الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«جلفار».. 4 عقود من النجاح في ترسيخ صناعة الدواء في الدولة

تعد الصناعات التحويلية من أبرز القطاعات الرئيسية في مجال الصناعة، وتساهم في تعزيز استراتيجية التنويع الاقتصادي المعتمدة في دولة الإمارات.

وتعتبر الصناعات الدوائية إحدى الصناعات التحويلية التي تسهم في دعم الاقتصاد الوطني بصورة عامة وأولت دولة الإمارات صناعة الأدوية اهتماماً كبيراً، وقدمت له الدعم الحكومي النوعي الذي كان له دور رئيسي في تدشين وإنشاء العديد من الشركات الدوائية المحلية التي فرضت نفسها بريادتها في هذا القطاع على المستوى العربي والإقليمي والعالمي.

ومن أوائل الشركات التي اعتمدت هذا النوع من الصناعات في دولة الإمارات شركة الخليج للصناعات الدوائية «جلفار»، التي استطاعت على مدى 40 عاماً منذ إنشائها أن تحقق ريادة على جميع المستويات في هذا القطاع، وأن تصبح نموذجاً للشركات الوطنية الناجحة والرائدة والمساهمة بدور حيوي في ترسيخ صناعة الدواء في الدولة، وقدمت دليلاً واضحاً على أن الإمارات تمتلك الإمكانات البشرية والفنية والعلمية واللوجيستية التي تتيح لها الانخراط في هذه النوعية من الصناعات.

واستطاعت «جلفار» من خلال الدعم الحكومي الذي شمل دعماً تكنولوجياً ولوجيستياً إضافة إلى التشريعات الحكومية المشجعة على الاستثمار أن تعزز وتطور من قدراتها وإنتاجها، وأن تكون من أقوى الشركات الوطنية المنافسة في الأسواق العالمية بشكل فعَّال.

كما استطاعت على مدار 4 عقود أن تعزز مكانتها الرائدة من خلال توفير حلول طبية وأدوية مبتكرة وعالية الجودة بأسعار مقبولة في جميع أنحاء العالم إلى جانب التوسع عالمياً بفضل قاعدة منتجاتها المتنوعة التي تشمل 390 منتجاً تستهدف قطاعات علاجية رئيسية تتضمن أمراض المعدة والألم والعناية بالجروح والحروق والمضادات الحيوية وأدوية علاج القلب والأوعية الدموية وداء السكري.

وتمتلك «جلفار» 16 منشأة تصنيع معتمدة حول العالم، من بينها 13 منشأة في الإمارات تتميز بقدرة إنتاجية سنوية مركبة تصل إلى 300 مليون عبوة دواء سنوياً، بالإضافة إلى قدرتها على إنتاج أكثر من 6 ملايين وحدة من عبوات المستشفيات الكبيرة، إضافة لمنشأة المستحضرات البيوتكنولوجية والخاصة بحلول السكري والفشل الكلوي والتي تتمتع بالقدرة على إنتاج 1150 كيلوغراماً من المادة الفعَّالة المستخدمة في إنتاج بلورات الأنسولين البشري المؤتلف والإريثروبويتين سنوياً.

ويعمل لدى الشركة في الوقت الحالي 2500 موظف حول العالم من بينهم 200 مواطن إماراتي في المقر الرئيسي بإمارة رأس الخيمة. وقد وفرت الشركة العديد من الفرص التدريبية المؤهلة لتشغيل أبناء الدولة في القطاع الصيدلي خلال الأعوام الماضية. وتمتلك مركزاً متخصصاً للتدريب والتطوير الشخصي يسمى مركز جلفار للتدريب «جي تي سي»، وهو معتمد من قبل معهد القيادة والإدارة البريطاني «آي إل إم»، ويوفر تدريبات على المهارات الفنية والشخصية لجميع لموظفي الشركة والمتدربين لديها من الجهات الخارجية التي يتم التعاون معها سواء كانت جهات حكومية أو جامعات، إلى جانب إدارة المركز لدورات تدريبية داخلية للطلبة ودورات تدريبية صيفية للمدارس المحلية والجامعات.

وتساهم شركة الخليج للصناعات الدوائية في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» من خلال تبنيها استراتيجية جديدة على الصعيدين المحلي والعالمي في قطاع التكنولوجيا الحيوية، بتوسيع قاعدة المنتجات الدوائية لتشمل التقنيات التكنولوجية والحيوية الحديثة والبدء في إنتاج الأنسولين في منشآت الشركة الاستثمارية البالغة كلفتها 150 مليون دولار، وهي أول شركة في الشرق الأوسط تنجح في تصنيع المواد الخام اللازمة لصناعة الأنسولين والإريثروبويتين.

وتعمل الشركة وفق خططها المستقبلية على إدخال مجموعة من الأدوية البيولوجية الجديدة التي ستتكامل مع الأدوية البيولوجية الحالية المنتجة من الشركة، وذلك بهدف تقديم حلول صحية متكاملة لمجموعة من الأمراض من خلال تطوير أكثر من 150 صنفاً دوائياً جديداً أغلبها لم يتم تسويقه من قبل في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والتي ستكون إضافة رائدة ومميزة للشركة بين كبار منافسيها، وستتمكن من خلالها وعبر السنوات القادمة من أن تصبح الشركة الرائدة في المنطقة بالكامل.

وتصدر «جلفار» منتجاتها إلى 30 وجهة ممثلة في العراق والسعودية ولبنان والجزائر والأردن والمغرب ومصر والكويت بنسبة 20%، بينما تشكل بقية وجهات التصدير نسبة 80% من إجمالي الحصة التصديرية.

وفي الوقت الذي تعمل فيه حكومة الإمارات على تطوير استراتيجية متكاملة تركز على زيادة حصة الإنتاج الدوائي في الإمارات لتلبية احتياجات القطاع الطبي في الدولة، من مستشفيات ومراكز صحية حكومية وخاصة، استجابة لتفشي وباء «كوفيد-19»، وتعزيزاً لقدرات المصانع المحلية على عقد شراكات مختلفة فيما بينها ومع الشركات العالمية المتقدمة، لتتمكن من إنتاج أدوية ولقاحات، واصلت جلفار تكريس خطوط الإنتاج لتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية التي زاد عليها الطلب خلال الجائحة مثل خافضات الحرارة، والمضادات الحيوية، ومسكنات الآلام، والفيتامينات وأدوية السعال كجزء من استراتيجية المسؤولية المجتمعية التي تتبناها.

وضمن جهودها للتصدي لجائحة فيروس «كوفيد-19»، عملت عن كثب مع حكومة الإمارات العربية المتحدة حيث أبرمت الشركة اتفاقية لتعبئة وإنتاج لقاح «حياة - فاكس» وذلك لتلبية الطلب المحلي والإقليمي على اللقاح.

وخصصت جلفار جزءاً كبيراً من خطوط إنتاج وتعبئة القوارير القابلة للحقن لإنتاج اللقاح، ما يؤكد حرص شركة الخليج للصناعات الدوائية - جلفار على مواصلة العمل على نمو و تطوير الصناعات الدوائية في دولة الإمارات وتعزيز إنتاج الأدوية المبتكرة محلياً.