الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

إشاعة المناخ الإيجابي في الأزمات يدعم الأعمال

إشاعة المناخ الإيجابي في الأزمات يدعم الأعمال

أميرة سجواني.

فرضت جائحة كورونا تحديات مفاجئة وغير متوقعة، فما بين الحجر المنزلي وحظر التجمعات واللجوء إلى تطبيق نظام العمل والتعليم عن بعد، سادت بين أفراد المجتمع حالة من عدم اليقين والارتباك أحياناً، بيد أنه بقوة الإجراءات والتأقلم الواعي مع الوضع الراهن، وبذل الجهود فإن مسألة التغلب على المعيقات باتت أمراً حتمياً، وهو ما أكدته الأبحاث والدراسات العلمية التي جزمت بوجود علاقة وثيقة ومباشرة بين الصحة والتفاؤل، وفقاً لنائبة الرئيس الأول لشركة داماك العقارية، أميرة سجواني.

وتساءلت سجواني: كيف يمكن للشركات الاستجابة والتعامل في هذه البيئة، وما الذي يمكن فعله لتعزيز وإشاعة الروح الإيجابية فيها؟

تقول: إعادة التقييم هو محور العمل الرئيسي. ففي أوقات الأزمات، هناك ميل عام من قبل المؤسسات للتراجع عن رؤيتها، وتركيزها على أساسيات الأعمال والربحية، لكن في هذه الأوقات بالذات ما تحتاجه الشركات هو تذكير نفسها بمبادئها التوجيهية، والبعد عن تضييق نطاق اهتماماتها، فالشركات التي تزدهر هي تلك التي تتخذ قرارات محسوبة وهادفة، تغطي مجموعة واسعة من العوامل، مثل رفاهية الموظفين، والاستراتيجية والرؤية الشاملة، بينما يؤدي عدم التنظيم داخل المؤسسة، إلى إثارة الخوف وتشتت تركيز الموظفين عن تحقيق أهدافهم، التي تسهم بتطور وتقدم المؤسسة التي ينتمون إليها.

وأوضحت، هنا تكمن ضرورة الحرص على التواصل عند اقتراح طرق جديدة للعمل ووضع آليات دقيقة لتنفيذها باعتبار ذلك عاملاً محورياً للاستحواذ على اهتمام كافة العاملين، وضمان مشاركتهم والتزامهم، حيث يرغب الموظفون دوماً في الشعور بأهمية دورهم وتعاظمه، وإشراكهم في استراتيجية العمل ما يساعد من يعملون عن بُعد على الشعور بأنهم أكثر ارتباطاً وتقديراً.

تعزيز الثقة

وأضافت: يستحوذ محور الثقة على أهمية بالغة وهو أمر تحتاجه الشركات لزيادة ثقتها في موظفيها ما يؤدي بدوره إلى نتائج إيجابية مثل الرضا الوظيفي، وتطور الأداء المهني، بالإضافة إلى انخفاض مستويات التوتر والقلق لدى الشركات التي تظهر ثقة أكثر بموظفيها ويقابل ذلك شعور عام بالسعادة من الكوادر العاملة، خاصة وأن هناك تزايداً في حالة القلق المرتبطة بتداعيات الوباء فيما يتعلق بفقدان الوظائف وخفض الأجور. في النهاية فإن مفاتيح النجاح تتلخص في توفير رؤية واضحة، وبناء جسر من الثقة مع الموظفين لتكون المحصلة ارتفاع نسب الإنتاجية والكفاءة.

تمكين الموظفين

وقالت أميرة سجواني، إن تدريب وتطوير مهارات الموظفين هي خير وسيلة للتعبير عن مدى اهتمام المؤسسات بالعاملين تحت مظلتها، فمنحهم الفرصة للنمو والتعلم -تحديداً- في الفترات التي تصبح فيها وتيرة العمل والإنتاجية متدنية بحكم تباطؤ الأعمال، يمكن أن تشكل نقطة إيجابية تديرها الشركات لصالحها ويتأتى ذلك من خلال السماح للموظفين بل وتشجيعهم على اكتساب مهارات جديدة لما لذلك من تأثير إيجابي قوي على مشاركتهم، والاحتفاظ برأس المال الاجتماعي البشري، ما يعزز من كفاءتهم وقدرتهم في العمل، خاصة وأن الطرق متنوعة لتحسين المهارات منها الجلسات والدورات المتقدمة والمتخصصة بالتكنولوجيا، علاوة على اتباع استراتيجيات مثل توجيه زملاء العمل أو ما يسمى بالأقران، واستخدام الواقع المعزز والواقع الافتراضي وهي في مجملها آليات ليست فعالة فحسب بل مضمونة أيضاً.

الرفاهية المعنوية

لعل الروح المعنوية هي الأكثر أهمية حتى في الأحوال الطبيعية، ما يدلل في هذا الوقت بالذات الحاجة للتركيز على جعل الرفاهية المعنوية أولوية في المؤسسات والشركات، وعلى الرغم من أن المردود لن يكون فورياً إلا أن آثاره ستكون واضحة على العاملين والعمل على المدى الطويل.

فرضت الجائحة الصحية وأفرزت العديد من الإشكاليات التي أثرت على جموع الموظفين بطرق مختلفة ونسب متفاوتة فهناك من فقد أحداً من أفراد أسرته، أو لم يتمكن من السفر لرؤية عائلته في وقت يعاني فيه البعض ضغوطاً اقتصادية، وهنا يتوجب على الشركات أن تتحلى بالوعي والتفهم في هذه الظروف الاستثنائية وبناء عليه تكون ردود الفعل مبنية على التعاطف بدلاً من الغضب في مواقف تتعلق بأي أخطاء أو تأخير في إنجاز العمل، في حين أنه من المهم تحديد وتوقُّع معايير عالية لجودة العمل، إلا أن هناك دائماً مجالاً لاتباع نهج تعاطفي سيقدره الموظفون ويكون موضع تقدير عالٍ.

واختتمت أميرة سجواني، الخيارات التي تتخذها أي مؤسسة اليوم ستحدد كيف يُنظر إليها لسنوات قادمة، ما يحتم عليها اليقظة في تحديد رؤيتها واستراتيجيتها ونهجها في خضم هذا الوباء وأن يكون أولوية بالنسبة للجميع. إن التفاؤل في هذه الأوقات والهدوء والنظرة الإيجابية بالقدرة على تجاوز التحديات والتغلب عليها يجعل الكل أكثر مرونة.