الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«تريندز» يؤكد أهمية مساهمة قطاع الفضاء في أهداف التنمية المستدامة

«تريندز» يؤكد أهمية مساهمة قطاع الفضاء في أهداف التنمية المستدامة

نظم مركز تريندز للبحوث والاستشارات، مساء أمس الأربعاء، ندوة دولية عن بُعد تحت عنوان: «دور الفضاء في التنمية المستدامة»، بمشاركة مسؤولين في مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي ووكالات فضاء دولية ونخبة من الخبراء الدوليين.

وتناولت الندوة كيفية مساهمة قطاع الفضاء في أهداف التنمية المستدامة في مختلف أنحاء العالم، ودور تكنولوجيا الفضاء في تسريع التنفيذ العالمي لأهداف التنمية المستدامة 2030.

وأعرب في بداية فعاليات الندوة أحمد الأستاد، المستشار العلمي لمركز «تريندز» عن ترحيب المركز بالمشاركين في الندوة مؤكداً أهمية الموضوع الذي تناقشه كونه يرتبط بالتنمية والتقدم الاقتصادي لدول المنطقة والعالم.

وأدار نقاشات هذه الندوة السيدة ثي هين نغوين المدير التنفيذي لشبكة «سبيسكونّيكس» الألمانية، وهي رائدة في الفكر المستقبلي في خطة التنمية المستدامة لعام 2030، خصوصاً في مجال تسخير الفضاء لأغراض التنمية المستدامة.

وبدأت فعاليات الندوة بكلمة افتتاحية ألقاها السيد لوك سانت بيير، رئيس قسم التطبيقات الفضائية في مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي في النمسا، نيابة عن الدكتورة سيمونتا دي بيتو، مديرة المكتب. وأكد السيد لوك أن مكتب الأمم المتحدة للفضاء يعمل على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في هذا المجال، وينظر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها شريكاً مهماً في مجال استكشاف الفضاء.

وتناول السيد مسايوكي غوتو، المؤسِّس المشارك لشركة «سبيس كيوبيكس» في اليابان، عقب هذه الكلمة، دور قطاع الفضاء في التقدم التكنولوجي، مشيراً إلى أن صناعة الفضاء في تقدم كبير ومتسارع وأنها يمكن أن تخلق وظائف كثيرة وتدعم خطط التنمية في مختلف البلدان، وأوضح أن الروبوتات عنصر مهم لتطوير الصناعة الفضائية، وأن قطاع الفضاء آخذٌ في النمو من المنظور الاقتصادي على الرغم من جوانب القصور اللوجستية.

كما أشار إلى أن العديد من فرق العمل في قطاع الفضاء تعمل على إيجاد الحلول المثلى من أجل المضي قدماً في الاستفادة من قطاع الفضاء في مجالات التنمية المختلفة.

واتفق مع وجهة النظر هذه السيدة بيانكا سيفالو، مدير منتجات إيرباص للدفاع والفضاء في المملكة المتحدة مؤكدةً أهمية الدور الذي تقوم به الأقمار الاصطناعية للاتصالات في تحسين البنية التحتية وسد الفجوة الرقمية، وضرورة العمل على تعزيز التعاون الدولي في مجال الفضاء واستثماره في دعم مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة لدول العالم.

وتحدث البروفوسور بيرنارد فوينغ، العالِم المُختص لدى وكالة الفضاء الأوروبية، عن مشروع استكشاف القمر «يورو مونمارس»، مشيراً إلى أن العديد من دول العالم استفادت من علوم الفضاء في تعزيز التنمية الاقتصادية، وهناك برنامج خاص لتطوير الكفاءات الشابة في مجال صناعة الفضاء.

ولفت فوينغ النظر إلى أن الروبوتات الصغيرة التي باتت متاحة الآن في جميع أنحاء العالم يمكن أن تصبح موارد تفيد البشرية وتسهم في تطوير صناعة الفضاء واستكشافه بصورة أفضل. وأكد أن مشاركة المرأة في صناعة الفضاء هي رسالة مساواة بين الجنسين من أجل التنوع والإلهام.

وكشف فوينغ عن محاولات سابقة لتطوير مصادر مستدامة على القمر لمصلحة البشرية، وأن فريقاً كان يضم فنانين وعلماء نبات كانوا يبحثون إمكانيات إنشاء قرية نباتية مكتملة على القمر باستغلال أفضل أنواع التكنولوجيا، وأنهم طوروا في عام 2017 مركبة قمرية ضمن برنامج مخصص لتطوير روبوتات تتلاءم مع البيئات الفضائية القاسية.

