الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

قمة سيتي سكيب تُسلط الضوء على تحوّل الإمارات إلى مركز ثقل للاقتصاد العالمي

قمة سيتي سكيب تُسلط الضوء على تحوّل الإمارات إلى مركز ثقل للاقتصاد العالمي

كريس سبيلر، مدير مجموعة سيتي سكيب لدى شركة إنفورما ماركتس.

افتتح سلطان بطي بن مجرن مدير عام دائرة الأراضي والأملاك بدبي فعاليات قمة سيتي سكيب اليوم في أحدث دوراتها التي انطلقت بمشاركة مجموعة من أبرز الخبراء الحكوميين والمتخصصين وقادة الرأي، الذين اجتمعوا في مركز دبي للمعارض على أرض إكسبو 2020 دبي من المنطقة وسائر أنحاء العالم، لمناقشة مجموعة من المواضيع الكفيلة برسم الملامح الحالية والمستقبلية للقطاع العقاري.

وتناول إيان غولدين، أستاذ العولمة والتنمية بجامعة أوكسفورد، الآفاق الاقتصادية العالمية وطرح آراءه حول مستقبل الاقتصاد العالمي والتعقيدات التي تواجهها دبي وقطاعها العقاري. ويرى غولدين أنّ مُدناً قليلة حول العالم نجحت في تحقيق ما وصلت إليه دبي خلال العقود الستة الماضية، لا سيما في ضوء خطة دبي الحضرية 2040 والتعديلات التي أقرّتها على قوانين العقارات والإقامة.

وقال غولدين: «ستختلف طبيعة الاقتصاد العالمي بالكامل بحلول عام 2040 عمّا تبدو عليه في يومنا الحالي، حيث ستمتلك الصين أقوى اقتصاد عالمي بلا منازع مع استحواذها على 18% من إجمالي النشاط الاقتصادي العالمي، بينما ستتراجع الولايات المتحدة من المركز الأول إلى المركز الثالث، وستتجاوزها الهند باستحواذها على 15% من النشاط الاقتصادي العالمي، في حين تتبع إندونيسيا الولايات المتحدة عن كثب، بنسبة 10% من النشاط الاقتصادي العالمي».

وحدّد غولدين بعضاً من القطاعات الرئيسية في الإمارات، والتي أطلق عليها «قطاعات النمو»، حيث قال: «تتزايد حصة قطاعات مثل التصنيع والخدمات والتحول الرقمي والخدمات المالية والضيافة والتقاعد والرعاية والصحة والتعليم، من أنشطتنا الاقتصادية. ويضع هذا بدوره كُلّاً من دولة الإمارات ودبي في موقع مثالي، لا سيما أنّها قطاعات تتفوق فيها الإمارات. ويرغب الكثير من الأشخاص في القدوم إلى هُنا للاستمتاع بالعمل في هذه القطاعات، ما يترك تداعيات كبيرة على سوق العقارات والقطاع العقاري في الدولة ككل. نشهد بالفعل تعافي السوق إلى مستويات تُقارب تلك المُسجلة قبل بدء أزمة كوفيد-19، وأعتقد أنّ هذا المنحى سيكون مستداماً».

وأطلقت كُلٌّ من دائرة الأراضي والأملاك بدبي وشركة جونز لانغ لاسال أحدث نسخة من تقرير مؤشرات أسعار العقارات التجارية في دبي اليوم على هامش قمة سيتي سكيب. وأشار التقرير إلى أنّ دائرة الأراضي والأملاك بدبي سجّلت حوالي 2845 صفقة عقارية بقيمة إجمالية وصلت إلى 33.9 مليار درهم إماراتي، خلال الربع الثالث لعام 2021. وارتفعت أحجام الصفقات بنسبة 1% مقارنة بالربع السابق وارتفعت بنسبة 34% على أساس سنوي.

