السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

رئيس "آيديميا": مطارات الإمارات رائدة في الخدمات اللاتلامسية

عززت جائحة كوفيد-19 من أهمية الخدمات الذكية واللاتلامسية في مختلف مطارات العالم، حيث تتصدر الدولة مطارات المنطقة من ناحية إدخال هذه التقنية في خدمات المسافرين للتقليل من التلامس البشري وانتقال عدوى الفيروس.

وأوضح رئيس آيديميا الشرق الأوسط وأفريقيا المتخصصة في الحلول التقنية للمطارات، ريتشارد ميخايل، أن استعادة الثقة في قطاع السفر تتطلب استخدام الحلول الذكية وتوفير الخدمات الجديدة التي تخدم المسافر دون الحاجة إلى التلامس مع الأشخاص، لافتاً إلى أن الشركة تمكنت من تطبيق هذه التقنيات الحديثة في مطار أبوظبي الدولي من خلال فحص حرارة المسافرين عبر مساحات ضوئية متطورة والتي يمكنها تتبع المسافرين في أنحاء المطار.

وأكد ميخايل، أن تزايد رقمنة العمليات التشغيلية للمطارات يقلل من الكلفة خاصةً في الوقت الراهن الذي يشهد انخفاضاً كبيراً في أعداد المسافرين، حيث تتوقع المؤسسات الدولية المعنية بقطاع السفر كالمجلس العالمي للمطارات أن تصل خسائر القطاع إلى ما يقارب 100 مليار دولار بنهاية العام الجاري.

كيف ترون واقع المطارات بالنظر إلى الانتشار المستمر لفيروس كورونا حول العالم؟

لا شك أن فيروس (كوفيد-19) ألقى بثقله على صناعة السفر في مختلف أنحاء العالم، وأثّر بشدة على هذا القطاع الحيوي، إذ تشير بعض التقارير إلى أنه من المتوقع أن تشهد إيرادات المطارات تراجعاً بما يصل إلى حوالي 100 مليار دولار العام الجاري. ومع العودة التدريجية لفتح المطارات في معظم الدول من أجل استقبال الزوار ومن بينها دولة الإمارات، فإن المطارات تتحمل المزيد من الأعباء والمسؤولية، مثل المحافظة على أمن الحدود وتوفير تجربة سفر سلسة وضمان بيئة آمنة وصحية لكل من الموظفين والمسافرين على حدّ سواء.

كيف يمكن تسهيل حركة المسافرين بعد العودة التدريجية لحركة الملاحة الجوية؟

من المفيد جداً الإشارة إلى أنه بالإمكان إنجاز رحلة ركاب كاملة من دون أي تلامس للأشياء أو الأسطح في المطارات وفقاً لمعظم المبادئ التوجيهية المتنوعة التي صدرت مؤخراً بهذا الخصوص. وتعتمد هذه التجربة اللاتلامسية بشكل رئيسي على الرقمنة والقياسات البيومترية. لذا، فإن رقمنة العمليات التشغيلية المتعلقة بالمسافرين تتيح لهم الآن القيام برحلتهم بأمان بدءاً من مغادرة منازلهم مروراً بإجراءات الوصول إلى المطار وأذونات تتعلق بدائرة الهجرة. وبما أن معظم المسافرين قد تم التحقق من هوياتهم وتسجيل بياناتهم البيومترية في وقت سابق بشكل آمن، فإنهم سوف يجتازون جميع نقاط العبور بطريقة لاتلامسية ومن دون التعرّض لأي احتكاك مباشر.

ماذا تحتاج المطارات لتطبيق الخدمات اللاتلامسية خاصةً في مطارات الدولة؟

المطارات تحتاج الآن إلى أن تكون على دراية بمسألة تخفيف بعض القيود، مثل كيفية تحويل أكشاك الخدمات الذاتية، إلى أجهزة لاتلامسية بالكامل، وإجراء فحص درجة الحرارة بطريقة منخفضة الكلفة وفعّالة، وكيفية إجراء التعرف على بصمة الوجه للأشخاص الذين يرتدون الأقنعة الواقية.

وإذا ما أخذنا في الاعتبار كل تلك النقاط، فإننا سوف نرى أن هذا القطاع قد أظهر تفاعلاً والتزاماً كبيرين في توفير حلول تقنية قياسية وفي وقت قياسي.

