الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الإمارات تقود قاطرة إعادة السياحة للمنطقة العربية

الإمارات تقود قاطرة إعادة السياحة للمنطقة العربية

تقود دولة الإمارات العربية المتحدة، سفينة السياحة العربية نحو التعافي من تداعيات جائحة كورونا، وتقدم نموذجاً ناجحاً يمكن تطبيقه بشتى بلدان المنطقة، لتبرز كأفضل الوجهات السياحية أمام الشباب العربي لقضاء العطلات السنوية وذلك بالتزامن مع انطلاق سوق السفر العربي 2021 بدبي غداً. وأكد مختصون بقطاع السياحة ومقيمون، استمرار وتيرة انتعاش القطاع السياحي خلال موسم عيد الفطر المبارك، بفضل المقومات الكبيرة التي تزخر بها الدولة والإجراءات الاحترازية غير المسبوقة في التعامل مع الجائحة ومستويات التطعيمات المتقدمة قياسا بالمستويات العالمية.

وذكر المختصون أن موسم عيد الفطر سجل نمواً كبيراً في الإشغالات الفندقية وزيادة أعداد الزوار الوافدين أو المقيمين داخل الدولة، بعد أن شهد العام الماضي حظراً كاملاً للسفر على الصعيد العالمي وتوقف السياحة بسبب مخاوف الجائحة.

وكانت الإمارات حاضرة وبقوة في تنشيط القطاع السياحي ووفرت كل العوامل لدعم التعافي السريع للقطاع الذي يساهم بما يقارب 187 مليار درهم من الناتج الإجمالي المحلي في عام 2019.

وفي ديسمبر 2020، أطلقت حكومة الإمارات استراتيجية السياحة الداخلية لدولة الإمارات بهدف تطوير منظومة سياحية متكاملة على مستوى الدولة، وتنظيم السياحة المحلية بين إمارات الدولة السبع، بالتعاون مع مختلف الهيئات والمؤسسات المحلية والاتحادية المعنية بقطاع السياحة والتراث والثقافة والترفيه المجتمعي. وتعزيز دور قطاع السياحة الداخلية في دعم الاقتصاد الوطني.

وبلغ حجم مساهمة السياحة الداخلية في الاقتصاد الوطني 41.2 مليار درهم، وتبلغ حصة السياحة الداخلية نحو 23% من إجمالي عائدات القطاع السياحي في الدولة، مقارنة بـ77% للسياحة الدولية. تسعى استراتيجية السياحة الداخلية إلى مضاعفة الرقم، وتغيير النسب لتحقيق توازن أكبر بين السياحة الداخلية والدولية بحلول عام 2030.

وأفاد المختصون أن هذه الاستراتيجية شكلت داعماً قوياً لنشاط السياحة الداخلية خلال موسم العيد مع رواج العروض الفندقية والتخفيضات الكبيرة لجذب مزيد من السياح لتعويض انخفاض السياح الدوليين.



الداعم الأكبر

قال محمد عوض الله، الرئيس التنفيذي لمجموعة تايم للفنادق، إن الإجراءات الاحترازية الصارمة والتدابير الوقائية التي اتخذتها دولة الإمارات منذ بداية تفشي جائحة كورونا وحتى هذه اللحظة ساهمت في الحد من انتشار وباء «كوفيد-19»، لتكون الداعم الأكبر لتعافي القطاع السياحي.

وأضاف عوض أن دبي شرعت في فتح أبوابها من جديد لاستضافة أهم المؤتمرات والمعارض والفعاليات على مستوى المنطقة، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في رفع نسبة الإشغال الفندقي وقطاع الضيافة من خلال الاستفادة من تقنيات الواقع الافتراضي في الترويج للعديد من الوجهات السياحية والترفيهية داخل الدولة.

وتابع عوض: «حصلت دبي على ختم السفر الآمن من المجلس العالمي للسفر والسياحة، لالتزامها ببروتوكولات السلامة والصحة العامة، واعتمادها أعلى معايير النظافة والتعقيم، وكفاءة تعاملها وإدارتها للجائحة، ما سيجعلها الخيار السياحي المفضل للشباب العربي أو العائلات التي حصلت على التطعيمات ضد الفيروس وبحاجة إلى قضاء العطلات بعد عام من حظر السفر».

ولفت إلى أن الإمارات تعد واحدة من أكثر الدول أماناً على مستوى العالم، وذلك لتطبيقها مجموعة من الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية لضمان صحة وسلامة ضيوفها والسياح في كل مرحلة من مراحل رحلة سفرهم، منذ أن تطأ أقدامهم أرضها وحتى المغادرة.



