الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«الغبقة الرمضانية» بين الضرورة الاجتماعية والعبء المالي

«الغبقة الرمضانية» بين الضرورة الاجتماعية والعبء المالي

تسهم التنافسية بين المطاعم والمقاهي في عروض السهرات الرمضانية، بين موعد الإفطار وفترة السحور، في استقطاب الأسر التي تفضّل التجمعات العائلية، والأصدقاء الذين يقضون أوقات الليل مع بعضهم البعض.

وتشكل تكاليف السهرات الرمضانية «الغبقة» حصة لا بأس بها من إجمالي الميزانية المخصصة لشهر رمضان، ليعتبرها البعض عادة اجتماعية دخيلة على المجتمع، تثقل كاهل الأسرة أو الفرد مادياً.

وقال شرف وليد إن فترة السحور تحولت إلى لحظات حيوية خلال الليل، يلتقي عبرها أفراد الأسرة والأصدقاء لقضاء أوقات ممتعة معاً، نظراً للانشغال في نهار رمضان، لتمتد فترة تناول وجبة السحور منذ منتصف الليل حتى قبيل آذان الفجر، وهي مدة كافية للاستمتاع بالأجواء الرمضانية برفقة الأهل والأصحاب، ولكن فاتورة ذلك قد تكون مرهقة لميزانية رب الأسرة.

من جانبه، قال أيمن أبوالسمن إن العروض التي تطلقها المطاعم والمقاهي للسهرات الرمضانية التي تمتد من بعد موعد الإفطار حتى فترة السحور تستقطب العديد من الأسر والأصدقاء الراغبين في قضاء أوقات للاستمتاع مع بعضهم البعض، بعد انشغالهم خلال النهار بالصيام والأعمال.

ولفت إلى أن هذه السهرات تتطلب ميزانية مالية ليست بسيطة في حال كانت متكررة، لكن ضبط هذه الفعاليات ضمن الإمكانات المعقولة يمكن أن تخفف من الإنفاق خلال الشهر الكريم.

واعتبر هيثم الرفاعي، أن السهرات الرمضانية التي تنظمها المطاعم والمقاهي حتى ساعات متأخرة من الليل، دخيلة على المجتمع، إلا أنها أصبحت لدى معظم الأسر والأفراد ضرورة اجتماعية على حساب الميزانية المالية.

وقال إن المطاعم والمقاهي تقدم عروضاً تنافسية لاستقطاب الأسر والأفراد، إلا أنه يجب أن تكون هذه الفعاليات ضمن المعقول، وما يتناسب مع الإمكانات المادية، إذ إن التكرار في ارتياد المقاهي يمكن أن يثقل كاهل الأسرة مادياً خلال الشهر الفضيل.

وقال الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالحليم محيسن، إن حضور العائلات يتزايد بشكل كبير في المقاهي والمطاعم خلال ليالي رمضان، نظراً لوجود وجبة السحور التي تعتبر أساسية في الشهر الفضيل، وتمتد من بعد صلاة العشاء حتى قبيل الفجر، ما يعطي للعائلات مساحة زمنية واسعة لتنظيم فعاليات عائلية.

وأوضح محيسن أن هذه الفعاليات العائلية تحتاج إلى ميزانية مالية تشكل عبئاً إضافياً على رب الأسرة، حيث إنها تحولت إلى روتين يومي لبعض العائلات والأفراد، ما يؤدي حتماً إلى استنزاف مالي كبير في ظل وجود التزامات مالية أخرى لا تقل أهمية خلال الشهر الفضيل، وقبيل إجازة عيد الفطر التي تتطلب التزامات وإجراءات مالية خاصة.