تواصل شركات الطيران منخفضة الكلفة دفع عجلة نمو قطاع الطيران في منطقة الشرق الأوسط مسجلة زيادة بنسبة 9.3% في سعة المقاعد عام 2019، وذلك وفقاً لمركز المحيط الهادئ للطيران «كابا».
وارتفعت حصة هذه الشركات من إجمالي سعة المقاعد في منطقة الشرق الأوسط من 14.9% عام 2018 إلى 16.5% عام 2019، مدفوعة برغبة القسم الأكبر من المسافرين في الشرق الأوسط باختيار شركات الطيران الاقتصادي التي توفر لهم أسعاراً معقولة بمواصفات جيدة تتناسب مع احتياجاتهم.
في هذا الصدد، تشير البيانات الصادرة عن «كابا» إلى أنه من المتوقع أن تستمر شركات الطيران منخفضة الكلفة في المنافسة على حصة سوقية أكبر خلال الأشهر الـ12 المقبلة.
بالإضافة إلى ذلك، يسلط معرض سوق السفر العربي 2020، الذي يقام في دبي أبريل المقبل، الضوء على هذا الاتجاه بشكل مباشر، حيث أكدت شركات الطيران المحلية منخفضة الكلفة مشاركتها في المعرض بما فيها فلاي دبي وطيران ناس.
وعند مقارنتها بمناطق أخرى من العالم، توفر منطقة الشرق الأوسط فرصاً مستقبلية أكبر لنمو شركات الطيران منخفضة الكلفة.
وحسب شركة بوينغ، فإن 33% من حركة الطيران للمسارات الجوية قصيرة المدى في العالم تتم من خلال شركات الطيران الاقتصادي، وتستحوذ منطقة جنوب شرق آسيا على الحصة الأكبر منها بنسبة 62%، مقابل 13% في الوقت الراهن لمنطقة الشرق الأوسط.
وفي إطار الجهود المبذولة لدعم نمو شركات الطيران منخفضة الكلفة في المنطقة، أعلنت مجموعة الاتحاد للطيران والعربية للطيران في شهر أكتوبر العام الماضي عن إبرام اتفاقية استراتيجية لإطلاق شركة طيران اقتصادي جديدة تحمل اسم «العربية للطيران أبوظبي» وستتخذ من أبوظبي مقراً ومركزاً رئيساً لعملياتها، وهو ما يرفع عدد شركات الطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى 5 شركات، ولتصبح في الوقت عينه أول شركة طيران اقتصادي منخفض الكلفة في العاصمة أبوظبي.
في الشهر ذاته، أعلنت شركة طيران «سبايس جيت» الهندية منخفضة الكلفة عن خططها الرامية إلى افتتاح أول مركز دولي في مطار رأس الخيمة الدولي، بعدما وقعت مذكرة تفاهم مع المطار لإطلاق رحلات مباشرة بين رأس الخيمة ونيودلهي.
تزامن ذلك مع إعلان شركة «ويز إير» المجرية للطيران الاقتصادي عن توصلها إلى اتفاق مبدئي في شهر ديسمبر الماضي مع شركة أبوظبي التنموية القابضة لتأسيس شركة طيران منخفضة الكلفة في العاصمة أبوظبي. ومن المتوقع أن تبدأ الشركة الجديدة أولى رحلاتها في النصف الثاني من عام 2020، مع إطلاق مسارات جوية إلى أوروبا وشبه القارة الهندية وأفريقيا على المدى البعيد.
وقالت مديرة معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط، دانييل كورتيس: «يبدو أن نمو شركات الطيران الاقتصادي في المنطقة يجلب زخماً جديداً لقطاع الطيران، حيث تتوقع الأبحاث الصادرة في هذا الشأن أن نحو 50% من حركة الطيران ستكون ضمن مسارات جوية تقل عن 2000 ميل بحلول عام 2038، وهو اتجاه وصفته شركة إيرباص في أحدث تقرير لها بأنه يشكل بيئة خصبة لنمو أعمال شركات الطيران منخفضة الكلفة».
وأضافت: «قطاع الطيران هو جزء لا يتجزأ من معرض سوق السفر العربي، ويلعب دوراً مهماً ليس فقط من خلال الندوات والجلسات الحوارية بل أيضاً على مستوى مساحة المعرض. ومن خلال الاستثمار الهائل في هذا القطاع في جميع أنحاء المنطقة، سنشهد بلا شك نمواً متزايداً في أعداد المسافرين».