الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

برنامج «أجيال المستقبل» يستكشف دور الروبوتات في تطوير الصناعة العالمية

برنامج «أجيال المستقبل» يستكشف دور الروبوتات في تطوير الصناعة العالمية

اختتم أسبوع القمة العالمية للصناعة والتصنيع 2021 فعالياته بمشاركة واسعة من الشباب وطلاب الجامعات والخريجين الذين استمعوا لآراء خبراء الصناعة والتكنولوجيا حول دور التقنيات المتقدمة وتأهيل الكوادر البشرية في تطوير القطاع الصناعي العالمي.

وانعقد برنامج أجيال المستقبل، المكرس لتمكين الشباب من الاضطلاع بدوره في ريادة صناعات المستقبل وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، بهدف تبادل المعارف والخبرات وتنمية المهارات وتسهيل التواصل بين الشباب وخبراء الصناعة.

وشهد برنامج أجيال المستقبل سلسلة من الدورات التدريبية وورش العمل التي قدمها خبراء الصناعة والتكنولوجيا من القطاعين العام والخاص. واستضافت جلسات البرنامج ممثلين عن كل من مؤسسة دبي للمستقبل، ومبادلة، وجنرال موتورز، وجي42، و«إس إيه بي»، وأكسنتشر، وشنايدر إلكتريك.

المستقبل الآن

وسلطت مونيكا هيرنانديز ألاركون، مديرة إدارة الموارد البشرية في «إيه إم إي أوو»، في جلسة نقاشية بعنوان «المستقبل الآن»، الضوء على نهج جنرال موتورز في إدارة المواهب مع التركيز على التنوع والمساواة والشمول باعتبارها من أبرز العوامل التي تؤثر على الأداء والتي تلعب دوراً في صياغة «ثقافة العمل»، معرفةً الثقافة بأنها «ما تفعله عندما لا يشاهدك أحد».

مستقبل التنقل

وفي جلسة مخصصة لوسائل النقل المستقبلية، حذر غاري ويست، المدير العام لقسم وسائل النقل المستقبلية في جنرال موتورز، من أنه بحلول عام 2030، سيتسبب الازدحام المروري في الولايات المتحدة بإهدار أموال طائلة. وأشار إلى أن حوادث السير تتسبب في وفاة 1.3 مليون شخص سنوياً، منهم 13 ألفاً في دول مجلس التعاون الخليجي. وفي الوقت نفسه، فإن نحو 85% من المركبات المستخدمة داخل المدن بها راكب واحد فقط. و95% من الوقت تكون السيارات الخاصة غير مستخدمة، ومن المثير للقلق أن عام 2020 قد سجل مستويات قياسية عالية من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

أساسيات الذكاء الاصطناعي

وفي السياق ذاته، وخلال جلسة حول «أساسيات الذكاء الاصطناعي»، قال الدكتور بولبابا بن عمر، كبير العلماء في معهد التأسيس للذكاء الاصطناعي (IIAI)، ذراع الذكاء الاصطناعي في شركة «جي42»: «إن الهدف الرئيسي للمعهد هو تحليل البيانات وتقديم المعرفة، مشيراً إلى توظيفهم الذكاء الاصطناعي لجمع البيانات وتحليلها وإيجاد حلول أكثر كفاءة للتحديات المختلفة».

وقال: «تستند ثورة الذكاء الاصطناعي إلى الشبكات العصبية العميقة، التي تتضمن نماذج رياضية للشبكات العصبية البيولوجية في دماغ الإنسان والتي تعمل كنوع من وحدات المعالجة التي تنتقل البيانات من خلالها».

وأضاف: «يتم تطبيق الذكاء الاصطناعي بشكل شائع في تحليل الصور والفيديو، حيث يتيح التعرف على العناصر في الصورة وتتبعها بالإضافة إلى التقسيم الدلالي وتقدير العمق - وهو مفيد بشكل خاص في المركبات المستقلة، حيث تعمل رؤية الحاسوب المدعومة بالذكاء الاصطناعي وكأنها «عيون السيارة». وسلط بن عمر الضوء على مجال آخر يلعب فيه الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً، ألا وهو الرعاية الصحية، حيث يتم استخدامه في التصوير الطبي لفصل الأعضاء الفردية وتحديد التشوهات، وكذلك في التنميط الجزيئي، وهو أمر حيوي في دراسة متغيرات فيروس كورونا.

مهارات المستقبل

وفي جلسة نظمتها شركة «مبادلة» بعنوان «مهارات المستقبل»، أكد الدكتور فتحي فنيش، المتخصص في هندسة وحلول الطيران والمستشار لدى «مبادلة»، أن المستقبل يبدأ اليوم، فأجهزة الكمبيوتر العملاقة المتفوقة قادرة على إنجاز تريليون عملية فردية في الثانية، والعالم على مقربة من إطلاق طائرة ركاب تنقل الناس بثلاثة أضعاف سرعة الصوت، وهي أمثلة عن السرعة الهائلة التي سيتغير بها سوق العمل ومختلف جوانب الحياة البشرية في المستقبل القريب.

وقال خبير تقنيات الطيران إن الروبوتات لن تستطيع أن تحل محل البشر أبداً، فاستخدامها سيخلق وظائف جديدة للكفاءات البشرية في مجالات البرمجة، واتخاذ القرارات الواعية بعد تحليل البيانات، إضافة إلى تعليم الآلات، وضمان كفاءة تشغيلها وإدارتها وتنظيم عملها، مبيناً أن وظائف المستقبل ستكون فرصاً واعدة لكل من يمتلكون مهارات إبداعية تصمم وتنفذ وتوسع تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وتتيح لكفاءات المستقبل القدرة على العمل في أي مكان حول العالم.

