلب في العالم تقوم بالتقاط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عبر مشروع الريادة لالتقاط الكربون بالشراكة مع أدنوك ومصدر.

التحوّل الرقمي

وأشار الرميثي إلى أن مجموعة حديد الإمارات أركان تمتلك استراتيجية متكاملة للتحول الرقمي ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة والاستفادة من تقنياتها، من أجل تحسين العمليات والأداء فيما يخص الاستدامة والبيئة، وكفاءة الطاقة، والصحة والسلامة، وسلسلة الإمداد، وغيرها من الجوانب الهادفة إلى زيادة الإنتاجية، وتعزيز الجودة، والاستخدام الأمثل للأصول، وتحسين الإجراءات، ووفورات الكلفة، وغيرها.

وأضاف «نسعى إلى تحقيق أقصى استفادة من الإمكانات الكبيرة لإدارة البيانات من خلال تبني حلول الذكاء الاصطناعي، والتنبؤ الدقيق بأفضل طرق تشغيل المصانع والحفاظ على حالتها التشغيلية الفائقة، وتحقيق أعلى مستويات إتاحة الأصول وإدارة الجودة، وغيرها، وبشكل عام، فإننا نسعى في المجموعة إلى رسم ملامح مستقبل الصناعة الوطنية من خلال الابتكار والمعرفة، وتعزيز مساهمتنا في تحقيق التنمية المستدامة الشاملة في الدولة، ونعمل من أجل مستقبل يعكس رؤيتنا وقيمنا، ويضع الإنسان في الوقت ذاته على رأس أولوياتنا».

نسبة التوطين

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة حديد الإمارات أركان إن المجموعة تسعى شكل مستمر إلى رفع نسبة التوطين في كافة أعمالها ونحرص على تحقيق زيادة سنوية، إذ وصلت إلى أكثر من 20% خلال هذا العام، ويعمل معظم المواطنين في المجموعة عبر مختلف التخصصات الفنية والهندسية، وتواصل المجموعة بذل جهود كبيرة لدعم خطط وبرامج التوطين لاستقطاب المزيد من الكفاءات الوطنية الإماراتية إلى القطاع الصناعي وصقل مهاراتهم والاستثمار في تنمية مساراتهم الوظيفية.

وأضاف الرميثي: «نلتزم أيضاً باستحداث وتبني برامج تطويرية للكفاءات الوطنية والموارد البشرية وتمكينها من قيادة مستقبل قطاع التصنيع في الدولة، حيث نعزز أوجه تعاوننا مع المؤسسات التعليمية المرموقة بالدولة لاعتماد برامج تدريب مهني مبتكرة وحديثة، من شأنها تعزيز قدرات الكوادر الوطنية في الدولة وتمكينها من قيادة دفة القطاع خلال المرحلة المقبلة والمساهمة في تحقيق المزيد من المكاسب والإنجازات النوعية على مستوى القطاع».

تعد مجموعة حديد الإمارات (أركان) أكبر شركة وطنية مُدرجة عاملة في قطاع تصنيع الحديد والصلب ومواد البناء والتشييد. وتستفيد المجموعة من تقنيات مصانع الدرفلة المتطورة لتزويد الأسواق المحلية والدولية بمنتجات نهائية عالية الجودة بما في ذلك لفائف أسلاك الحديد وحديد التسليح والمقاطع الإنشائية الثقيلة والألواح الارتكازية. بالإضافة إلى ذلك، تنتج المجموعة كل من الأسمنت والبلوك والأنابيب وغيرها من مواد البناء التي تساهم في تعزيز قطاع البناء والتشييد في الدولة، مضيفاً: «تعتبر حديد الإمارات أكبر منتج لفائف لأسلاك الحديد على مستوى منطقة الخليج، والتي تُستخدم في قطاع الإنشاء والتعمير وغيرها من القطاعات».