وأكد مدير أول إدارة الهندسة الفضائية، في مركز محمد بن راشد للفضاء، المهندس عامر الغافري، في مداخلته التي جاءت تحت عنوان: «بعثة مسبار الأمل الإماراتي والفرص المستقبلية في الفضاء»، أن استكشاف الفضاء هو المفتاح لتحقيق التنمية وتطوير قطاعات وعلوم أخرى وتسخيرها لخدمة الإنسانية، مشيراً إلى أن «مسبار الأمل» يحمل الأمل لملايين الشباب العربي الباحث عن مستقبل أفضل، فمهمة مسبار الأمل الذي سيصل إلى مدار المريخ عام 2021 هو الوصول إلى فهم أعمق لاحتمالات العيش على الكوكب الأحمر والمساهمة في مراكمة المعرفة البشرية واستثمارها لأجيال المستقبل.

وكشف الغافري أن هناك 15 شريكاً دولياً تتعاون معهم الإمارات في مجال الفضاء، وأن المشروع يعتمد بالأساس على الكفاءات الوطنية التي تستثمر فيها الدولة، ولا سيما المرأة الإماراتية التي تشكل 90% من القوة العاملة في مشروع مسبار الأمل. ونوه الغافري إلى أن إطلاق مسبار الأمل سوف يتم خلال الأسبوع المقبل، تحديداً في يوم 15 يوليو 2020، وأشار إلى أنه يأمل أن ينخرط الجيل التالي من الشباب في العلوم والتكنولوجيا حتى يصبح ذلك ثقافة سائدة في المنطقة وفي العالم أجمع.

واستعرضت من جانبها الدكتورة فاطمة الشامسي، أخصائي سياسات الفضاء لدى وكالة الفضاء الإماراتية، في كلمتها تحت عنوان: «الاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء 2030 ودورها في تحقيق الاستدامة» جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال تطوير قطاع الفضاء والاستراتيجيات والمؤسسات التي تم تأسيسها في هذا المجال وعلى رأسها وكالة الفضاء الإماراتية والاستراتيجية الوطنية للفضاء.

وأشارت الشامسي إلى أن رؤية وكالة الفضاء الإماراتية وطموحها هو جعل دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن أوائل الدول المتقدمة في مجال الفضاء، وأوضحت أن الدولة حددت 13 نشاطاً فضائياً خلال السنوات العشر القادمة، وإنها تعمل حالياً على 18 برنامجاً و71 مبادرة يتم قياسها من خلال مؤشرات أداء قطاعية واستراتيجية لتحقيق أهدافها. كما أنها تسعى في الوقت ذاته إلى جعل علوم الفضاء صناعة جاذبة للقطاع الخاص وتعزيز الاستثمار في قطاع الفضاء لخدمة التنمية المستدامة الشاملة والمتكاملة.

وعرضت سڤيتلانا فاخرينا، مدير التسويق لدى شركة «بروستو كوسموس» الروسية ورقة في الندوة تحت عنوان: «تحفيز الشباب نحو الإنجازات العلمية على غرار رواد الفضاء الروس»، أكدت فيها أن الاهتمام بالنشء والشباب وإيجاد الفرص أمامهم وتحفيزهم على الانخراط مستقبلاً في دراسة علوم الفضاء سيسهم في تعزيز دورهم في تحقيق الإنجازات العلمية. وأشادت بهزاع المنصوري رائد الفضاء الإماراتي الذي طبق مقولة «إذا أردت شيئاً تستطيع تحقيقه»، فبعد سنة واحدة من التدريب استطاع أن يكون أول رائد فضاء إماراتي.

وأوضحت سڤيتلانا أن صناعة الفضاء الروسية تقوم بجمع عدد كبير من الخبراء والمؤسسات في هذا المجال للمشاركة في تحفيز الشباب، وقد حققوا العديد من النجاحات في ذلك من خلال مركز «يوري غاغارين» لتدريب رواد الفضاء، وقد نجحوا في تحويل الإخفاقات إلى نجاحات بين الشباب من خلال التدريب والممارسة وتشجيع الطلاب على العمل الجماعي وجعل المتدربين يشعرون كأنهم رواد فضاء حقيقيون.

وقدم الدكتور محمد عبدالله العلي، مدير عام مركز تريندز للبحوث والاستشارات، في نهاية فعاليات هذه الندوة الشكر لجميع المتحدثين على مداخلاتهم وكلماتهم القيمة التي أثرت النقاش حول دور الفضاء في التنمية المستدامة، وألقت الضوء على أبرز التجارب الدولية في مجال استكشاف الفضاء، وكيفية الاستفادة منها في دعم جهود التنمية الشاملة والمستدامة في جميع دول العالم.