السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

رائد الأعمال أيمن أبو السمن: المعرفة أساس الاقتصاد في سوق منافس

رائد الأعمال أيمن أبو السمن: المعرفة أساس الاقتصاد في سوق منافس

اتخذ من دولة الإمارات مكاناً لتنمية مواهبه في التصميم الداخلي قبل نحو 10 سنوات، وبدأ عاملاً في إحدى الشركات المتخصصة في المجال لمدة 6 سنوات، ليحقق الاستقلالية الاقتصادية ويصبح بعدها مالكاً لشركته الخاصة التي تجاوزت مبيعاتها 2 مليون درهم في 2021.

السوق الإماراتي وقوته الاقتصادية وقدرته على تنمية قدرات الشباب وتعزيز معرفتهم في كافة المجالات، هي رأس المال التي اعتبرها رائد الأعمال وصاحب ومدير شركة الشاهين للتصميم الداخلي والديكور أيمن أبوالسمن (33 عاماً)، محور التنمية الذاتية، والاستقلالية الاقتصادية للطامحين في تأسيس أعمالهم الخاصة، التي ستواجه التحديات بتحقيق النجاح المحتم، وخاصة للذين يسعون للتميز في سوق محفز يمكن الشباب من تطوير أنفسهم وتشكيل مستقبلهم بالشكل الذي ينسجم مع طموحاتهم.

وقال في حواره مع «الرؤية»، إن قصة نجاحه هي ليست في اختصاصه الذي يعتبر من الأعمال المعروفة في السوق، ويمكن لأي شخص العمل في مجاله، وإنما في السعي الدائم في سوق اقتصادي مرن وقادر على تنمية الأعمال والمعرفة في أصعب الظروف، ليأتي الجهد والسعي المتواصل مستفيداً من فرصة الوجود ضمن بيئة أعمال محفزة ليتحقق النجاح في نهاية المطاف.

ولفت إلى أنه بدأ عاملاً في إحدى الشركات المتخصصة في التصميم الداخلي قبل نحو 10 سنوات، إذ إنه دخل هذا المجال بناء على دراسته الجامعية في هذا الاختصاص، وخلال 6 سنوات تعرف على طبيعة السوق، ومتطلباته من أعمال التصميم الداخلي التي تشكل مزيجاً عالمياً من ثقافات الشعوب في هوية البناء.

وأضاف أن هذا المجال مرتبط بشكل كبير في ثقافات الشعوب على مستوى العالم، إذ إن التنوع الاجتماعي في دولة الإمارات أسهم بشكل كبير في إدخال العديد من التصاميم العالمية المرتبطة بثقافات الشعوب المتنوعة في أعمال التصميم الداخلي، والذي لم يجده في أماكن أخرى، كما أنها لم تطرح في مساقات الدراسة بهذا الزخم والتنوع الذي يحتضنه السوق الإماراتي، والذي وجده وعزز معرفته به خلال عمله في الميدان.

وأكد أن «التنوع» بمعناها الحرفي لا تجده في أي مكان كما هو في السوق الإماراتي، وفي كافة المجالات، مثل الأطعمة والمشروبات والألبسة وحتى الرياضة، كما هو أيضاً التنوع في أعمال التصميم الداخلي، الأمر الذي يجعل من هذا السوق بيئة جاذبة للاستثمارات في كافة المجالات، والتي تتناسب مع التنوع الاجتماعي ومتطلباته التي تشكل محور تعدد الأعمال.

وأشار إلى أن بدايته كعامل في إحدى الشركات، مكنه من معرفة طبيعة السوق، وكيفية الدخول به كمستثمر وصاحب شركة متخصصة في المجال الذي يبدع به، حتى انتقل للتفكير في تأسيس شركته الخاصة، والتي جاءت بدعم وتحفيز من أصدقاء مقربين له منحوه الثقة في ضرورة الاستقلال الاقتصادي وتفعيل خبرته الممتدة لست سنوات في السوق الإماراتي، حتى حصل على شركة قائمة مالكها غير متفرغ لأعمالها، مقابل مبلغ مالي ضمن مقدرته، لتأتي البداية بشكل مفاجئ ودون تخطيط مسبق مبني على جدوى اقتصادية تقيم طبيعة المخاطر والمكاسب.

