الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

سوق يؤلم المستثمرين بعد تلاشي 100 مليار دولار من قيمته

سوق يؤلم المستثمرين بعد تلاشي 100 مليار دولار من قيمته
تسببت الأزمة في سوق العقارات في الصين في تقويض أسعار السندات وكبح مبيعاتها الجديدة. وتقلص سوق السندات التي تصنف دون المستويات الاستثمارية، أو السندات غير المرغوب بها في آسيا بشكل كبير، في حين تباطأ إصدار الديون الجديدة إلى حد كبير.

وشهد سوق السندات الدولارية للشركات غير الاستثمارية من الصين إلى إندونيسيا نشاطاً كبيراً، حيث اقترب حجم السوق من 300 مليار دولار قبل حوالي 18 شهراً. ويرجع الفضل في ذلك إلى مبيعات السندات الكبيرة من قبل مطوري العقارات الصينيين كشركة إيفراجراند.

ومنذ ذلك الحين، أدت سلسلة من حالات التخلف عن السداد وعمليات البيع الضخمة، إلى خسائر كبيرة للمستثمرين، ما أدى إلى تلاشي أكثر من 100 مليار دولار من قيمة أحد مؤشرات السندات، ويبلغ إجمالي القيمة السوقية للسندات الآسيوية ذات العائد المرتفع باستثناء تلك الصادرة عن الشركات المتعثرة حوالي 184 مليون دولار في الوقت الحالي، وفقاً لبيانات بلومبيرغ وباركليز ريسيرش.


وقالت أفانتي سيف العضو المنتدب لاستراتيجية الائتمان في آسيا في باركليز ريسيرش، إن ما يحصل أمر غير مسبوق تماماً، خاصة بالنسبة لأسواق الائتمان في آسيا. وأضافت أن قطاع العقارات الصيني ذي العائد المرتفع يتم التداول به كما لو أنه كان في ضائقة مالية، و60% من سندات المطورين الذين لم يتخلفوا عن السداد يتم تداوله بأقل من 40 سنتاً.


وفي الوقت الذي عزف فيه جميع المستثمرين عن الأصول ذات المخاطر العالية هذا العام، بما في ذلك الأسهم التكنولوجية سريعة النمو والسندات الأمريكية دون المستوى الاستثماري، انهارت السوق الآسيوية بعد سنوات من النمو السريع وفقاً لما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال.

وفي الوقت نفسه، استفاد المقترضون من الشركات الصينية بما في ذلك شركات العقارات من معدلات الفائدة المخفضة وتدفقت الأموال إلى المنطقة لجمع مبالغ كبيرة من التمويل بالدولار.

وفي يناير الماضي، باعت شركة إيفرجراند وشركة فرعية رئيسية تابعة لها سندات بقيمة 6 مليارات دولار في غضون أيام قليلة، ما يشير إلى الطلب القوي المتزايد.

كما قام الوسطاء الماليين بالترويج لمزايا الاستثمار في السندات الآسيوية ذات العائد المرتفع، بسبب عائداتها الجذابة ومعدلات التخلف عن السداد المنخفضة مقارنة بالسندات غير المرغوب فيها في أمريكا وأجزاء أخرى من العالم.

ولكن بعد فرض العديد من القيود على نفوذ المطورين، أجبرت إيفرجراند وغيرها على الحد من الاقتراض، وتراجعت مبيعات العقارات، وأعقب ذلك أزمة تمويل، وتخلص العديد من المستثمرين من سندات المطورين غير المرغوب فيها ما أدى إلى انخفاض الأسعار وارتفاع عوائد السندات.

وتخلفت كل من إيفراجراند وكيسا عن سداد ديونهما بالدولار في ديسمبر، في الوقت الذي يعدّان فيه أكبر مصدرين من بين أكثر من عشرين جهة آسيوية تخلفت عن سداد ديونها الدولية منذ بداية 2021 وفقاً لبيانات غولدمان ساكس.

لكن ماذا يحدث عندما تتخلف الشركات عن سداد لتزاماتها من السندات؟ تتم إزالة سنداتها من مؤشرات السندات العالمية، ما يقلل من القيمة الاسمية للسند والقيمة السوقية له.

وبلغ العائد على مؤشر ICE BofA على نطاق واسع للسندات الدولارية الآسيوية ذات العائد المرتفع 15.1% مؤخراً ، مقابل 7.8% قبل عام، بينما بلغ العائد على مؤشر مماثل للشركات الصينية 23.6%.

ديون الشركات

شكلت ديون الشركات الصينية أكثر من نصف سوق السندات غير المرغوب فيها في آسيا قبل عام، وتشكل نسبة أصغر بكثير من سوق آسيا ذات العائد المرتفع.

وقالت ساندرا تشاو الرئيسة المشاركة بأبحاث آسيا والمحيط الهادئ في شركة CreditSights لأبحاث الديون، إنه من الصعب تكرار المساهمة التي قدمتها شركات العقارات الصينية، وأضافت إن المزيد من حالات التخلف عن السداد يمكن أن تحدث أيضاً.

ومن ناحية أخرى، أثرت التداعيات على الإقبال على السندات الجديدة في العام المنتهي في 10 مايو، حيث باع المصدرون الآسيويون ذوو العائد المرتفع ديوناً بقيمة 2.5 مليار دولار بانخفاض بنسبة 90% مقابل 24.2 مليار دولار في الفترة نفسها من عام 2021.

وقال ريشي جالان رئيس اتحاد ديون آسيا سيتي في غروب إنك، إنه على الرغم من وجود بعض صفقات السندات الأخيرة من شركات الطاقة المتجددة في الهند، إلا أن طلب المستثمرين الإجمالي في السوق ذات العائد المرتفع كان ضعيفاً نسبياً.

وأضاف أن المستثمرين في العقارات الصينية باتوا يشعرون بالألم، منوهاً أن الرياح المعاكسة قد تستغرق بعض الوقت حتى تتبدد.

وأشار إلى أن العوائد الحالية إلى جانب ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية، جعلت بيع الشركات المقترضة للأسهم الدولارية أمراً غير مجدي، ولهذا السبب قررت بعض الشركات جمع الأموال بطرق أخرى كاللجوء إلى سوق القروض الخاصة.

ومن ناحيتها قالت إيمي كام مديرة المحافظ في شركة Aviva Investors والخبيرة في الائتمان الآسيوي، إنه لا تزال هناك فرصة لتحسن الظروف في سوق آسيا ذات العائد المرتفع. وقالت في إشارة منها إلى قطاع العقارات في الصين، إنه سيكون هناك ناجون في الصين، فهناك العديد من الشركات القوية القادرة على تحمل الانكماش.

إقرأ أيضاً:

أين تضع أموالك في وقت الأزمات؟