ولنأخذ على سبيل المثال مطار أبوظبي الدولي، حيث يتم إجراء فحص درجة حرارة المسافرين عبر الماسحات الضوئية الحرارية، ويمكن تتبعهم في مختلف أنحاء المطار باستخدام تقنية يمكن ارتداؤها مثل Google Glass، بالإضافة إلى استكمال إجراءات العبور الأخرى عبر استخدام التكنولوجيا البيومترية اللاتلامسية. إن ما يميّز هذه التجربة ليس فقط أنها لاتلامسية، بل إنها التجربة التي تكاد تكون خالية من أي احتكاك، مع الحدّ الأدنى من التأخير للمسافر.

بالنسبة للمطارات في الإمارات هل ترونها جاهزة للتعامل مع هذه المرحلة؟

تُعد الإمارات رائدة في تبنّي التكنولوجيا المبتكرة، ومن أوائل الدول في المنطقة التي تستفيد من تقنية القياسات البيومترية اللاتلامسية بهدف تعزيز أمن الحدود.

ففي وقت مبكر من العام 2015، بدأت أبوظبي في مشروعها الخاص بالحدود الإلكترونية، حيث دمجت تكنولوجيا القياسات البيومترية والأتمتة لتأمين حدود البلاد. كما أن مشروع الحدود الإلكترونية هو بين أول المشاريع في العالم التي تعتمد قزحية العين والتعرف على بصمات الوجه لمراقبة الحدود. وتم اعتماده في عمليات المراقبة الحدودية في 5 إمارات في الدولة، بما في ذلك الشارقة والفجيرة في عام 2019.

هل هنالك دول أخرى في منطقة الخليج استفادت من تقنية القياسات البيومترية اللاتلامسية على غرار الإمارات؟

بشكل عام، إن دول مجلس التعاون الخليجي متقبّلة للغاية مسألة التعامل مع التكنولوجيا المبتكرة، وهي حريصة على تجربة الحلول التي تدعم أهدافها الوطنية. على سبيل المثال لا الحصر، لقد أكملنا مشروعاً تجريبياً في مطار مسقط الدولي حيث قدمنا مجموعة تقنية متعددة القياسات البيومترية من أجل تسهيل حركة المسافرين من بدايتها حتى نهايتها.

ما هي أنواع أجهزة التحكم البيومترية اللاتلامسية المستخدمة في إجراءات التسجيل عند الوصول؟

إن «آيدميا» هي من بين الرواد في تكنولوجيا أخذ البصمات البيومترية، إذ توفر كلاً من التقنيات التلامسية واللاتلامسية مثل التعرّف على بصمة الوجه وقزحية العين وحتى بصمات الأصابع. وتعمل هذه التقنيات جنباً إلى جنب مع حلول انسيابية حركة الركاب التي نوفرها بهدف دعم عملائنا في الجمع بين أمن الحدود وراحة المسافر.

فبالإضافة إلى أجهزة التعرف على بصمة الوجه وقزحية العين، لدينا جهاز MorphoWave الحائز على العديد من الجوائز والذي يقوم بعملية المسح بدقة تشمل 4 أصابع وبتلويحة واحدة من اليد في أقل من ثانية، وقد تم اعتماد هذا الجهاز مؤخراً باعتباره متفوقاً على جميع الأجهزة في أحدث اختبارات قابلية التشغيل البيني والدقة للمعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا (NIST) وفقاً لجميع المعايير المستخدمة. مع العلم أن المسافرين لا يرغبون بملامسة أيديهم للأسطح، وذلك من أجل تقليل تعرّضهم للمخاطر التي قد تؤثر على الصحة، لذا، فإن الأجهزة اللاتلامسية باتت تلعب الآن دوراً أكثر أهمية في تجربة السفر.

ما هي توقعاتكم فيما يتعلق بأسواق دول مجلس التعاون الخليجي لهذه الأجهزة خلال الأشهر المتبقية من عام 2020؟

مع بدء الدول في استئناف رحلات السفر الجوي المحلية والدولية في فترة انحسار وباء كورونا، تعاظمت مخاوف المسافرين وازداد الوعي لديهم حول مسائل مثل الصحة والتعقيم بشكل كبير. وبالتالي، قد بات من الضروري أن يثق المسافرون بأنهم سوف يبقون بأمان ابتداءً من رصيف المطار مروراً بالإجراءات كافة وصولاً إلى متن الطائرة.

ومن هذا المنطلق، فإن تقنية القياسات الحيوية اللاتلامسية سوف تكون أساسية في تمكين الركاب من القيام برحلة آمنة وسلسة وصحية، وهو أمر مهم جداً من أجل استئناف قطاع السفر حيويته. وبالتالي، نتوقع أن نرى هذا النوع من التكنولوجيا يلعب دوراً على نطاق أوسع في تأمين الحدود وسلامة البنية التحتية للسفر.