أحدثت الأزمة السياسية بدولة كازاخستان، ثاني أكبر دولة في العالم من حيث تعدين البيتكوين، إضافة لتأكيد الفيدرالي ميله لرفع الفائدة ومن ثم زيادة كلفة الاقتراض، زلزالاً قوياً فاقم خسائر سوق العملات الرقمية خلال تعاملات اليوم الجمعة.
وحسب بيانات موقع «كوين ماركت كاب»، المتخصص برصد أداء العملات الرقمية، تراجعت عملة بيتكوين بنحو 634.2 دولار، ما يعادل نسبة هبوط 1.5%، لتصل إلى 42.22 ألف دولار وهو أدنى مستوى لها منذ مطلع سبتمبر الماضي، وذلك بحلول الساعة 05:00 عصراً بتوقيت الإمارات.
وتراجعت القيمة السوقية لعملة «بيتكوين» إلى 799.86 مليار دولار من 877.27 دولار، لتخسر نحو 77.41 مليار دولار ما يعادل 8.8% وذلك خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأتى الانهيار الكبير للعملة الرقمية الأكبر من حيث القيمة السوقية بعد أن انتشرت تقارير تبين أن الأزمة السياسية في كازاخستان أدت في اختفاء الملايين من عملات البيتكوين بسبب انقطاع الإنترنت، وهو ما أدى لتوقف منصات التعدين داخل كازاخستان عن العمل.
وعصفت الأزمة الكبرى بعالم البيتكوين، حيث إن كازاخستان الدولة الواقعة جوار روسيا والصين أصبحت ثاني أكبر دولة في العالم من حيث تعدين البيتكوين وتمتلك ما يصل إلى 18% من البيتكوين المعدن حول العالم.
وبسبب التظاهرات وأحداث العنف وبانقطاع الإنترنت بشكل كامل عن عموم دولة كازاخستان خلال الأيام الماضية اختفت ملايين العملات المشفرة من الإنترنت وتعرضت العملة لانهيار حاد.
وأتت تلك الخسائر القوية أيضاً اليوم بسوق العملات المشفرة مع ارتفاع كلفة الاقتراض، واتجاه البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة والذي أكده محضر مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي حيث أثر ميله لسياسة نقدية أكثر تشدداً.
وأكد مستشار أسواق مال عالمية، محمد مهدي عبدالنبي، إن سوق العملات الرقمية يمر بمرحلة تصحيح سعري كانت متوقعة بعد تضخم الأسعار ووصول البيتكوين بالقرب من 60 ألف دولار وهو ما تزامن مع وجود عاملين مهمين أولها،
الاضطرابات السياسية الجارية بكازاخستان التي تستحوذ وحدها على 18% من نشاط تعدين البيتكوين بالعالم وهو ما أدى لتراجع أنشطة المعدنيين على كثير من المنصات لقرابة 20%، ومن ثم رفع مؤشر المخاوف لأعلى مستوياته منذ 6 أشهر والذي وقع عند 15 نقطة أي مرحلة الخوف الشديد.
ولفت إلى أن ما يحدث حالياً بسوق العملات الرقمية هو سحب سيولة كبيرة منه مقابل الاستثمار في الدولار لا سيما بعد خروج توقعات من قبل مسؤولين بالفيدرالي الأمريكي قد يرفع الفائدة بحلول مارس المقبل للسيطرة على معدلات التضخم التي وصلت إلى مستويات قياسية.
وأوضح «عبدالنبي»، أنه وبعد الهبوط الحاد الذي شهدته العملات الرقمية قام عدد من كبار مستثمريها بدعم الأسواق ببعض التصريحات والتوقعات المتفائلة والتي جاء أولها من «جولدمان ساكس بنك» الذي يتوقع بلوغ البيتكوين حاجز المئة ألف دولار إلا أن ذلك لم يفلح وشهدنا انهياراً للعملات المشفرة الكبرى.
ومن جانبه، قال إياد عارف مؤسس مركز «نمازون» للأبحاث الاقتصادية، إن التصحيح القوي الذي يحدث بالبيتكوين وبالعملات المشفرة عامة سيؤدي إلى وصولها لمستويات جيدة للشراء، مشيراً إلى أن مرحلة التصحيح السعري بدأت منذ يومين ومن المتوقع أن تنتهي حينما يكون البيتكوين عند مستوى أقل من 35 ألف دولار.
وأوضح إياد عارف أن التوقعات التي ظهرت مؤخراً للبيتكوين ووصوله إلى مستوى 100 ألف دولار قد نشهدها ولكن خلال العشرة أشهر القادمة أو بعدها بمدة لا تتجاوز العام، لافتاً إلى أن ما يحدث في سوق العملات الرقمية الأداة الاستثمارية الأكثر ربحاً بالعام الماضي من الطبيعي وذلك لأن أسعارها تضخمت بشكل يستدعي التصحيح وهو ما نرجح أن يحدث في وول ستريت قريباً وخصوصاً بأسهم التكنولوجيا صاحبة الشركات الشهيرة الكبرى.
وعلى مستوى العملات المشفرة الأخرى وخلال تعاملات اليوم، تراجعت عملة «إيثريوم» 3.5%، وهي ثاني أكبر عملة مشفرة بالعالم، بالغة مستوى 3.23 ألف دولار، ونزلت عملة «بينانس كوين» 1.9% لتصل إلى نحو 454.2 دولار.
وتراجعت عملة «سولانا» 5.5% بالغة نحو 139.58 دولار، ونزلت عملة «بلوكادوت» 1.7% بالغة نحو 25.55 دولار.. وانخفضت عملة «دوغ كوين» 0.06% بالغة نحو 0.15611 دولار.
وخلال تعاملات اليوم، انخفضت قيمة العملات الرقمية السوقية الإجمالية إلى نحو 1.99 تريليون دولار، مقارنة بـ2.2 تريليون دولار لتخسر بذلك 210 مليارات دولار متراجعة 9.5%.