الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

على خطى تسلا.. شركات السيارات تسعى للاستغناء عن الموردين

على خطى تسلا.. شركات السيارات تسعى للاستغناء عن الموردين

شركة تسلا

لطالما اعتمدت صناعة السيارات خلال العقود الماضية، على الاستعانة بالعديد من المصادر الخارجية والموردين في عمليات التصنيع، ولكن بعد أن غير الوباء والإغلاقات واضطرابات سلاسل التوريد والتغييرات الاقتصادية وأزمة أشباه الموصلات مفهوم صناعة السيارات، باتت شركات صناعة السيارات تمر بأكبر تحول منذ عقود.

تحقيق الاكتفاء الذاتي

ومع قيام شركات صناعة السيارات الكهربائية وحوسبة سلاسل التوريد الخاصة بها وإعادة تشكيلها للواقع الجديد، تحاول شركات السيارات تحقيق الاكتفاء الذاتي لعمليات التصنيع، بدءاً من المعادن التي تدخل في بطارياتها، حيث ترغب شركات تصنيع السيارات في تحويل أذرعها إلى شركات تقنية ناشئة.

على خطى تسلا

وتسعى شركات السيارات العالمية لتطبيق استراتيجية شركة تسلا التي تمتلك جميع مقتنيات ومعدات تصنيع السيارات الخاصة بها، حيث صممت تسلا مصانعها على أن يكون كل ما يلزمها تحت سقف واحد وبالتالي أشبه باحتضان لوادي السيليكون وفقاً لما ذكرته مجلة إيكونومست.

ومؤخراً أبرمت تسلا صفقات حديثة مع مناجم الليثيوم وموردي الغرافيت، وأبرمت الشهر الماضي صفقة مع عملاق التعدين البرازيلي Vale للحصول على النيكل، وتتمثل الخطة في الحصول على معظم الليثيوم وأكثر من نصف الكوبالت وحوالي ثلث النيكل مباشرة من تسع شركات تعدين لتستخدم في مصانع تسلا العملاقة، حيث تخطط تسلا لإنتاج المزيد من المواد الأولية بمفردها في مصانعها حول العالم.

وقال دان ليفي من بنك كريدي سويس، إن شركة تسلا تقوم بصنع محركاتها الخاصة والكثير من الأجهزة الإلكترونية الخاصة، وبالإضافة إلى ذلك تمكنت تسلا من التغلب على النقص العالمي في الرقائق بشكل أفضل من المنافسين، حيث تقوم تسلا بتصميم أشباه الموصلات الخاصة بها، حيث أنشأ مهندسو برمجيات تسلا بنية حوسبة مركزية للعمل على تلك الرقائق، ما يضمن التكامل السلس لتصنيع السيارات.

كما استغنى أيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا عن نموذج المبيعات القائم على الوكالة وافتتح بدلاً من ذلك متاجر تسلا الخاصة ببيع سيارات تسلا فقط.

وتبلغ القيمة السوقية لشركة تسلا حوالي 850 مليار دولار، وهو ما يعادل تقريباً قيمة تسع من أكبر شركات سيارات مجتمعة.

ويعتزم الرؤساء التنفيذيون لشركات السيارات الأخرى أن يحذوا حذو شركة تسلا لتحقيق الاكتفاء الذاتي الشامل.

ميزة تنافسية

ويرى الخبراء الاقتصاديون في بنك UBS أن التكامل يمثل ميزة تنافسية قوية في بيئة سلاسل التوريد.

وهذا يعكس عقوداً من الاستعانة بمصادر خارجية لكبار الموردين مثل Bosch و Continental و Denso من أجل التركيز على إدارة سلاسل التوريد ودمج الأجزاء المنفصلة والتصميم والتسويق. وباع الموردون أنواعاً مماثلة من المكونات ذاتها للعديد من العملاء باستخدام مقياس للحفاظ على الأسعار منخفضة. وأدى هذا إلى تحرير رأس المال لشركات صناعة السيارات.

استثمارات ضخمة

وصرح كارولوس تافاريس الرئيس التنفيذي لشركة Stellantis للسيارات، بأن سياراته عبارة عن 85% من قطع من موردين خارجيين.

وأعلنت شركة BMW في عام 2021 أنها خصصت 334 مليون دولار لمشروع الليثيوم الأرجنتيني، كما وقعت كل من Stellantis وRenault صفقات مماثلة، وكشفت جنرال موتورز عن استثمارات بملايين الدولارات لتصنيع السيارات كهربائية.

وبدأت شركات السيارات الأخرى ببذل الجهود لمحاكاة مصانع البطاريات العملاقة التابعة لشركة تسلا، ويأمل صانعو السيارات في كسر قبضة الصين وكوريا الجنوبية على صناعة البطاريات للحفاظ على التكاليف وضمان الإمدادات.

وتعمل شركة فولكس فاغن على تعزيز بعض القدرات الداخلية لصنع البطاريات، حيث خصصت 2.1 مليار دولار للاستثمار بصناعة البطاريات، وصرحت بأنها تعتزم بناء ستة مصانع للبطاريات في أوروبا بحلول عام 2030.

المحركات

وبالإضافة إلى البطاريات أصبح شراء المحركات الكهربائية الجاهزة من الموردين أمراً غير مرغوب به، وتعتزم العديد من الشركات صنع المزيد من المحركات بمصانعهم الخاصة.

وتراجع الإنتاج العام الماضي بمعدل 7.7 مليون سيارة نتيجة لنقص الرقائق، ما جعل الصناعة تقيم روابط أوثق مع مصممي الرقائق مثل Qualcomm وNvidia، كما توظف شركات السيارات متخصصين في تطوير الرقائق لمساعدتها على وضع مواصفات شبه مخصصة لتصنيع رقائقها الخاصة.

البرمجيات

قال الرئيس التنفيذي لشركة فولكس فاغن هربرت ديس، العام الماضي، إن تطوير الخبرات البرمجية الذاتية هو أكبر تحول يجب أن تقوم به صناعة السيارات.

ومن المتوقع أن تصبح البرمجيات في السنوات القليلة القادمة المصدر الرئيسي لإيرادات الصناعة، ويتوقع المحللون في بنك UBS أن تبلغ مبيعات برامج السيارات 1.9 تريليون دولار سنوياً بحلول 2030.

وفي سبتمبر 2021 قامت شركة فورد بتوظيف دوج فيلد الذي كان مسؤولاً عن المشاريع الخاصة في شركة أبل، كما وظفت شركة فولفو في فبراير الماضي جيم روان وهو الرئيس السابق لشركة دايسون للإلكترونيات.

وفي عام 2020 أنشأت فولكس فاغن ذراع برمجيات منفصلة، وصرحت الشركة مؤخراً بأنها ترغب بتطوير جميع برامجها الخاصة في غضون 15 عاماً، حيث تخطط لاستثمار حوالي 30 مليار يورو على مدى السنوات الخمس المقبلة، وهو الأمر ذاته الذي تفكر به مرسيدس وتويوتا.

وتقوم العديد من شركات صناعة السيارات بإنشاء مراكز بحث وتطوير في مراكز التكنولوجيا، من وادي السيليكون وشنغهاي إلى برلين وبنغالور، من أجل الاستفادة من مجموعات المواهب الموجودة في تلك الأماكن.