وأضاف أن بداية العمل في شركته الخاصة التي تقع في إمارة رأس الخيمة كان يحيطها الخوف من الخسارة مبكراً، نظراً لحجم الالتزامات ومحدودية فريق العاملين لديه الذي كان يتشكل من 4 عاملين فقط إضافة له، وضعف المعرفة التسويقية للشركة في السوق الإماراتي، إلا أن السعي والتدرج في تشكيل شبكة علاقات ومعارف عزز النمو لأعمال الشركة خلال عامين، ليصل عدد العاملين لديه لنحو 40 عاملاً، ونمو في المبيعات بنسبة تصل إلى 30% في كل 3 أشهر، حتى وصل حجمها عام 2021 إلى نحو 2 مليون درهم إماراتي.

وقال إن المعرفة في مجال التصميم الداخلي لا يمكن أن تحصل عليها كما هو في مدرسة دولة الإمارات، والتي تغذي الأعمال في كافة المجالات، إذ إن المعارض والمؤتمرات التي تنظمها عدة جهات في الدولة بمجال التصميم الداخلي والأثاث وغيرها من الفعاليات المرتبطة في هذا المجال، عززت لديه المعرفة بأدق التفاصيل التي تدخل في أعماله، كما منحته المعرفة في ثقافات الشعوب وطبيعة التصاميم التي تدخل هويتهم المعيشية، ليدخلها ضمن مجاله.

وأكد أنه لم يفوت معرضاً متخصصاً في مجال التصميم الداخلي، أو الأصباغ، أو الأثاث المنزلي، أو معارض المعادن والأخشاب، وحتى معارض الطعام نظراً لطبيعة تصاميم المطاعم المتنوعة عالمياً، وكافة المجالات الأخرى، وذلك نظراً إلى كون التصميم الداخلي يعتبر جزءاً أساسياً من هوية المكان.

وبين رائد الأعمال أبوالسمن أن أعماله وصلت لكافة إمارات الدولة، إذ يعود الفضل في توسع اسم الشركة إلى السمعة في جودة الأعمال وتنافسيتها السعرية، فضلاً عن الدور المحوري لوسائل التواصل الاجتماعي التي أسهمت في تعريف العملاء بطبيعة أعمال الشركة.

واعتبر أن السوق الإماراتي من الأسواق قليلة المخاطر في تنمية الأعمال نظراً للقوة الشرائية المميزة على مستوى المنطقة، لكن التنافسية الكبيرة تضع رواد الأعمال أمام مواجهة كبيرة تتطلب السعي والاجتهاد باستمرار، وتعزيز المعرفة في المقام الأول، لذلك المخاطرة في هذا السوق لها لذة فريدة عند تحقيق النجاح، مشيراً إلى أن مرونة السوق وتقبله للتحديات، يضع المستثمرين وأصحاب الشركات أمام إمكانية الاستمرار وتحقيق الإنجازات، لذلك لا بد من كل شخص يعيش في دولة الإمارات أو يسعى للاستقلالية الاقتصادية وتنمية أعماله أن يفكر في السوق الإماراتي كسوق يحافظ على قدرته في التنمية والتطور والازدهار المستدام.

وختم أبوالسمن حواره، بأن توسع قاعدة العملاء على مستوى دولة الإمارات، يتطلب توسع أعمال الشركة من خلال تأسيس أفرع جديدة في مدن أخرى في إمارات الدولة، إذ إنه يفكر في إنشاء فرع في إمارتَي دبي وأبوظبي خلال العامين المقبلين، بهدف رفع حجم المبيعات بنسبة 50% ضمن خطة تنمية الأعمال.