الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

مطارات دبي.. 60 عاماً من التحليق في سماء الإنجازات

مطارات دبي.. 60 عاماً من التحليق في سماء الإنجازات

أرشيفية

مرَّ 60 عاماً على هبوط أول طائرة في مطار دبي في 30 سبتمبر 1960، والذي سطر ملحمة شاهدة على تفرد قطاع الطيران بدولة الإمارات العربية المتحدة، ليصبح قبلة لجميع دول العالم.

بدأ المطار عمله قبل 6 عقود من مبنى صغير، بطاقة استيعابية تصل إلى 200 مسافر، ومدرج من الرمال، لترتفع إلى ما يقرب 250 ألف مسافر خلال الأعوام الأخيرة، متربعاً بذلك على قائمة أكبر مطارات العالم إشغالاً من حيث المسافرين الدوليين.

البداية

منذ التأسيس، سطّر مطار دبي قصة استثنائية في صناعة الطيران العالمي، وفرض نفسه ضمن أفضل المطارات وأكثرها استقبالاً للمسافرين، وذلك بفضل استراتيجية الأجواء المفتوحة التي اعتمدها المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، والتي كانت شعلة الانطلاق نحو آفاق عالمية.

تضمنت المرحلة الأولى من المشروع بناء مدرج من الرمل المكثف، مع إمكانية الالتفاف عند طرفيه، كما تم بناء مهبط للمناورات، وممر أرضي للطائرات، وفي غضون ذلك تم بناء محطة للإطفاء ومبنى للركاب.

وخلال 12 شهراً من العمل الدؤوب، ولد أول مطار صغير في الإمارة في 30 ديسمبر 1960، بطاقة استيعابية تصل إلى نحو 200 مسافر فقط. كان المطار في بداياته، يعمل 6 ساعات بين الساعة السابعة صباحاً والواحدة من بعد الظهر، ثم تم لاحقاً تمديد المدة اليومية ليفتح المطار أبوابه من الساعة السابعة صباحاً وحتى الساعة السابعة مساءً بحسب التوقيت المحلي، ثم وصل إلى 18 ساعة يومياً.

وبعد 9 سنوات من افتتاح أول مطار في المدينة، كان لا بُدَّ من افتتاح مطار جديد يلبي طموحاتها بأن تصبح أول مركز للنقل الجوي على مستوى المنطقة، في ظل سياسة الأجواء المفتوحة التي تعتمدها الإمارات ككل، والتي كان لها الدور الأكبر في وصول الدولة إلى ما وصلت إليه من أهمية في قطاع الطيران على الساحة الدولية.

وبدأ العمل في المبنى الجديد للمطار، وسط ترقب دبي بأكملها هذه اللحظة المهمة في تاريخها، فالمطار الذي تم افتتاحه في مايو من عام 1971 بكلفة 4 ملايين جنيه استرليني في حينه، كان يعد الأكبر من نوعه في المنطقة.

واعتقد الكثيرون حينها أن المطار أكبر من حاجة المدينة، ولكن الشيخ راشد كان يدرك أيضاً أنه سيصبح صغيراً مع الوقت، وهذا ما حدث بالفعل، حيث تمت توسعة المطار أكثر من مرة حتى أصبح من الضرورة بمكان إنشاء مبانٍ جديدة لمواكبة الزيادة القياسية في نشاط المطار.

وتضمنت خطط تطوير المطار تأسيس مؤسسة مطارات دبي ككيان تجاري في أبريل 2007، وهي تمتلك وتدير العمليات في كل من مطار دبي الدولي، ومطار آل مكتوم الدولي دبي، وورلد سنترال، حيث يضم مطار دبي الدولي 3 مبانٍ للمسافرين: المبنى 1 الذي يخدم جميع شركات الطيران، والمبنى 2 الذي يخدم شركة طيران فلاي دبي وشركات الطيران العارض، والمنتظم، والرحلات الجوية الخاصة (الحج). والمبنى 3 المخصص لاستخدام طيران الإمارات.

مطار آل مكتوم

واستمراراً للإنجازات، تنتظر دبي اكتمال مطار آل مكتوم الدولي، الذي سيصبح أكبر مطار في العالم عند اكتماله، والذي تم إنشاؤه جنوب الإمارة، بالقرب من مناطق «دبي الجديدة» سريعة النمو، وهو يتميز بوقوعه ضمن مدينة متكاملة للطيران. وقد افتتح المطار أمام عمليات شحن البضائع في يونيو 2010 ثم افتتح لرحلات الركاب في أكتوبر 2013. وبمجرد اكتماله ستتجاوز طاقته الاستيعابية 160 مليون مسافر سنوياً. كما سيعمل المطار كونه مركزاً متعدد الوسائط للخدمات اللوجيستية، مع تمتعه بطاقة مناولة تبلغ 12 مليون طن من الشحنات.

