الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

86 % من القوى العاملة بالإمارات تفضل الاستمرار بـ«العمل عن بُعد»

86 % من القوى العاملة بالإمارات تفضل الاستمرار بـ«العمل عن بُعد»

أرشيفية

أظهرت دراسة حديثة، أن 86% من القوى العاملة بدولة الإمارات العربية المتحدة تفضل مواصلة العمل بشكل افتراضي كلياً أو جزئياً حتى انتهاء جائحة «كوفيد-19»، على نحو يتماشى تقريباً مع المتوسط العالمي البالغ 89%.

وحسب الدراسة الجديدة التي أجرتها بوسطن كونسلتينج جروب بالتعاون مع «بيت.كوم»، فإن تأثيرات انتشار الجائحة أدت إلى تبديل الممارسات المهنية في الإمارات على نحو جذري.

وأشارت الدراسة إلى رغبة ملحوظة لدى نسبة كبيرة من العاملين في مختلف القطاعات لمواصلة العمل عن بُعد، على أقل تقدير، بعد انتهاء الجائحة.


ويقيّم التقرير المشترك الذي جاء بعنوان «استكشاف التغييرات الطارئة على الممارسات المهنية العالمية»، تأثير انتشار الجائحة على تفضيلات الموظفين وتوقعاتهم، عبر استطلاع رأي شارك فيه أكثر من 707 أشخاص على صعيد الدولة.


ضرورة التكيف

وقال العضو المنتدب والشريك في بوسطن كونسلتينج جروب الشرق الأوسط، كريستوفر دانيال، «فرض انتشار الجائحة لأول مرة على القوى العاملة حول العالم، ضرورة التكيف والتأقلم مع التغييرات المفاجئة والثورية، لضمان استمرارية الأعمال ونجاحها».

وأضاف أن المشهد لم يكن واضحاً آنذاك، حيث كان من الصعب تحديد مدى فاعلية التحول الرقمي بشكل دقيق، واستكشاف إمكانيات القوى العاملة وقدراتها على التكيف مع الواقع الجديد، عبر مساحات العمل الافتراضية، وإنجاز مهامها الوظيفية رقمياً.

وأشار دانيال إلى أن هذا المشهد أصبح الآن أكثر وضوحاً وسط رغبة واضحة لدى الغالبية العظمى من المشاركين في الاستبيان، في الاستمرار بإنجاز العمل عن بُعد.

وقال دانيال: «كان للوباء تأثير إيجابي على ممارسات العمل والمهام الوظيفية عبر دولة الإمارات. وقد أكد المشاركون في الاستبيان عدم مواجهتهم أي صعوبات ملحوظة في ما يتعلق بالتكيف مع بيئة العمل الافتراضية، على عكس ما شهدته القوى العاملة العالمية».

ورصدت الدراسة أن الكثيرين يأملون في استمرارية سياسات العمل عن بعد التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة، نظراً للنتائج الإيجابية التي تمت ملاحظتها على مستوى الأداء والإنتاجية.

وأفاد دانيال: «تتطلع القوى العاملة في جميع أنحاء الإمارات، إلى الاستفادة من المرونة التي توفرها سياسات العمل عن بعد حتى بعد انتهاء الجائحة تماماً. وما يتضح جلياً من هذه الدراسة، هي الأسباب الكامنة وراء التفضيلات المتعلقة بأساليب وبيئة العمل، والقيم المتعلقة بالتنوع والبيئة، فضلاً عن مدى تأثير كليهما على القرارات المهنية في المستقبل».

ويرى دانيال أن أصحاب العمل في المستقبل يتطلعون بعد انتهاء الجائحة، إلى استغلال الفرص والإمكانات لاتخاذ القرارات المناسبة بناءً على توقعات الموظفين والعوامل المحفزة لتعزيز أدائهم.

بيئة العمل الحديثة

وعبر المشاركين بالدراسة عن رضاهم التام عن المرونة التي وفرتها لهم بيئة العمل الحديثة، فضلاً عن الارتقاء بمستوى الإنتاجية والكفاءة، نظراً لتوفر مجموعة واسعة من الفرص والإمكانات التي ساهمت في تعزيز قدراتهم وأدائهم المهني على نحو واضح.

وفيما يخص العمل عن بعد خلال الأزمة، أتت الإمارات في مرتبة أدنى من المتوسط العالمي، حيث أفاد 43% من المشاركين في الاستبيان أنهم يعملون عن بُعد بطريقة أو أخرى، مقارنةً بنسبة 51% في جميع أنحاء العالم.

وحسب الدراسة، يعود السبب في انخفاض هذه النسبة إلى الحاجة إلى الاستئناف المبكر للأعمال التجارية، وأن غالبية القوى العاملة تعمل في قطاعات الخدمات والصناعة وتجارة التجزئة.

إلى ذلك، استعرض الاستبيان نماذج العمل التي يتمناها الناس في المشهد المستقبلي، فأشار الاستبيان أن القوى العاملة بالإمارات أكثر انفتاحاً إلى حد ما على فكرة استمرارية العمل عن بُعد.

وتابعت الدراسة: «نظراً للتطور الرقمي الهائل الذي تشهده الدولة الذي يتيح إمكانية نجاح ممارسات العمل عن بُعد، أشار 31% من المشاركين إلى أنهم يفضلون العمل من المنزل بدوام كامل مقارنةً بـ24% من القوى العاملة على المستوى العالمي».

التنوع والشمول

في الوقت نفسه، أشار الكثير من المشاركين في الاستبيان إلى مدى أهمية قيم التنوع والشمول في مكان العمل، مقارنةً بالعام الماضي، على نحو يعكس تنوع المجتمع الإماراتي الذي يضم جنسيات متنوعة من كافة أرجاء العالم.

وأكد 70% من المشاركين الشباب و77% من المشاركين إجمالاً، أن التنوع والشمول يعتبران من أهم القضايا التي تؤثر على اختياراتهم الوظيفية، متخطين المستوى العالمي البالغ 68.7% من حيث الاهتمام بهذه القيم.

وعند سؤالهم عن احتمالية رفض دور وظيفي لا يتماشى مع القيم الشخصية التي يؤمنون بها في ما يتعلق بالتنوع والشمول، أتت ردود 50% من الشباب و52% من المشاركين بشكل عام إيجابية في هذا الصدد، الأمر الذي يتوافق تقريباً مع المتوسط العالمي البالغ 51.4%.

وفي ما يتعلق بالمسؤولية البيئية، أفاد 72% من المشاركين في الاستبيان أن القضايا ذات الصلة بالبيئة أصبحت أكثر أهمية خلال العام الماضي، تماشياً مع تركيز القيادة الإماراتية الرشيدة على قضايا الاستدامة كأولوية قصوى في خططها التي تستشرف المستقبل.

وتتخطى هذه النسبة المتوسط العالمي البالغ 69.6% في هذا الصدد، بينما أفاد 51% من المشاركين برفضهم للعمل لدى الشركات التي لا تتوافق مع قيمهم في مجال الاستدامة البيئية، وهي نسبة أدنى بقليل من المتوسط العالمي البالغ 51.7%.