الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«الاتحاد للطيران» تتعاون مع شركات عالمية لتطوير وقود طائرات مستدام

«الاتحاد للطيران» تتعاون مع شركات عالمية لتطوير وقود طائرات مستدام

أرشيفية

حلّقت طائرة «8787-10 دريملاينر»، كجزء من الشراكة بين شركة بوينغ وشركة الاتحاد للطيران، ضمن برنامج «ecoDemonstrator» من سياتل إلى شمال تشارلستون، في جنوب كارولينا، باستخدام 50 ألف غالون وقود طائرات مستدام مزيج نسبته 50/50، بهدف تحسين الملاحة الجوية وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وبحسب بيان صحفي صادر اليوم، حلّقت طائرة «787-10»، وهي الطراز الأحدث لدى شركة الاتحاد للطيران، والتي كانت تجري الرحلة الاختبارية النهائية في إطار برنامج بوينغ 2020ecoDemonstrator، مستخدمة أول مزيج منتج تجارياً بنسبة 50/50 من وقود الطائرات المستدام والمنتظم، وذلك بهدف تقليل الانبعاثات الضارة بشكل أكبر. كما استعرضت الرحلة العابرة للقارات طريقة جديدة للتواصل في وقت واحد وتحسين التوجيه بين كل من الطيارين ومراقبي الحركة الجوية ومراكز العمليات التابعة للخطوط الجوية.

ويتم إنتاج وقود الطيران المستدام (SAF) ومزجه بواسطة شركة World Energy، وهي واحدة من أكبر موردي الوقود الحيوي المتطوّرين وأقدمهم خدمة في أمريكا الشمالية. وتقوم الشركة بتزويد بوينغ بهذا الوقود بواسطة EPIC Fuels، المزود العالمي لوقود الطائرات والإمدادات والخدمات لمشغلي القواعد الثابتة (FBOs)، إلى جانب شركات الطيران التجارية والمطارات ومشغلي التزود بالوقود الأرضي.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشؤون العمليات التشغيلية في مجموعة الاتحاد للطيران، محمد البلوكي: «تستخدم شركة الاتحاد للطيران بالتعاون مع بوينغ وشركائنا في وقود الطيران المستدام، شركة World Energy وEPIC، 50,000 غالون يتضمّن مزيج 50/50 من وقود الطيران المستدام، علماً بأنه أول مزيج يتم إنتاجه تجارياً، وكذلك الحد أقصى من المزيج مسموح به للرحلات التجارية. وتعد هذه الخطوة غاية في الأهمية في قطاع الطيران، الذي سبق وأن شهد العديد من الجهود من قبل المنتجين الذين حاولوا إثبات جدوى إنتاج هذه الكميات من خلال مزيج 50/50. كما ساعدنا في إثبات أن ذلك أصبح ممكناً في الوقت الحالي، ويمكن أن يكون نقطة تحوّل للقطاع ككل».

وأضاف: «يعدّ هذا المثال خير دليل على مدى تعاون القطاع بهدف التوصّل إلى الطيران والابتكار المستدامين. أما مشاركتنا في برنامج ecoDemonstrator، فهي فرصة مميّزة لتحريك عجلة صناعة الطيران من أجل مستقبل مستدام».

وأشار البيان إلى أن برنامج بوينغ ecoDemonstrator يستخدم تقنيات واعدة من المختبر ويختبرها في الجوّ، بهدف تعزيز السلامة والاستدامة وتجربة المسافرين.

وتستخدم جميع برامج اختبار رحلات الطيران الموجودة ضمن برنامج ecoDemonstrator الوقود المستدام، من أجل تقليل البصمة البيئية للبرنامج من جهة، وإثبات جدواها للطائرات التجارية التي تحلّق في الوقت الحالي وتلك التي سوف تحلّق في المستقبل.

وبهذه المناسبة، قالت نائبة رئيس الإستراتيجية في شركة بوينغ للطائرات التجارية، شيلا ريميس: «لقد ساعد معيار الوقود منخفض الكربون في كاليفورنيا في تمكين شركة World Energy من إنتاج كميات كافية من وقود الطيران المستدام على مستوى الطائرات التجارية، وبأسعار تنافسية».

