الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

كيف يمكن للتنوع والشمول دفع الابتكار في مختلف قطاعات الأعمال؟

كيف يمكن للتنوع والشمول دفع الابتكار في مختلف قطاعات الأعمال؟

برنارد ماتريس

أدت الظروف الاستثنائية التي شهدها العالم خلال عام 2020، إلى تعطيل أنظمة الأعمال، والدفع نحو ابتكار طرق جديدة للتكيف مع المواقف اليومية، وتعزيز وعي الأفراد والشركات والمجتمعات على كل المستويات، وفي المجالات الحياتية كافة. وشهد العالم من منظور التنوع والشمولية، مجموعة من التحديات التي واجهت المرأة العاملة، بسبب الضغوط المتعلقة بإدارة حياتها المهنية، مع نظام دعم محدود أو غائب كلياً لأشهر متتالية. الأمر الذي أدى بالتأكيد إلى تعزيز الاحترام والتقدير للمواهب العاملة من السيدات، اللواتي يتحملن مجموعة واسعة من المسؤوليات. وفقاً لمدير الموارد البشرية لدى «في إف إس غلوبال» برنارد ماتريس.

وأضاف في مقال لـ«الرؤية»، في حين يتم إعطاء الأولوية في مثل هذه الأوقات للربحية، فإن هذه المرة، شهدت تحولاً جذرياً في هذا الاتجاه، حيث ركزت المؤسسات على نحو متزايد على بذل الجهود الهادفة لضمان استدامة الأعمال، على نحو يرتقي بالقيمة التي يتم توفيرها لجميع أصحاب المصلحة.

وتعتبر قيم التنوع والشمول، من أهم العوامل المساهمة في ضمان استدامة الأعمال، لا سيما في مؤسسات ذات طبيعة مشابهة لشركتنا، والتي تعتمد بشكل كبير على الموارد البشرية.

ومع ذلك، أشعر أن التنوع والشمولية لا يقتصران على استراتيجية التوظيف وحدها، بل تحتاج المنظمات إلى تحديد أهداف متعلقة بالتنوع، أو تحديد مؤشرات أداء رئيسية بوضوح على المستويات كافة، مع إجراء عمليات مسح مستمرة لمراقبة التركيبة الديمغرافية لفريق العمل واتجاهات الموظفين. من المهم أيضاً في هذا الإطار، ضمان توفير فرص متساوية للموظفين بغض النظر عن جنسهم أو عرقهم، مع الحفاظ على اختيار الكفاءات بناءً على جدارتها.

ويعد التعاون مع المجتمعات المحلية أو الاستفادة من البرامج الحكومية طريقة أخرى لتأسيس شراكات قوية مع أصحاب المصلحة، تعزز القدرات التنافسية.

وفي حين تعتبر قيم التنوع والشمول مطلباً أساسياً في العديد من المنظمات، فمن المهم خلق تآزر بين السياسة والممارسة، وتأسيس ثقافة الشمولية الحقيقية في التفاعلات اليومية للمنظمات. في هذا الإطار، يعد التزام القيادات الإدارية أمراً بالغ الأهمية لدفع وتعزيز التنوع والشمول، مع الحرص على تشجيع جميع الأفراد العاملين في مؤسسة ما للمساهمة في تعزيز هذه القيم.

وستتمكن المؤسسات من التغلب على التحديات المتعلقة بالتنوع، عندما يأخذ قادة الأعمال على عاتقهم مهمة إنشاء ثقافة توفر فرصة المساهمة في الارتقاء ببيئة العمل من قبل الجميع.

ومن الضرورة بمكان، لضمان تنفيذ هذه القيم والأهداف، تأسيس استراتيجية اتصال قوية، بحيث يتم توجيه أجندة التنوع والشمول بشكل فعَّال داخل المؤسسة. ويقع على عاتق جميع الموظفين، بغض النظر عن الدور أو المستوى، مسؤولية تعزيز هذه الثقافة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال مبادرات الاتصال والتدريب الفعَّالة لتثقيف الموظفين وبناء الوعي والمعرفة حول التنوع والشمول.

ويمكن لمقاييس التنوع والشمول القوية، والتي تعتبر بمثابة تآزر حقيقي بين السياسات والممارسات، المساهمة على نحو فعَّال في بناء ثقافة شاملة في مكان العمل.