تحليل البيانات وإنترنت الأشياء

وفي جلسة نظمتها «أكسنتشر للأبحاث» بعنوان «تحليل البيانات وإنترنت الأشياء»، أكدت هدى حمود، استشارية هندسة البيانات لدى «أكسنتشر»، أن دولة الإمارات تسير على الطريق الصحيح لتصبح وجهة دولية لتوظيف أحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي وتقنيات تعلّم الآلة عبر تمكين العامل البشري في منظومة متكاملة لعلم البيانات وتحليلها من أجل توفير تجربة متكاملة في مجتمعات المستقبل الذكية.

وعرضت حمود لكيفية استخدام «إكسبو 2020 دبي»، الحدث العالمي الأبرز على أرض الإمارات، لأكثر من 150 خدمة رقمية مستقبلية بالتعاون مع «أكسنتشر» لتعزيز تجارب الزوار من خلال توظيف التقنيات المتقدمة لتحليل البيانات باستمرار بهدف تقديم تجربة أفضل في المستقبل.

وشرحت حمود مفهوم التعلم العميق للآلات، والذي يقوم على محاكاة السلوك والتفاعل البشري، المطبق اليوم بشكل كبير في مجالات عدة مثل الطب لتسريع التشخيص المبكر.

روّاد أعمال المستقبل

وفي جلسة نظمتها أيضاً «أكسنتشر» للأبحاث بعنوان «رواد أعمال المستقبل»، قدمت أسماء شباب، مدير أول استشارات الابتكار لدى «أكسنتشر»، تعريفاً لرواد الأعمال الشباب على أنهم الأشخاص الذي يمتلكون مهارات القيادة الواعية والملهمة التي تمنح الأمل، والقدرة على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.

وترى أسماء أن رواد الأعمال الشباب سيركزون على حل المشكلات والأزمات بدلاً من التركيز على الأفكار والاختراعات بحد ذاتها، ويعيدون النظر في محيطهم، ويمتلكون أهدافاً طموحة وملهمة ومفيدة للتنمية والمعرفة البشرية.

مهارات للغد

وفي جلسة نظمتها شركة «شنايدر إلكتريك» بعنوان «مهارات للغد»، قال المحاضر أليكس معلوف، مدير الاتصال المؤسسي لدى «شنايدر إلكتريك»، إن عالم اليوم قائم على التكنولوجيا المتقدمة وإنترنت الأشياء جزء حيوي من مستقبله.

ولخّص معلوف المهارات المطلوبة للمستقبل بثلاثة مهارات أساسية تتمثل في التعلّم مدى الحياة، والتفكير بشكل شامل بالمشاريع لا بالمهام، والحرص على التطور والتأقلم المستمر والانفتاح على التغيير، مؤكداً أن ذلك يتمثل في دبي كمدينة ذكية والعديد من المدن العالمية التي سرّعت أزمة وباء كورونا جهود التحول الرقمي فيها تمهيداً لما ستكون عليه مجتمعات المستقبل.

وحدد معلوف 5 مجالات ستتغير في المستقبل القريب بفضل التكنولوجيا بما في ذلك توظيف التكنولوجيا لتقديم حلول مستدامة، وهو ما ستبرزه قمة المناخ العالمية المقبلة «كوب 28» التي تستضيفها دولة الإمارات عام 2023، وثانياً تمكين الحلول الرقمية للأفراد، كما في استخدام الواقع المعزز لتسهيل القيام بأعمال الصيانة المعقدة، وثالثاً، استحداث التكنولوجيا لأنماط عمل جديدة غير مسبوقة، بحيث تكون كل خيارات العمل الهجين شاملة للمزيد من الفئات، ورابعاً، استعاضة منظومات العمل التقليدية بمنظومات العمل الافتراضية، بحيث يصبح العمل والتعلم عن بعد مساراً ناجحاً، وذلك كله تحت عامل خامس بالغ الأهمية لنجاح العناصر الأربعة الأخرى وهو الأمن السيبراني الذي يضمن استفادة الأفراد والمجتمعات من التكنولوجيا وتطبيقاتها بشكل آمن.

مبادرات ملهمة

وخلال جلسة بعنوان «مهارات مستقبلية»، أكد وسام قاضي، مدير المبادرات العالمية لدى «إس إيه بي»، أن الشركة حريصة على المساهمة في جهود تطوير مهارات المستقبل لدولة الإمارات، حيث أطلقت الشركة عدداً من المبادرات مثل «إس إيه بي ثينكرز ليرنينك فيستيفال»، و«إس إيه بي ليرنينك هب»، و«إس إيه بي نيكست- جين لابز»، و«إس إيه بي يونيفيرسيتي ألايانس»، وعدد من المبادرات الأخرى في الدولة وخارجها.

رؤية إنسانية للمستقبل

وعرضت الجلسة الختامية للقمة بعنوان «عقلية المستقبل»، والتي قدمتها أسماء الحامد، أخصائية بناء القدرات في «مؤسسة دبي للمستقبل»، نظرة معمقة حول الركائز الثلاث لامتلاك نهج مستدام فاعل لاستشراف المستقبل على مستوى الأفراد والمؤسسات والحكومات والدول، وهي الموقف الإيجابي، والمنظور المختلف، والمهارات المتقدمة. والتي ستمكننا من تخطي تحديات المستقبل مثل الهجرة، واستنزاف الموارد الطبيعية، والعولمة وإيجاد الحلول الناجحة لها.