انتعاش الإشغالات

ومن جانبه، توقع كولين بيكر، المدير الإداري الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط لمجموعة ستاي ويل للضيافة، انتعاش الإشغالات الفندقية خلال الفترة المقبلة بدعم نسب التطعيمات المرتفعة التي تأتي ضمن الأعلى عالمياً.

واعتبر «بيكر» الدور الريادي للإمارات -على صعيد نمو السياحة للمنطقة العربية- ليس وليد اللحظة وإنما نتاج عمل على مدار السنوات الماضية، وبات الجميع يعلم المكانة التي تحظى بها الإمارات على خارطة السياحة العالمية والاستثمار في قطاع الضيافة.

وتحدث بيكر بأن الإمارات تتمتع بالعديد من المزايا التي تجعلها وجهةً رئيسية للسائح القادم من كافة أنحاء العالم، وذلك نظراً لتعدد الوجهات السياحية وتوفر الخيارات الفندقية في جميع إمارات الدولة، وقد عملت الحكومة بشكل منظم منقطع النظير على مواجهة الجائحة العالمية بطريقة لفتت أنظار العالم، وذلك بتطبيق برنامج التعقيم الوطني والفحوصات في جميع أنحاء الدولة، والذي تلاه برنامج التطعيم الوطني الذي وفر اللقاح لجميع المواطنين والمقيمين.



مقومات مطلوبة

قال غاي هاتشينسون، الرئيس التنفيذي لشركة روتانا لإدارة الفنادق: «تتمتع الإمارات بكافة المقومات المطلوبة لتكون الوجهة الأولى للاستثمار السياحي بما تتمتع به من بنية تحتية ممتازة وخدمات وتسهيلات حكومية، كما تتنوع الإمارات بمنتجاتها السياحية مع تنوع بيئتها وتضاريسها».

وأوضح هاتشينسون أن الحكومة الإماراتية تضع السياحة ضمن أهم أولوياتها، متوقعاً أن انتعاش السياحة بفضل هذه المقومات سواء خلال مواسم الأعياد أو غيرها.

وأضاف: «نحن نقدّر الالتزام الحكومي في جعل الإمارات المكان الأفضل للمعيشة من خلال إصدارها لبرنامج التطعيم الوطني الذي ساهم في خفض عدد الإصابات والحد من انتشار الفيروس».

ويعد إطلاق الهوية السياحية الموحدة خطوة هامة لترسيخ مكانة الإمارات على خارطة السياحة الدولية والإقليمية، ويشكل في الوقت ذاته مظلة جامعة تشجع الاستثمار السياحي ونقلة نوعية من شأنها ترسيخ وتعزيز مكانة الإمارات بوجهاتها السبع مقصداً سياحياً عالمياً واحداً متكاملاً وذا طابع مميز وفريد، ما يعزز مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي والبالغة 11.9% عام 2019 لرفعها حتى 15% ومضاعفة أرقام السياح الداخليين حتى مرتين خلال العقد المقبل.

الوجهة الأولى

من جهته، قال أحمد الخولي، مدير شركة المشرق للسياحة والعطلات بالشارقة، إن الإمارات فرضت نفسها بقوة على خارطة السياحة العالمية، وأصبحت الوجهة الأولى إقليمياً وتقود حالياً قاطرة إعادة عودة السياحة العربية واستغلال المناسبات والأعياد لتشجيع تعافي السياحة.

وأضاف الخولي أن الإمارات توفر مناخاً استثمارياً وسياحياً مميزاً سواء من ناحية التشريعات والتسهيلات، فضلاً عن الفنادق والمراكز السياحية، إلى الأسعار التنافسية التي تقدمها شركات السياحة بالسوق المحلي.

وأشار الخولي إلى أن الإمارات تعزز من تعافي السياحة العربية مع توافد الزائرين لمشاهدة المعالم الترفيهية البارزة وزيارة المولات والشواطئ في دبي وأبوظبي والشارقة.

وأكد الخولي أن تعافي السياحة داخلياً في الإمارات تدعمه المبادرات الحكومية، كذلك العروض غير المسبوقة من الشركات والفنادق.



فرصة جاذبة

إلى ذلك، قال وليد العوا، مدير عام فندق «تماني مارينا»، إن موسم العيد شكل فرصة جاذبة لدعم إشغالات الفنادق واستقبال وافدين من شتى بلدان المنطقة، مستفيدين من العروض ومستويات التطعيم المتقدمة جداً في الدولة.