وأشارت إلى أن هذا يوضح كيف يمكن للحوافز الحكومية أن تسرّع زيادة الإنتاج والاستخدام في قطاع فريد من نوعه ضمن فئات وسائل النقل، لا سيما أنه يعتمد على الوقود السائل، كما أثنت على التزام الاتحاد للطيران بإثبات جدوى الوقود المستدام من خلال استخدام النسبة المئوية الأعلى المعتمدة للمزيج ضمن طائرات التجارية، وفقاً لبرنامج ecoDemonstrator.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في شركة «World Energy»، بريان شيرباكو: «نود أن نهنئ شركة بوينغ وشركة الاتحاد للطيران على ريادتهما في القطاع لناحية المساهمة في تطوّر وقود الطيران المستدام من النواحي التقنية وتلك المتعلقة بالاستدامة».

وأضاف: «يظهر المزيج 50/50 الحد الأقصى الذي يمكن تحقيقه من أجل الحدّ من غازات الاحتباس الحراري، علماً بأنه المعدل الوحيد المتاح تجارياً لوقود الطائرات في الوقت الحالي».

كما أن الشراكة بين بوينغ والاتحاد للطيران تمثّل التعاون طويل الأمد الذي يهدف إلى جعل الطيران أكثر استدامة.

كانت الشركتان من بين الشركاء المؤسسين الذين أنشأوا «اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة» في عام 2010. وينتج المشروع التجريبي وقوداً مستداماً من النباتات التي تنمو في الصحراء، ويتم رشها بمياه البحر الساحلية. وقد استخدمت الاتحاد للطيران الدفعة الأولية من الوقود من المشروع التجريبي في يناير 2019 على متن رحلة ركاب أقلعت من أبو ظبي لتصل إلى أمستردام.

في يناير 2020، تسلمت الاتحاد للطيران «طائرتها الخضراء» المميزة من طراز 787-10 من مصنع بوينغ للتجميع في ولاية جنوب كارولينا. واستخدمت خلال تلك الرحلة مزيج وقود مكوّناً من 30% من وقود الطيران المستدام المنتج من قبل شركة World Energy، فيما اعتبر الكمية الأكبر من الوقود المستدام المستخدم في رحلة توصيل عبر طائرة بوينغ 787.

وتمتد جهود بوينج في مجال الوقود المستدام إلى ما قبل الرحلة التجريبية الأولى في عام 2008. وعملت الشركة، بالتعاون مع شركات أخرى في القطاع، على الحصول على شهادة الوقود المستدام للاستخدام التجاري في عام 2011، كما أنها تتعاون مع العديد من الشركاء في جميع أنحاء العالم من أجل إنشاء خرائط طريق لإنتاجها الإقليمي.

وفي الوقت الحالي، يتم إنتاج وقود الطيران المستدام بكميات محدودة للغاية، جرّاء الدعم غير الكافي للسياسات الحكومية الهادفة إلى تحفيز الاستثمار. وعلى الرغم من انخفاض التكاليف بشكل كبير منذ عام 2011، فلا تزال أسعار المشغلين ضعف سعر وقود الطائرات الأحفوري. أما السياسات الحكومية المحفزة على خفض الكربون، فقد ساهمت إلى حد كبير في سد الفجوة في بعض الأماكن حول العالم، الأمر الذي أدى إلى زيادة اعتمادها من قبل شركات الطيران في تلك المناطق.

وقامت شركتا World Energy وEPIC Fuel بإنتاج وقود الطيران المستدام، ومن ثم تزويد شركة بوينغ به منذ أكثر من عقد من الزمن، بهدف اختبار الطيران.

وتوفّر بوينغ، اليوم، لشركات الطيران خيار استخدام الوقود المستدام لرحلات التوصيل لدى طائراتهم، علماً بأنها استخدمته لأول مرة في عام 2012 حين حلّقت شركة الاتحاد للطيران من خلال طائرة 777-300ER الجديدة من إيفريت، واشنطن، إلى أبوظبي.