الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

دبي وجهة استثمار وسياحة لأصحاب الثروات

احتلت دبي المرتبة الـ14 عالمياً والسادسة على مستوى أوربا والشرق الأوسط وأفريقيا في مؤشر أسلوب الحياة الفاخر، ضمن تقرير الثروة العالمية ونمط الحياة لعام 2022 الصادر عن مجموعة «جوليوس باير» المالية السويسرية، ودبي هي الوحيدة ضمن المؤشر في منطقة الشرق الأوسط.

وأكد مسؤولون في «جوليوس باير»، أن الإمارات ودبي من الوجهات المفضلة للمواهب وأصحاب الثروات سواء للأعمال أو السياحة.

وقالوا خلال المؤتمر الذي عقد في مقر المجموعة في دبي لمناقشة نتائج التقرير: «من الواضح تحرك المواهب إلى السوق المحلي سواء من آسيا أو بلدان أخرى، كما نشهد المكاتب العائلية، البنوك، صناديق التحوط وغيرها من الثروات تتحرك هنا».

العقارات السكنية تصعد 44%

وأشاروا إلى أثر الاقتصاد القوي لإمارة دبي واستقطاب أصحاب الثروات على سوق العقارات السكنية والذي ارتفع بشكل ملحوظ وبنسبة وصلت إلى 44%.

ووفق التقرير كانت هناك زيادة استثنائية في أسعار الأجنحة الفندقية في دبي بنسبة 195% على أساس سنوي، وهي ثاني أقوى زيادة بعد لندن مدفوعة بالارتفاع في أعداد الزوار، كما بدا قطاع الضيافة مبشراً بفضل الاستراتيجيات الذكية، وعروض الإقامة المغرية، وتنظيم العديد من الفعاليات الكبرى في الإمارات.

وبناء على التقرير تراجعت أسعار السيارات في دبي 12% والتأمين الصحي لأصحاب الثروات 23%، فيما ارتفعت المجوهرات 2%.

آلية التقرير

ويركز التقرير على مجموعة من السلع الاستهلاكية والخدمات التي تعكس أنماط الإنفاق للأفراد أصحاب الثروات العالية، من خلال تحليل تطور أسعار مجموعة السلع والخدمات في 24 مدينة حول العالم، كما يسلط التقرير الضوء على التغيرات في كلفة المعيشة في كل من تلك المدن.

وتظل منطقة «أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا» ثاني أغلى منطقة إذ تشمل أربع مدن (لندن وموناكو ودبي وجوهانسبرغ) في المراكز العشرة الأولى.

الإنفاق على الترفيه

وقال التقرير: "على الرغم من القيود المختلفة المترتبة على الوباء، استمرت دبي في استقبال السائحين خلال عام 2021، مدفوعة بالطلب المتراكم مع إعادة فتح السفر، كما أدت استضافة إكسبو 2020 دبي وزيادة كلف التوظيف إلى ارتفاع أسعار أماكن الإقامة.

ويبين تقرير بنك جوليوس باير للثروات العالمية ونمط الحياة لعام 2022، أن المشاركين في الشرق الأوسط يعتزمون الإنفاق بشكل متساوٍ تقريباً على الصحة وتجارب الطعام الفاخر بالإضافة إلى الإقامة الترفيهية، إذ يقيم التقرير توجهات إنفاق أصحاب الثروات للعام المقبل. في منطقة «أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا»، تعد دبي أغلى مدينة لشراء سيارة، أعلى بنسبة 20% من المتوسط ​​الإقليمي، وكذلك المدينة الأغلى لشراء البدل الرجالية والساعات.

التنوع الإماراتي جاذب للسياح

ووفق التقرير فإن التنوع الذي تتمتع به الإمارات يعد من أكثر العوامل الجاذبة للسياح، يشير التقرير إلى أن لدى منطقة الشرق الأوسط إمكانات كبيرة للتغيير مدفوعة بتطور المدن المدرجة في المؤشر.

