الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

توقعات متفائلة بأداء الشركات الإماراتية بالربع الأول 2021

توقعات متفائلة بأداء الشركات الإماراتية بالربع الأول 2021

أرشيفية

تمكنت الشركات الإماراتية من التماسك والسير نحو طريق التعافي بسرعة فائقة بدعم الجهود الحكومية، خاصة في ظل تداعيات جائحة كورونا.

وتلوح حالة من التفاؤل بأداء الشركات الإماراتية المدرجة خلال الربع الأول من 2021 بدعم عودة النشاط الاقتصادي والقرب من التعافي من تداعيات الأزمة فضلاً عن تسارع معدلات النمو وارتفاع أسعار النفط العالمية.

وتوقع خبراء ومحللو الاقتصاد لـ"الرؤية" أن تشهد الشركات نمواً في أرباحها خلال الربع الأول من العام على خلفية العديد من المحفزات وذلك على كافة القطاعات، خاصة المصرفي والاتصالات والنقل والنفط.


إشارات إيجابية


وقال عضو المجلس الاستشاري في معهد «تشارترد» للأوراق المالية والاستثمار والمحلل المالي، وضاح الطه لـ"الرؤية" إن هناك حالة من التفاؤل واضحة بالاقتصاد الإماراتي والذي من المتوقع أن تنعكس على نتائج أعمال الشركات خلال الربع الأول من 2021 وذلك بدعم عودة النشاط الاقتصادي تدريجياً وارتفاع أسعار النفط العالمية والأداء الجيد لأسواق المال الأمريكية.

وعلى مستوى توقعاته بالقطاع المصرفي، أشار الطه إلى أنه ربما نشهد خلال الربع الأول من العام الجاري رسم ملامح خاصة بالقطاع، لافتاً إلى أنه على الرغم من استمرار حالة من الضغط على القطاع إلا أن هناك بعض الإشارات الإيجابية تؤكد القدرة على التعافي، خاصة مع زيادة أعداد التطعيمات والفتح التدريجي للاقتصاد وسط توقعات بالفتح الشامل بحلول منتصف العام.

وذكر أن القطاع المصرفي بشكل عام سيكون في حالة تعافٍ تدريجياً بعد الضغط الكبير الذي تعرض له العام الماضي بسبب ارتفاع المخصصات مستبعداً أن نصل لنفس مستويات العام الماضي نتيجة التعافي التدريجي، حيث من المتوقع أن تشهد البنوك خلال العام الجاري أداءً أفضل من العام الماضي وهو ما يبدأ تجليه في نتائج أعمال الربع الأول من 2021.

وأرجع الطه توقعاته الإيجابية بشأن القطاع إلى توقعات تراجع مخصصات الديون المشكوك فيها خلال العام الجاري، ما يقلل الضغط على الأرباح التشغيلية للبنوك.

وقال الطه إن القطاع لا يزال في حاجة لمزيد من المحفزات لزيادة معدلات الاقتراض خاصة مع تراجع معدلات الفائدة، منوهاً إلى أن زيادة الإقراض تنعكس بالإيجاب على أعمال القطاع.

وأعلن بنك الإمارات دبي الوطني اليوم نتائجه للربع الأول بتحقيق أرباح بلغت 2.3 مليار درهم بزيادة 12%، مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق و76% مقارنة بالربع السابق.

وعلى مستوى شركات العقار، توقع المحلل المالي استمرار الفجوة بين العرض والطلب لافتاً إلى تباين تأثير تلك الضغوط على الشركات.

وأوضح المحلل أن الشركات العقارية الكبرى مثل إعمار والدار العقارية تكون أكثر قدرة على التكيف مع ضغوطات القطاع واستمرار فجوة العرض والطلب.

وفيما يخص قطاع الطيران، أشار الطه إلى أنه مع التعافي التدريجي للاقتصاد من المتوقع فتح مزيد من الوجهات واستمرار انتعاش الطيران محلياً وعالمياً، مضيفاً أن حركة الطيران تشهد تحسناً في الفترة الماضية في الإمارات وهو ما ظهر في عدد السائحين المتجاوز مليوني سائح خلال شهر عبر مطار دبي.

أما قطاع الاتصالات، يرى الطه أنه قطاع مستقر ومن المتوقع أن يواصل استقراره على مدار العام، مشيراً إلى أن القطاع قد تأثر خلال العام الماضي بسبب تراجع عدد الهواتف النقالة ولكن هذا تم تعويضه من خلال إيرادات البيانات الأمر المتوقع استمراره في ظل الظروف الحالية.

وتابع: "شركة اتصالات في الإمارات قد تتأثر أيضاً في بعض الأحوال بأسعار الصرف لتواجدها في العديد من الدول".

عودة النشاط

وقال طارق قاقيش، المحلل المالي والمدير التنفيذي لشركة سولت للاستشارات المالية لـ«الرؤية»: إن الشركات الإماراتية تشهد مرحلة تعافٍ نتيجة فتح الأعمال التجارية والسياحة بالتزامن مع قرب استضافة معرض إكسبو بالإضافة إلى قدرة الحكومة على التوسع في التطعيم وكذلك ارتفاع أسعار النفط العالمية مما يعطي فرصة للحكومة بعملية دعم الشركات وتوسعة عملية الإنفاق لدعم الاقتصاد.

وتوقع قاقيش أن تشهد غالبية القطاعات نمواً، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يرتكز النمو في قطاع العقار والذي قد نشهد نمو أعمال بعض الشركات مثل إعمار بنسبة تصل إلى 100% والقطاع المصرفي الذي من المتوقع أن يصل معدل النمو فيه بين 20% إلى 30%.

كما توقع قاقيش نمواً كبيراً في شركات قطاع الاتصالات خلال الربع الأول من 2021 مقارنة بأعمال العام الماضي، متفائلاً بأداء شركات النقل مثل أرامكس التي قد يصل نمو أعمالها بنسبة 50% مقارنة بالربع المقارن من 2020.

القطاع الأفضل

من ناحيته، لفت إياد البريقي المدير العام لشركة الأنصاري للخدمات المالية إلى أنه من المتوقع أن يكون أداء الشركات الإماراتية أفضل من المتوقع خلال الربع الأول من العام الجاري، منوهاً إلى أنه حتى في بؤرة الأزمة كان أداء الشركات أفضل من المتوقع.

وحول توقعاته بشأن القطاعات، يرى البريقي أن قطاع الاتصالات يتمتع بتوقعات متفائلة بعد تسجيله أداءً جيد خلال العام الماضي، مضيفاً أنه من المتوقع أيضاً أن يشهد قطاع النقل أداءً جيداً وذلك بعد الاعتماد المتزايد على شركات النقل مثل أرامكس في ظل تداعيات الجائحة.

ونوه المحلل إلى أن هناك أيضاً توقعات متفائلة بشأن قطاع الطاقة والنفط مع ارتفاع أسعار النفط العالمية، ثم يأتي قطاع العقار مشيراً إلى أنه على الرغم من الضغوط إلا أنه يتحسن سريعاً فضلاً عن تمكن الشركات الكبرى من الوصول إلى كامل المبيعات في المشاريع مما ينعكس إيجابياً على نتائج أعمال الشركات في الربع الأول.

وفيما يخص القطاع المصرفي، نوه البريقي إلى أنه على الرغم من تماسك القطاع وصلابته إلا أنه قد يتأثر خلال الربع الأول باستمرار تراجع أسعار الفائدة عالمياً.