الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

دور القطاع الخاص في دعم برنامج التطعيم في الإمارات

دور القطاع الخاص في دعم برنامج التطعيم في الإمارات

محمد باقر. (من المصدر)

بلغ عدد جرعات لقاح «كوفيد-19» الموزعة في دولة الإمارات العربية المتحدة نحو 6 ملايين جرعة، مسطّرة بذلك إنجازاً لافتاً لدولة يبلغ تعداد سكانها 10 ملايين نسمة، ما يؤكد على التزام قيادتها الرشيدة بصحة المواطنين والمقيمين على أرضها. فقد أدركت قيادتنا الرشيدة أن التطعيم هو السبيل إلى التصدي لهذه الجائحة المتواصلة وإنقاذ الأرواح، وتجلى ذلك في الهدف الطموح الذي حددته وزارة الصحة ووقاية المجتمع بتطعيم نصف سكان الدولة بحلول شهر مارس المقبل، وأكثر من 70% بنهاية العام الجاري. ويبدو بوضوح أن دولة الإمارات ماضية قدماً نحو تحقيق هذا الهدف، تزامناً مع حصول عشرات الآلاف من السكان في جميع أنحاء الدولة على اللقاحات بشكل يومي. وفقاً لنائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي في جلف ماركيتنج جروب، محمد باقر.

وأضاف، لقد انعكس هذا الزخم إيجاباً على النشاط الاقتصادي في الدولة، حيث تتوقع «اقتصادية دبي» نمواً بنسبة 4% في حجم الاستهلاك المنزلي في عام 2021 مقارنة بالعام 2020 في أعقاب إطلاق حملة التطعيم ضد كوفيد-19. وعلاوة على ذلك، أشار الخبراء إلى أن القطاع الخاص غير النفطي في دولة الإمارات شهد نمواً ملحوظاً في معدلات نشاطه منذ ديسمبر 2020 نتيجة المبيعات المتزايدة وارتفاع الطلب على الصادرات، حيث سجلت طلبيات التصدير الجديدة أعلى معدل نمو لها منذ 15 شهراً، ومن جهتنا في «جلف ماركيتنج جروب»، شهدنا أيضاً ارتفاعاً ملحوظاً في كافة أقسام أعمالنا تقريباً، بدءاً من قطاع التجزئة الرياضية والمواد الغذائية وصولاً إلى الخدمات اللوجيستية وغيرها.

ومن جهة أخرى، يأتي الارتفاع الحاصل مؤخراً في أعداد الإصابات ليذكرنا بأن تجاوز أزمة كوفيد-19 وتداعياتها يتطلب جهوداً جماعية، وأن التعافي الاقتصادي الكامل يستلزم التغلب على الوباء. ومن هنا تأتي أهمية النجاح الأولي الذي حققته حملة التطعيم كدلالة مبشرّة ينبغي أن تتواصل بهذه الوتيرة. ولكن للأسف، ما زال البعض متأثرين بالمعلومات المضللة ونظريات المؤامرة، ويشككون حتى الآن بفعالية لقاحات كوفيد-19.

وقال: لقد بذلت حكومتنا الرشيدة جهوداً حثيثة لتوعية الجمهور والتشجيع على اتخاذ القرار الصحيح بتلقي اللقاح، لكن هذه المهمة لا تقع على عاتق الحكومة بمفردها، بل ينبغي على القطاع الخاص أن يسارع أيضاً لدعم حملة التطعيم التي تقودها الدولة. ويتعين على رواد الأعمال تحمل مسؤولية المساعدة في توعية موظفيهم بأهمية الحصول على اللقاح، عبر توفير المعلومات حول الخيارات المتاحة وكيفية الحصول على اللقاح والموارد التي قد تساعدهم على التصرف بسرعة. ومن بعض الخطوات المشجعة التي يمكن للشركات اتخاذها: توفير الإجازات مدفوعة الأجر للموظفين الذين يحصلون على اللقاح وتوفير وسائل النقل المجانية لتمكينهم من التوجه إلى مراكز التطعيم وتخفيف العبء على أعضاء فرق العمل. وعلاوة على ذلك، أبدت هيئات مثل شركة أبوظبي للخدمات الصحية ‑ صحة، وهيئة الصحة بدبي بالفعل استعدادها للتعاون مع شركات القطاع الخاص في تخطيط حملات التطعيم على نطاق واسع، وتقديم خيارات جديدة لتوفير المواعيد على الدوام.

وينبغي للقيادات العليا أن تتولى قيادة هذه الجهود، وأن يوفر المدراء وأصحاب الشركات نماذج يقتدى بها سواء في مواصلة إجراء اختبارات كوفيد-19 أو في الحصول على التطعيم. وقد يصعب على الشركات تطبيق كافة السياسات المذكورة أعلاه على الفور أو في آن معاً، لكن اتخاذ الخطوات لاستكشافها على مستوى الإدارة التنفيذية سيسهم بدور ملحوظ في دعم مجتمعنا في وجه الوباء، وعلينا جميعاً التحلي بالمسؤولية والاضطلاع بدورنا في حماية المجتمع بأكمله.

وفي حال تضافرت جهود القطاع الخاص لمواجهة كوفيد-19 بالتوازي مع كافة الأدوات التي تمدّنا بها حكومتنا الرشيدة، سيكون بمقدورنا التغلب على هذا الوباء، وستعود الشركات إلى نشاطها بمزيد من السرعة والأمان.