وقال خلوار خان، رئيس قسم البحوث لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا لدى جي إل إل: «تُوضح هذه الأرقام ما شهده عام 2021 من زيادة ملموسة في حركة الأسعار في هذا القطاع بالمقارنة مع العام الماضي. وشكّلت صفقات البيع، والتي تُمثل العقارات التجارية المُباعة نقداً، النسبة الأكبر من إجمالي حجم الصفقات المُسجلة خلال الربع الثالث من العام الجاري. واستحوذ هذا العُنصر على 74% من الرقم الإجمالي، ويليه الرهن العقاري عند 18% والهدايا عند 2%. وفي الوقت ذاته، بلغت قيمة صفقات الرهن العقاري 20.3 مليار درهم إماراتي في الربع الثالث من عام 2021، أي ضعف قيمة الصفقات النقدية».

وبدوره، تطرق إيان ألبرت، الرئيس التنفيذي لشركة كوليرز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى الزيادة الكبيرة في الاستثمارات العقارية ودور معدلات تحصيل الإيجارات، بوصفها أحد فئات الأصول، في زيادة جاذبية هذا القطاع في أوساط المؤسسات والصناديق الاستثمارية. وقال: «أصدرت مجموعة جروسفينور العقارية في عام 2014 تقريراً حول المدن المرنة، تناولت فيه طُرقاً جديدة وأكثر كفاءة للتفكير بالاستثمارات العقارية. وناقش التقرير المسألة من منظورين مختلفين للتقييم، سُمي الأول بمقياس سُرعة التأثر، والذي تناول سرعة تأثر المدن بعوامل مثل التغير المناخي والتغيرات الصناعية؛ وتناول المقياس الثاني قابلية التكيف، مثل مسائل الحوكمة وسُرعة قدرة المؤسسة على تغيير طبيعتها. وتُعد المرونة ثمرة الأرقام التي يتوصل إليها هذين المقياسين».

وتحدّث ناصر بوشهاب، المدير التنفيذي لقطاع الاستراتيجية والحوكمة المؤسسية بهيئة الطرق والمواصلات بدبي، أيضاً خلال اليوم الأول من القمة حول رؤية دبي 2040 ودورها في رسم ملامح القطاع العقاري والاستثمار فيه مستقبلاً. وأشار بوشهاب إلى أنّ تصميم المجتمعات الصحية والنابضة بالحياة والبرنامج الوطني للإسكان سيشكلان محور النمو المستمر لقطاع دبي العقاري.

وقال بوشهاب: «تتمحور خطة دبي الحضرية 2040 حول تطوير خمسة مراكز حضرية رئيسية والاستثمار فيها، بما فيها 3 مراكز قائمة ومركزان جديدان. وستُسهم هذه الخطوة في دعم نمو القطاع الاقتصادي وزيادة فرص العمل في جميع أنحاء المدينة. وتُعد إكسبو 2020 دبي وواحة دبي للسيليكون منطقتين جديدتين، تتسمان بأهمية كبيرة في مجالات السياحة والأبحاث والفعاليات. ومن جانب آخر، طرحت خطة دبي الحضرية 2040 ما يزيد على 120 مشروعاً ومبادرة استراتيجية من خلال الاستثمار الحكومي المباشر أو الشراكات مع القطاع الخاص أو جذب الاستثمار الأجنبي المباشر. وصُممت هذه المبادرات والمشاريع بشكل خاص لرسم ملامح قطاع اقتصادي جديد ومتقدم، فضلاً عن دعم القطاع الحيوية الأخرى، مثل القطاع السياحي وقطاع الخدمات اللوجستية».

وبدوره، قال كريس سبيلر، مدير مجموعة سيتي سكيب لدى شركة إنفورما ماركتس: «ستخوض قمة سيتي سكيب، التي تنعقد في مركز دبي للمعارض على أرض إكسبو 2020 دبي، في آفاق استدامة طموحاتنا ورؤانا المستقبلية».