التوسعات بصالات الركاب

وفي نهاية أكتوبر 1980، تم بناء 4 صالات للركاب تسع كل منها 400 مسافر/‏‏ ساعة، وتتميز بأحدث الأجهزة الأمنية ومعدات تفحص الأمتعة بالأشعة السينية أو كشف المعادن، فضلاً عن مركز طبي جديد في الطابق الأرضي، مع إمكانية وصول مباشر لسيارات الإسعاف.

وأطلقت دائرة الطيران المدني بدبي في عام 1997، برنامج توسعة ضخماً تم إنجازه بافتتاح مبنى الشيخ راشد عام 2000.

ومن ثَمَّ بدأت المرحلة الثانية من التوسعة خلال 2002، وتشمل إضافة مبنى ثالث، ومبنيين رئيسيين للمسافرين جديدين، وبالتالي إضفاء المزيد من المهابة على المطار، وتم إنجاز هذه المرحلة بافتتاح مبنى رقم 3 الخاص برحلات طيران الإمارات في أكتوبر 2008.

الصدارة العالمية

وحالياً، يحتفظ مطار دبي الدولي بمركزه الأول في العالم من حيث عدد المسافرين الدوليين للعام السادس على التوالي، حيث وصلت حركة المرور السنوية لعام 2019 إلى 86.4 مليون، ليبتعد عن أقرب منافسيه لندن هيثرو، بأكثر من 6 ملايين مسافر.

وخلال الست سنوات بنهاية 2019، استقبل المطار نحو 496 مليون مسافر من شتى الجنسيات، في رقم قياسي غير مسبوق بالنسبة للمطارات حول العالم.

كانت التوقعات تشير إلى تجاوز أعداد المسافرين لنحو 100 مليون مسافر خلال عام 2020، إلا أن التأثير السلبي لجائحة كورونا المستجد عطلت خطط المطار مؤقتا.

ويتوقع أن يستأنف المطار الانتعاش بالعام المقبل مع قرب انطلاق معرض إكسبو دبي 2020، وعودة قوية لقطاع السياحة بعد التعافي من آثار «كوفيد-19» وإيجاد عقار فعال يقضي على مخاوف المسافرين حول العالم.

وترجع الأرقام القياسية لمطار دبي إلى قوة شركات الطيران الوطنية سواء طيران الإمارات أو فلاي دبي اللتين ترسخان مكانة دبي كأحد أهم وجهات العالمية على خريطة النقل الجوي.

ويعد مطار دبي الأسرع نمواً ضمن قائمة أكبر المطارات الرئيسة في العالم، ويتجه نحو المركز الأول عالمياً في إجمالي أعداد المسافرين خلال السنوات القليلة المقبلة، بعد أن حافظ على مكانته كونه أكبر المطارات الدولية ازدحاماً، بعدد المسافرين الدوليين، متخطياً مطار لندن هيثرو الدولي.

ويسهم قطاع الطيران بنسبة تراوح بين 25 - 27% في الناتج المحلي الإجمالي لدبي، الأمر الذي يؤكد أهمية القطاع في عملية التنويع الاقتصادي ودوره المحوري في تدعيم القطاعات الاقتصادية الأخرى مثل السياحة والتجارة والعقارات.

وحسب توقعات خطة مطارات دبي الاستراتيجية 2017- 2025 من المستهدف أن ترتفع حصة قطاع الطيران إلى 195 مليار درهم، أي ما يوازي 37.5% من إجمالي الناتج المحلي لإمارة دبي، إلا أن هذه الخطة لم تراعِ التأثيرات المتوقعة لوباء كورونا.

وينسب الفضل في تميز قطاع الطيران الإماراتي إلى اتباع القيادة السياسية الرشيدة سياسات مرنة تشجع على الاستثمار والمنافسة المفتوحة والتركيز على النمو وكفاءة العمليات والربط الفعال مع مختلف الأسواق، إضافة إلى الموقع الاستراتيجي لدبي ووقوعها على تقاطع جغرافي بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، ما يضع الرحلات المنطلقة من دبي، على بعد 8 ساعات من نحو ثلثي سكان العالم.