وأضاف العوا أن موسم عيد الفطر شهد استمرار إطلاق فعاليات وأنشطة متنوعة مناسبة لجميع الفئات العمرية، مضيفاً أن الإمارات مصنفة أنها الدولة الأكثر جذباً للعائلات على الصعيد الإقليمي ولا سيما في أوقات الأعياد.



إمكانات قوية

أكد ياسين دياب مدير عام «وكالة الفيصل للسفريات والسياحة»، أن الإمارات تقود المنطقة العربية بقطاع السياحة بسبب إمكاناتها القوية وسهولة الوصول إليها مع تطبيق أعلى المعايير الاحترازية لمواجهة الجائحة، لافتاً إلى أن إمارة دبي تصدرت الوجهات العالمية للعائلات بالشرق الأوسط والدول المسموح لها بالسفر خلال الأعياد خصوصاً مع تزايد حملات التطعيم بين سكان الدولة ضد كورونا.

ولفت إلى أن الشباب كانوا الأكثر اهتماماً بقضاء الأعياد والاستفادة من البرامج السياحية التخفيضات المطروحة على العائلات داخل الدولة مع استمرار إغلاق الحدود إلى الآن مع الدول الأوروبية والتي كان يرغب أغلبهم قضاء أوقات الأعياد بها.



عروض وتخفيضات

بدورها، قالت مدير عام مجموعة الإسكندرية للسياحة والسفر بدبي، هدى أبو السعود، : الإمارات بلد التحدي.. تجاوز بنجاح كل المعوقات التي خلفتها الجائحة وسخرت كل جهودها لإنعاش قطاعات السياحة والسفر.

وأكدت جذب مزيد من السياحة العربية خلال موسم العيد مع توفير برامج سياحية تتضمن زيادة أشهر الأماكن في دبي وأبوظبي، وتوفير مناطقة التخييم والسفاري التي يفضلها الشباب العربي.



أفضل وجهة للترفيه

قال محمد الدقاق المقيم بإمارة الشارقة، إن البرامج السياحية المخفضة والجذابة حالياً تعزز مكانة الإمارات كأفضل وجهة للترفيه بالمنطقة.

وأضاف الدقاق أن قضاء العيد في الإمارات كان الخيار المفضل للمقيمين في ظل الإجراءات الاحترازية والتوسع في عمليات التطعيمات ضد فيروس كوفيد-19، والتي جعلت السياحة آمنة أمام الزائرين.

وذكر أن العروض المقدمة من الفنادق أو المطاعم أو رحلات السفاري وصلت لمستويات مغرية لتعزز من جهود الدولة في تعافي القطاع السياحي محلياً وتقود انتعاشه في منطقة الشرق الأوسط.



عروض مشجعة

يرى رمز الدين عبدالله، مقيم ويعمل في دبي، أن عروض السياحة غير مسبوقة وشجعت على قضاء عيد الفطر المبارك في الإمارات.

وذكر أن وتيرة العروض زادت منذ تفشي جائحة كورونا ونجحت في دعم تعافي القطاع السياحي بالدولة، ورسخت مكانة الإمارات كأفضل وجهات الترفيه بالمنطقة مضيفاً «أنا من المحظوظين الذين يقيمون في هذه الدولة المليئة بالتشويق والمغامرات».



قوة معهودة

ميسر أنور المقيم في دبي، أكد أنه رغم جائحة كورونا التي أضرت بجائحة كورونا إلا أن إمارة دبي أظهرت صموداً أمام التداعيات واستطاعت أن تعيد نشاطها السياحي بقوتها المعهودة في التعافي من أي أزمة، ما جعلها وجهة مفضلة لنا كمقيمين وكذلك بالنسبة للشباب العربي الذين سيفضلون الإمارات على الوجهات الأوروبية المغلقة أمام السياحة مع استمرار قيود الوباء.

تنافسية الإمارات

تتفوق الإمارات في عدد مؤشرات التنافسية العالمية للقطاع السياحي على الصعيدين الإقليمي والعالمي، يأتي أبرزها مؤشر أولوية قطاع السياحة لدى الحكومة، واستدامة التنمية في قطاع السياحة والسفر ومؤشر التسويق وجذب الزائرين.

وتصدرت الإمارات دول الشرق الأوسط وأفريقيا وجاءت في المرتبة الأولى ضمن تقرير تنافسية السفر والسياحة الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي موخراً، وضم 144 دولة.