الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«تريندز»: ثورة التكنولوجيا تقود الاقتصاد العالمي لتحول إيجابي

«تريندز»: ثورة التكنولوجيا تقود الاقتصاد العالمي لتحول إيجابي

أكدت دراسة حديثة صدرت عن «تريندز للبحوث والاستشارات» باللغة الإنجليزية تحت عنوان «الانعطاف الكبير»، للدكتور جرايم ليتش، الرئيس التنفيذي وكبير الاقتصاديين لاستشارات الاقتصاد الكلي في المملكة المتحدة، أن العالم يعيش في خضم تحول اقتصادي هائل تقوده ثورة تكنولوجيا عارمة من شأنها أن تحدث تحولاً إيجابياً في الاقتصاد العالمي على غرار ما مرت به الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا من ازدهار اقتصادي في أعقاب وباء الإنفلونزا الإسبانية بعد الحرب العالمية الأولى.

وتشير الدراسة إلى أن جائحة كورونا تسببت في تغييرات جذرية في المشهد العالمي؛ فالتحول الرقمي السريع في جميع القطاعات من خلال الثورة الصناعية الرابعة المتمثلة في الذكاء الاصطناعي، وشبكة الجيل الخامس «5 جي»، وإنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية، والبيانات الضخمة، والتصنيع بالطباعة الثلاثية الأبعاد - كل ذلك يدعو إلى نظرة تفاؤلية في المستقبل، بفضل ما ستفرزه هذه الثورة التكنولوجية من معدلات إنتاج متسارعة في جميع القطاعات، فهذا التطور الهائل وانتشار التقنيات الحديثة من المرجح أن يدشن مرحلة جديدة من التحولات الجذرية في الاقتصاد العالمي.

ولفتت الدراسة إلى أن تقنيات الجيل الخامس وتطبيقات الذكاء الاصطناعي ستزيد من الكفاءة الفردية على المستويين الشخصي والمهني؛ فعلى سبيل المثال وليس الحصر ستمنع هذه التقنيات الحديثة من بعض الظواهر السلبية في أماكن العمل مثل إهدار أوقات طويلة من ساعات الدوام في الانشغال بالأجهزة الإلكترونية؛ ما يتسبب في تشتيت الانتباه وعدم تركيز الموظف على الارتقاء بمستويات الإنتاج. وتوضح الدراسة أن التكنولوجيا الحديثة مثل إنترنت الأشياء وغيرها ستساعد الموظف على الاستفادة من كل دقيقة من أوقات العمل في تقديم أفضل ما عنده، وهو الأمر الذي يدل على عدم صحة النظريات السابقة التي كانت تتوقع حدوث طفرة إنتاجية في السابق قبل ظهور التكنولوجيا الحديثة.

كما لفتت الدراسة الانتباه إلى أن ضعف النمو في الأمس واليوم لا يفضي بالضرورة إلى الشيء نفسه مرة أخرى في الغد، حيث توجد علاقة اقتصادية ضعيفة بين نمو الإنتاجية في عقدٍ ما ونموها في العقد التالي، ولا يُعد أداء الإنتاجية الماضي مؤشراً على المستقبل؛ ففي بداية القرن التاسع عشر تم إغفال تأثير الثورة الصناعية وتوقُّع استمرار الركود الاقتصادي، برغم أن الثورة الصناعية كانت تمضي قدماً بالفعل، ويمكن أن يصبح الفشل في توقُّع الانعطاف الكبير ثاني أسوأ التوقعات الاقتصادية في التاريخ.

وتستشهد الدراسة بما حدث في أعقاب وباء الإنفلونزا الإسبانية التي اجتاحت العالم في أعقاب الحرب العالمية الأولى في عامَي 1918-1919، حيث أعقب هذا الوباء في أمريكا الشمالية ما أطلق عليه اسم «العشرينات الهادرة» أو «عصر الجاز»، بينما في أوروبا يُشار إلى هذه الفترة أحياناً باسم «العشرينات السعيدة» بسبب الازدهار الاقتصادي الذي أعقب الحرب العالمية الأولى نتيجة لتحول النموذج الفكري في شؤون العالم.

وتوقعت الدراسة أن العالَم قد يشهد تأثيراً قوياً للتكنولوجيا الحديثة، مع موجة رقمية ستنتشر في النهاية في جميع قطاعات الاقتصاد، كما حدث مع الكهرباء عند بداية القرن العشرين، وتتشابه المرحلة التي يعيشها العالم الآن في ظل كوفيد-19 وما بعدها بمرحلة إرث وباء الإنفلونزا الإسبانية في الفترة 1918-1919، حيث من المرجح حدوث طفرة إنتاجية، الأمر الذي يعجِّل بحلول اقتصاد رقمي حقيقي؛ لأن الطريقة التي نعمل ونتعلم ونتسوق بها تشهد تحولاً جوهرياً.