السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

مدفوعاً باضطرابات العرض.. خام برنت بلغ أعلى مستوياته في 3 سنوات

مدفوعاً باضطرابات العرض.. خام برنت بلغ أعلى مستوياته في 3 سنوات
بلغ سعر النفط الخام أعلى مستوياته في ثلاث سنوات الاثنين، بسبب اضطراب الإمدادات في ليبيا ونيجيريا ودول أخرى وزيادة الطلب، رغم انتشار المتحورة أوميكرون.

ووصل سعر خام برنت بحر الشمال 86,71 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2018 وأقل بسنتات فقط من مستوى لم يسجل منذ عام 2014.

وساهمت عوامل عدة في ارتفاع الأسعار بما فيها الاضطرابات التي يشهدها الإنتاج «في ليبيا ونيجيريا وأنغولا والإكوادور وأخيراً في كندا بسبب البرد القارس»، كما أوضح حسين سيد المحلل في مجموعة «إكزينيتي» للاستثمارات.


من جانبه، رأى وليد قدماني المحلل في شركة «إكس تي بي» المالية أن الأسواق «ما زالت تركز على التوازن الهش بين العرض والطلب الذي يبدو أن له تأثيراً كبيراً على تقلبات الأسعار خلال فترة الانتعاش الاقتصادي في مرحلة ما بعد الجائحة».


على سبيل المثال، تنتج نيجيريا منذ منتصف عام 2020، 0,5 مليون برميل أقل مما كانت تنتجه، أو 1,4 مليون برميل يومياً، وفقاً لأرقام مجموعة «سيب» المالية السويدية. كما تراجع المعروض في أنغولا منذ عام 2016 ليصل حالياً إلى 1,2 مليون برميل يومياً.

وتضاف إلى ذلك الأخطار الجيوسياسية. يقول بعض المحللين إنه في حال تصاعد الصراع بين روسيا وأوكرانيا مؤدياً إلى مزيد من الاضطرابات في إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، قد ترتفع أسعار الطاقة، وبالتالي أسعار النفط الخام.

والجمعة، اتهمت الولايات المتحدة روسيا بإرسال عملاء إلى أوكرانيا مكلفين تنفيذ عمليات «تخريبية» بهدف خلق «ذريعة» لغزو الدولة المجاورة. وما زاد من التوترات بين البلدين، هجوم إلكتروني كبير استهدف أوكرانيا.

كما أن أسعار الغاز الطبيعي التي ما زالت مرتفعة جداً، تساهم في ارتفاع أسعار النفط. ونتيجة لذلك، «ازداد الطلب على الديزل وزيت الوقود ليحلا مكان الغاز الطبيعي حيثما أمكن ذلك» وفق بيارن شيلدروب المحلل في «سيب» ومع زيادة الطلب، يتصاعد التوتر بين المنتجين.

أما المتحورة أوميكرون التي اعتقد في البداية أنها تشكل تهديداً على مشتريات النفط الخام، فأثبتت أن تأثيرها أقل حدة بالنسبة إلى الطلب من المتحورات السابقة، ولم تؤثر على مستهلكي الوقود.

أوبك في موقع قوة

وقال المحلل حسين سيد: «أعضاء أوبك (منظمة البلدان المصدرة للنفط) وحلفاؤهم هم الوحيدون القادرون على خفض الأسعار في هذه المرحلة عبر طريق ضخ مزيد من الخام».

وأوضح «لكن بدلاً من ذلك، من المرجح أن تلتزم دول أوبك+ استراتيجيتها المتمثلة في زيادة إنتاج النفط بشكل متواضع لأنها تستفيد من الأسعار المرتفعة الحالية».

وتعلن منظمة أوبك وحلفاؤها شهراً تلو الآخر زيادات هامشية في أهداف استخراج النفط فيما تعاني من أجل تحقيقها، وهو ما يؤدي إلى عدم إمكان تلبية الحاجات.

وأكدت المملكة العربية السعودية بعد اجتماع أوبك بداية العام، أن احترام الاتفاق وسقوف الإنتاج أمر ضروري. وبعبارة أخرى، لا يمكن الأعضاء الذين لديهم قدرة احتياطية التدخل للتعويض عن نقص إنتاج الأعضاء غير القادرين على التزام عتبة الإنتاج.

وتوقع جويل هانكوك من مجموعة «ناتيكسيس» المالية الفرنسية أن «فوارق إنتاج أعضاء أوبك+ تتسع، مع كون روسيا محرك العجز الكبير المقبل». ووفقاً له، نظراً إلى أن ارتفاع المعروض من النفط خارج أوبك+ وخارج الولايات المتحدة «ضعيف نسبياً»، سيكون «اللجوء إلى النفط الصخري الأمريكي ضرورياً لمواجهة النمو المتوقع في الاستهلاك».

ويتوقع العديد من المحللين الآن ارتفاع أسعار النفط الخام فوق 90 دولاراً للبرميل أو حتى أن يتخطى عتبة 100 دولار. وبالنسبة إلى حسين سيد «ما بدا مستحيلاً قبل أشهر، لديه الآن فرصة كبيرة لأن يتحقق».