لا تزال المؤشرات كافة تؤكد أن الإمارات تسير بخطى ثابتة وقوية نحو التعافي من كورونا بوتيرة سريعة، وهو ما انعكس في نتائج أعمال الشركات خلال الربع الأول من 2021.
وكان القطاع المصرفي صاحب الأداء الأبرز في القدرة على إظهار التعافي من الأزمة، وهو ما اتضح في نمو أرباح أكبر بنوك القطاع والتراجع الكبير في مخصصات انخفاض القيمة، الأمر الذي يؤكد توقعات استمرار تعافي القطاع وارتفاع أرباحه في الربع الثاني من العام.
وأظهر مسح أجرته «الرؤية»، أن الشركات العشر الكبرى المدرجة في الأسواق الإماراتية، سجلت أرباحاً بقيمة 13.712 مليار درهم خلال الربع الأول من 2021، مقابل أرباح بلغت 8.857 مليار درهم خلال الربع المقارن من 2020، بارتفاع 54.8%.
وتشمل الشركات العشر الكبرى: أبوظبي الأول، والإمارات دبي الوطني، والعالمية القابضة، واتصالات، وإعمار العقارية، ودبي الإسلامي، وأبوظبي التجاري، والدار، وأدنوك، وطاقة.
وبحسب المسح، خيمت الربحية على أداء الشركات العشر الكبرى على الرغم من تداعيات كورونا، وذلك مع نمو أرباح 9 شركات مقابل تراجع أرباح دبي الإسلامي منفرداً.
وتمكنت غالبية الشركات الكبرى من مضاعفة أرباحها حتى وصلت إلى أكثر من 10 مرات في العالمية القابضة، وكذلك مضاعفة أرباح كل من طاقة وأبوظبي التجاري بنحو 3.6 مرة و4.4 مرة مقارنة بالربع الأول من 2020، بما يؤكد قدرة الشركات الإماراتية الكبرى من التعافي من تداعيات كورونا.
وبحسب الإحصائية، تمكنت 6 شركات وبنوك من تحقيق أرباح تتجاوز المليار درهم من بينها 3 تمكنت من تجاوز أرباحها الـ2 مليار درهم.
البنوك
وتصدر أبوظبي الأول أرباح الشركات الكبرى من حيث القيمة، حيث حققت مجموعة بنك أبوظبي الأول أرباحاً صافية بلغت 2.5 مليار درهم خلال الربع الأول من العام الجاري بارتفاع نسبته 3% مقارنة بـ2.4 مليار درهم خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
وسجل صافي المخصصات انخفاضاً بنسبة 36% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020، ما يعكس تحسن الظروف الاقتصادية والحفاظ على هوامش المخصصات، بينما انخفضت التكاليف التشغيلية بنسبة 3% نتيجة مواصلة التركيز على ضبط التكاليف والاستثمار في المبادرات الرقمية والاستراتيجية.
بينما حقق الإمارات دبي الوطني أرباحاً بلغت 2.3 مليار درهم بزيادة 12%، مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق و76% مقارنة بالربع السابق.
وقال البنك إن النتائج القوية التي حققها بنك الإمارات دبي الوطني في الربع الأول تتيح له تسريع وتيرة الاستثمار في التكنولوجيا الرقمية وشبكته الدولية لدعم النمو المستقبلي، وانخفضت مخصصات انخفاض القيمة بنسبة 31% مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق نتيجة الانخفاض الملحوظ في صافي كلفة المخاطر بواقع 158 نقطة أساس على خلفية تطبيق نهج تكوين المخصصات التحوطي في الأرباع السابقة.
بينما بلغ صافي أرباح دبي الإسلامي نحو 853 مليون درهم، بانخفاض على أساس سنوي، ولا يشمل مكاسب لمرة واحدة في الربع الأول من عام 2020 والتي بلغت مليار درهم، وعلى أساس ربعي، ارتفع صافي أرباح البنك بنسبة 2.33% مقابل 35 مليون درهم في الربع الرابع من العام الماضي، بينما تراجعت بنسبة 23% مقارنة بالربع المقابل في 2020 بأرباح بلغت 1.11 مليار درهم.
وخلال الفترة بلغ صافي أرباح أبوظبي التجاري 1.121 مليار درهم بارتفاع بنسبة 436% مقارنة بالربع الأول من عام 2020، وبارتفاع نسبته 11% مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي.