ويتوقع أن يتضمن المؤشر الدوحة أو مدن المملكة العربية السعودية إلى جانب إمارة دبي في المستقبل.

وللمرة الأولى، يتضمن التقرير أيضاً استطلاعاً حول نمط الحياة يستهدف ذوي الثروات في جميع أنحاء العالم، يبحث عاداتهم الاستهلاكية وأوجه الإنفاق لديهم وتوجهاتهم الاستثمارية. إذ تقدم النتائج فهماً أعمق للتوجهات الشائعة لأنماط الحياة التي حددها مؤشر نمط الحياة، كما تدعم النتائج استنتاجات التقرير بالمشاعر الشخصية. ويظهر مؤشر جوليوس باير لنمط الحياة أن تداعيات الجائحة التي لا زالت مستمرة تسببت في تشكيل أزمة لدى بعض الدول، إلى جانب الظروف الاقتصادية المعقدة واضطرابات سلاسل التوريد، في ارتفاع أسعار 75% من السلع و63% من الخدمات في مؤشر جوليوس باير لنمط الحياة.

ارتفاع متوسط الأسعار

وارتفع المتوسط ​​المرجح للأسعار بنسبة 7.46% خلال العام الماضي، مقارنة بزيادة قدرها 1.05% فقط في الإصدار السابق من التقرير.

وأظهرت النتائج بأن آسيا هي المنطقة الأغلى لشراء سيارة، والتي هي أغلى سلعة ضمن سلة السلع والخدمات المعروضة، وإمارة دبي تحتل المرتبة الأولى في مجال السيارات (أعلى بنسبة 20% من المتوسط ​​الإقليمي)، بينما احتلت فرانكفورت المرتبة الأخيرة.

شنغهاي تتصدر المؤشر

لا تزال شنغهاي أغلى مدينة في المؤشر، حيث تم تصنيف أربعة سلع في الأعلى سعراً، بالإضافة إلى تسجيلها أعلى متوسط ​​مرجح للزيادة في الأسعار بنسبة 30%.

وأفاد رئيس قسم الأبحاث في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى جوليوس باير مارك ماثيوز، «بينما يتعامل العالم مع تداعيات الجائحة العالمية، فإن عوامل مثل زيادة التوترات الجيوسياسية وارتفاع التضخم قد أثرت على أنماط إنفاق المستثمرين وجعلتهم أكثر وعياً بتأمين مستقبلهم المالي، فمن المثير للاهتمام أيضاً أن نقوم بتحليل نتائج أول استطلاع خاص بأسلوب الحياة على الإطلاق والذي يقدم نظرة عامة على عادات الإنفاق، كما يساعد أيضاً في التنبؤ بتوجهات نمط الحياة ما يعطينا مؤشراً على معدلات التضخم الشخصية لأصحاب الثروات». وبدوره أفاد رئيس قسم استشارات الاستثمار لدى بنك جوليوس باير الشرق الأوسط عمر برغوث، بأن دبي إحدى أفضل المدن على مستوى العالم، حيث حلت في المرتبة الـ14، لافتاً إلى أنها تمتلك كافة المقومات التي تخولها لجذب المواهب وأصحاب الثروات، قائلاً: «هذا ما رأيناه ونراه».

وأشار إلى أن ارتفاع أسعار بعض الخدمات والسلع يعتبر مؤشراً على قوة الاقتصاد، لافتاً إلى أن ارتفاع سعر العقارات التي يستهدفها أصحاب الثروات المرتفعة بنسبة 44% يعبر عن الطلب القوي وعن كون دبي وجهة لتلك الشريحة، وفي نفس الوقت فإن ارتفاع أسعار الأجنحة الفندقية بنسبة كبيرة جداً يعبر عن التعافي وقدرة القطاع السياحي على جذب السياح من أصحاب الثروات، والذين لن تتأثر خياراتهم السياحية بارتفاع قوة الدولار وبالتالي الدرهم.