الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الروبوتات.. حلول للمهام اليومية

الروبوتات.. حلول للمهام اليومية
شهدت الروبوتات تطورات هائلة وحققت نمواً مستمراً بسرعات لم نتخيلها قبل الآن، وفقاً للمدير ونائب الرئيس التنفيذي لدى بروفن كونسلت، أنس عبدالحي، الذي تساءل ما مدى واقعية وصولنا إلى المستقبل؟ وهل تصف كلمة «المستقبل» التقدم أم النمو، في الوقت الذي تظهر فيه توقعات بروز المدن الذكية ضمن فترات زمنية قريبة؟

يقول عبدالحي: المستقبل هو الآن، فهو يحدث في كل يوم. وبالنسبة للبشرية، فقد أدت التكنولوجيا إلى تطورات ضخمة في أسلوب حياة البشر لتغيرها بشكل جذري. أما بالنسبة للروبوتات، فقد أدى الذكاء الاصطناعي إلى تحويل كثير مما ورد في الأساطير والقصص الخيالية إلى تجارب واقعية وملموسة - فقد ظهرت الروبوتات من المختبرات التقنية لتتواجد في مقدمة قطاع الأعمال - ولم يعد علينا الانتظار ليتفاعل الجمهور بأعداد ضخمة مع الروبوتات، فهم يفعلون ذلك في كل يوم عند القيام بمهام بسيطة كالاتصال مع مصرفهم مثلاً. ففي دولة الإمارات، تستخدم مجموعة من البنوك الرائدة روبوتات الدردشة، ومنها بنك الإمارات دبي الوطني الذي يستخدم الروبوت إيفا المبرمج للإجابة عن الاستفسارات المتكررة من المتعاملين لتقليل العبء على الموظفين. وهذا بالطبع مجرد نبذة بسيطة للغاية عمّا يمكن للروبوتات عمله للعالم.

وأضاف، تكمل الروبوتات وتقنياتها أحجية القفزات التقنية التي شهدناها في الأعوام الـ20 الماضية، والتي أدت جميعها إلى ارتقاء البشرية لمستويات غير مسبوقة واكتشاف أعماق المحيطات والوصول إلى مناطق غير مكتشفة في الفضاء وحتى تطوير المدن الذكية.


واليوم تعمل بروفن أريبيا على تسويق الروبوتات التي تحاكي البشر، والتي قد تشغل عدداً من المواقع التي يشغلها البشر عادة.


«بيبر» روبوت شبه بشري قادر على قراءة المشاعر البشرية والتصرف بناء عليها، ويمكن لمهاراته الاجتماعية المبرمجة أن تجعله قادراً على التصرف في عدة مجالات تتنوع من ولائم العشاء وحتى مناطق الاستقبال في المستشفيات. وبهذا تكون الروبوتات قد دخلت مجال الضيافة، وهو مجال عمل يتطلب سنوات من الخبرة والمهارات المتخصصة من منظور البشر. ربما كانت لدى البعض تحفظات على الأمر قبل 5 سنوات، ولكن فرصة وجود روبوت مثل «بيبر» اليوم يمكن أن تعني تجربة رائعة للمتعاملين وتخفيضاً هائلاً في التكاليف على المدى الطويل كالرواتب الشهرية والضمان الاجتماعي.

كما تدخل الروبوتات مجال التعليم من طريقين مختلفين للغاية. فالروبوتات البشرية بوسعها العمل كمساعد للمعلم لتستضيف الصفوف الدراسية وتدعم مشاركة الطلاب وتقدم مدخلات مثيرة للاهتمام، ما قد يشكل مهمة متكررة من منظور بشري. على سبيل المثال، يمكن دمج الروبوت «ناو»، وهو روبوت بشري قابل للبرمجة، في أنشطة رواية القصص أو حصص التاريخ أو الجغرافيا، ما يضفي الإثارة ويعزز المشاركة في الحصص الدراسية. ومن الأساليب الأخرى التي تشارك فيها الروبوتات في التعليم هي شمولها في المنهاج، فعلم الروبوتات علم يمكن للطلاب تعلمه وتطبيقه والنمو معه. كما أن علم الروبوتات كمادة دراسية يساعد في التثقيف والتعريف بمجموعة واسعة من المجالات كالميكانيكا والفيزياء والرياضيات والهندسة، لتتطور تلك المادة إلى تخصص جامعي بالنظر إلى النمو السريع للقطاع الذي سيوفر الوظائف للملايين.

كما يستخدم قطاع الخدمات المالية، وهو قطاع سريع النمو تدعمه أحدث التقنيات المتطورة، تقنيات الروبوتات لتوفير قوى العمل الرقمية التي تعمل على تنسيق البيانات والتحقق منها وتقديم التقارير النهائية إلى أنظمة إدارة الوثائق. وتشمل الاستخدامات الأخرى أتمتة عمليات الروبوتات RPA لتسوية التداولات آلياً وتأكيد التوزيعات، وهي عملية تستهلك الكثير من الوقت كانت تجرى يدوياً في السابق. كما نجد أتمتة عمليات الروبوتات في القطاع المالي لنقل البيانات التي تم التحقق منها إلى الأنظمة، فيما أصبح التحقق من الرخص والإثباتات الآن أكثر سهولة وإنتاجية من السابق بفضل استخدام تقنيات الروبوتات، إذ أن العملية تعمل الآن على رقمنة الوثائق وتستخدم تقنيات التعرف البصري على الأحرف لتوفير الوقت والجهد.