وأكد عضو المجلس الاستشاري في معهد «تشارترد» للأوراق المالية والاستثمار والمحلل المالي، وضاح الطه، لـ«الرؤية» أن نتائج أعمال البنوك الإماراتية خلال الربع الأول أكدت قدرة الإمارات على التعافي خاصة مع تراجع المخاطر المحيطة بالقطاع المصرفي.
وتابع: "أدى تراجع المخاطر إلى انخفاض مخصصات البنوك متوقعاً انعكاس انخفاض المخصصات بشكل إيجابي على نتائج أعمال البنوك في الربع الثاني من العام، خاصة مع زيادة أعداد التطعيمات والفتح التدريجي للاقتصاد وسط توقعات بالفتح الشامل بحلول منتصف العام".
العقار
وخلال الربع الأول من العام الجاري، سجلت إعمار العقارية المدرجة في سوق دبي المالي أرباحاً صافية بقيمة 657 مليون درهم، مقارنة بنتائج الفترة ذاتها من 2020 والتي بلغت 609 ملايين درهم، محققة نمواً بنحو 8%.
ووصلت إيرادات الشركة خلال الربع الأول من العام الجاري إلى 5.99 مليار درهم، محققة زيادة بنسبة 12% مقارنة بإيرادات الفترة ذاتها من عام 2020 والتي بلغت 5.328 مليار درهم، وذلك معززة بمبيعاتها العقارية القوية.
بينما ارتفعت أرباح الدار العقارية بنسبة 80% في الربع الأول من عام 2021 مسجلة 544 مليون درهم، مقابل 302 مليون درهم في الربع المقابل من العام الماضي.
وارتفعت إيرادات الشركة بنحو 16% في الربع الأول من العام الجاري على أساس سنوي مسجلة 2.014 مليار درهم، بينما ارتفعت مبيعات العقارات لتتجاوز مليار درهم للربع الثالث على التوالي، لترجع الشركة النمو في المبيعات إلى عودة ثقة المستهلك، لا سيما مع تسارع حملات تطعيم سكان الإمارات.
الطاقة
ويبدو أن انتعاش أسعار النفط خلال العام الجاري انعكس على أداء شركات الطاقة لتتمكن شركة أبوظبي الوطنية للطاقة من تحقيق أرباح صافية في الربع الأول من العام الحالي قدرها 1.4 مليار درهم، وذلك مقارنة بخسائر بلغت 596 مليون درهم في الفترة المقارنة من العام الماضي.
وحققت المجموعة إيرادات بقيمة 10.3 مليار درهم، بزيادة قدرها 3% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، ونتج ذلك بشكل رئيسي عن ارتفاع أسعار السلع الأساسية في قطاع النفط والغاز.
كما حققت شركة أدنوك للتوزيع أرباحاً صافية بلغت 631 مليون درهم خلال الربع الأول من العام الحالي 2021 بنمو 57.8% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي مدفوعة بتحسن الهوامش وتقلص النفقات التشغيلية، في حين بلغت الأرباح قبل خصم الفوائد والضريبة والاستهلاك والإطفاء 817 مليون درهم بنمو 46.9%.
وخلال الفترة حققت «مجموعة اتصالات» أرباحاً صافية موحدة بعد خصم حق الامتياز الاتحادي، بلغت 2.3 مليار درهم خلال الربع الأول من العام الجاري بزيادة سنوية وصلت نسبتها إلى 7.9% وبهامش صافي ربح نسبته 18%.
وبلغت قيمة إيرادات «مجموعة اتصالات» الموحدة 13.2 مليار درهم، في حين وصلت الأرباح الموحدة قبل احتساب الفائدة والضريبة والاستهلاك والإطفاء إلى 6.8 مليار درهم، بزيادة سنوية بلغت نسبتها 0.7%، وبهامش سنوي نسبته 51%.
وكانت العالمية القابضة (صاحبة أكبر وتيرة ارتفاع في الأرباح خلال الفترة)، حيث قفزت أرباحها بنحو 1079% على أساس سنوي لتصل إلى نحو 1.3 مليار درهم في الربع الأول من 2021، وذلك بجانب ارتفاع إيرادات الشركة بأكثر من 200% لتصل إلى نحو 2.3 مليار درهم بالفترة ذاتها.
وأرجعت الشركة التحسن الكبير في أرباحها يعزى بشكل رئيسي إلى أداء عمليات الرعاية الصحية والأرباح المنسوبة إلى عمليات الاستحواذات والاستثمارات التي تم تنفيذها بالربع الثاني من عام 2020.