الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الإمارات.. سجل تاريخي من المشاركات الناجحة في إكسبو

الإمارات.. سجل تاريخي من المشاركات الناجحة في إكسبو

جناح الامارات في اكسبو إشبيلية الإسبانية 1992 (أرشيفية)

مثّلت مشاركة الإمارات في معارض إكسبو العالمية فرصة لتعريف العالم بالإنجازات الكبيرة التي حققتها دولة الإمارات منذ نشأتها وحتى الآن، وعلى الأصعدة كافة، كما أنها تبرز الوجه الحضاري والإنساني للدولة ومكانتها المرموقة التي تتمتع بها على المستوى الإقليمي والعالمي.

وقد شاركت دولة الإمارات في إكسبو الدولي 6 مرات، وتعود بداية هذه المشاركات إلى دورة أوساكا عام 1970، حين شاركت أبوظبي في هذه الدورة قبل أن تتأسس دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث صمم الجناح بصورة تحاكي أبراج المراقبة التاريخية في قصر الحصن. وكانت مشاركة أبوظبي في ذلك التاريخ رمزاً للثقة في المستقبل، وإشارة من الأب المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، بأن البلد الذي أسسه بدا مستعداً ليكون جزءاً من العالم.

وبعد نحو 20 عاماً على مشاركة أبوظبي في إكسبو أوساكا، جاءت المشاركة الإماراتية في إكسبو الدولي، وهذه المرة كانت في إشبيلية الإسبانية، في عام 1992، مع الاحتفال بالذكرى 500 لأول رحلة للمستكشف كريستوفر كولومبوس إلى العالم الجديد. وشاركت أكثر من 100 دولة في هذه الدورة، وكان بينها وللمرة الأولى دولة الإمارات، ومرة أخرى جاء تصميم جناح دولة الإمارات على شكل قلعة، لكنه هذه المرة كان عبارة عن مجسم لقلعة الجاهلي في العين.

وكانت المشاركة التالية في إكسبو هانوفر عام 2000، وأقيمت هذه النسخة في أرض المعارض بهانوفر الألمانية، واستمرت لخمسة أشهر، وكانت أكبر مساحة عرض في العالم مع استضافة ألمانيا لأول إكسبو في تاريخها. وللمرة الثالثة، اختارت دولة الإمارات تصميم جناحها على شكل قلعة، وكان من تصميم الفرنسي آلان دورون إيرويت، ومرة أخرى استوحى الرسم من قلعة الجاهلي. وشغل الجناح مساحة 3000 متر مربع، وكان أحد أكبر الأجنحة، واحتوى على دار للسينما بشاشة عرض بنطاق 360 درجة، ودخل في تصميمه مواد معاد تدويرها.

وشاركت الإمارات في إكسبو سرقسطة، في عام 2008، تحت شعار «المياه والتنمية المستدامة»، واستخدمت في الجناح تقنيات الضوء والفيديو لمحاكاة النهر، بحيث يعكس أهمية المياه لحياة الدولة واقتصادها. وحصلت الإمارات على الميدالية الذهبية للتميز في التصميم وجودة المحتوى.

وامتد جناح الإمارات في إكسبو شنغهاي 2010، المصمم على شكل كثبان رملية على مساحة ‬6000 متر مربع، وكان بذلك أكبر الأجنحة العربية المشاركة في المعرض، وثاني أكبر جناح بعد جناح الصين، البلد المضيف.

ولاقى الجناح الإماراتي، الذي استقطب نحو 2 مليون زائر، إعجاب وتقدير الجمهور ووسائل الإعلام الصينية والعالمية والصحافة الاقتصادية، التي وصفته بأنه أحد أفضل الأجنحة في معرض «شنغهاي ‬2010»، كما حاز جائزتين رفيعتي المستوى، الأولى من جمعية إيلينوي للهندسة الإنشائية عن «أفضل مبنى من فئة الحجم المتوسط»، والثانية من المجلس الوطني لرابطة المهندسين الإنشائيين، التي منحت الجناح المرتبة الثانية في فئة «التصاميم العالمية». وبعد انتهاء المعرض تم نقل الجناح إلى جزيرة السعديات.

واستعرض الجناح ماضي الإمارات، وكيف تمكن شعبها من تطوير حلول خاصة للتعاطي مع التحديات الصعبة مثل توفير المياه وتبريد المساكن في المناطق الصحراوية إلى جانب تسليط الضوء على حرص الإمارات في الحفاظ على هذا التراث ومحاولة إدراجه ضمن تصاميم مدن المستقبل·

وجسد جناح دولة الإمارات في إكسبو ميلانو 2015 بإيطاليا الذي أقيم تحت شعار «إطعام كوكب الأرض.. طاقة للحياة» الإنجازات الحضارية والإنسانية التي حققتها الدولة، وما تصبو إلى تحقيقه في المستقبل، إلى جانب إبراز الإنجازات الحالية والتطلعات والخطط المستقبلية فيما يتصل بالغذاء والأمن الغذائي بجوانبه ومحاوره المختلفة.

وحققت الدولة الريادة في جناح إكسبو إيطاليا حيث شاركت الإمارات بالجناح الأكبر في تاريخ المعرض، إذ إنه امتدّ على مساحة 4300 متر مربع، ووصلت الطاقة الاستيعابية للجناح إلى ما بين 7000 و7500 زائر في الساعة.

وفي إكسبو ميلانو 2015، استُلهم الجناح الإماراتي مرة أخرى من الطبيعة، وهذه المرة تم صنع ممرات أسمنتية ضيقة مظللة، تحفها حوائط تعكس ألوانها وظلالها الكثبان الرملية، ووضعت على الجانبين نباتات صحراوية.

وسرد جناح الإمارات في «إكسبو ميلانو 2015» قصة تحول الدولة من أرض صحراوية إلى دولة مزدهرة متعددة الثقافات، محققة نهضة حضارية شاملة في مختلف المجالات، جعلت منها النموذج الوحدوي الأبهى في العالم. وضم الجناح بين جنباته العديد من الأقسام التي استعرضت تجربة الدولة في مجال تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة واهتمامها بقضايا الماء والأرض والطاقة.

واستلهمت شركة «فوستر آند بارتنرز للاستشارات المعمارية» تصميم المعرض من المناظر الطبيعية والهندسة المعمارية في الإمارات خاصة مدينة «مصدر»، حيث تم وضع تصوير أبهر الجمهور وجعل من الممكن تفكيكه وإعادة بنائه مرة أخرى في مدينة «مصدر».

واعتبرت تجربة مشاركة الإمارات في إكسبو ميلانو بمثابة تمهيد لإكسبو دبي، وللترويج لثقافة الدولة، حيث عرض فيلم عن أشجار النخيل ونموذج لمجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية.

عالمياً

كشفت معارض إكسبو النقاب عن بعض أبرز المبتكرات والإنجازات في العصر الحديث بما فيها «برج إيفل والمسلّة الفضائية في سياتل، والآلة الكاتبة، وأول جهاز تلفزيون، وصلصة الطماطم الشهيرة «هاينز». شارك في معارض إكسبو هيئات حكومية ومؤسسات وشركات دولية، حيث تجتمع في البلد المضيف للترويج لإنجازاتها ومنتجاتها وأفكارها وابتكاراتها، وعلاماتها الوطنية، وبالطبع كمقاصد سياحية ووجهات مشجعة للأعمال.