أكد مختصون لـ«الرؤية»، ارتفاع مستويات الطلب على الشقق السكنية والفندقية بدبي إلى مستويات قياسية لم تشهدها قبل أزمة كورونا، موضحين أن ذلك يأتي في ظل عودة الثقة لدى السياح وزيادة الرحلات الصيفية والحصول على الإقامات الذهبية، فضلاً عن ارتفاع وتيرة استقطاب المستثمرين لاقتناص الفرص بالبلاد، إضافة لتفعيل قرار امتلاك الأجانب للشركات بشكل كامل تزامناً مع اقتراب انطلاق «إكسبو 2020 دبي».
وقال اﻟﺨﺒﻴﺮ الاقتصادي والمحاضر المعتمد لدى «ﻛﻠﻴﺔ دبي اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ»، ﻣﻬﻨﺪ اﻟﻮادﻳﺔ، إن تنوع المنتجات جذب الزائرين للبلاد ولا سيما برامج التأشيرات والتي تمتد مدتها لعشر سنوات إضافة لبعض المجهودات كالتقدم الكبير في حملات التطعيم وإطلاق المبادرات الخاصة بالمتقاعدين، وهي العوامل التي نشطت الطلب على الشقق الفندقية وأعادت السياحة للتعافي، ومن المتوقع أن يرتفع الطلب ونمو أعداد الشقق الفندقية الفاخرة بنسبة مركبة تصل إلى 5.2% خلال العامين المقبلين، وفقاً لتقرير سابق صادر من دائرة السياحة والتسوق بالإمارة.
وأكد رئيس قسم العمليات والتأجير شركة الحنو العقارية، أحمد البداوي، أن إكسبو 2020 دبي، سيسهم بشكل فعال في زيادة نسبة إشغال الفنادق خلال فترة المعرض داخل الدولة في ظل جهود الدولة في تقديم اللقاحات ضد فيروس «كورونا».
وأشار إلى أن دولة الإمارات تعتبر بيئة آمنة وصحية لاستقبال واستقطاب جميع الأفراد من خارج الدولة، لذلك سنشهد ارتفاعاً في الطلب على الرحلات والفنادق في الإمارات بشكل عام، ودبي بالأخص، وستشهد الدولة حركة نشطة بالسياحة والاقتصاد بشكل ملحوظ.
ولفت إلى أن هناك إقبالاً كبيراً متوقعاً من رجال الأعمال أيضاً خلال فترة المعرض نظراً لبيئة الإمارات المناسبة للاستثمار والمواكبة لتطورات العصر السريعة علمياً وعملياً.
من جانبه، قال مدير المبيعات بمجموعة سيتي ستار العقارية، نادر طلعت، إن من أبرز انعكاسات قرب الحدث العالمي إكسبو دبي على السوق العقاري زيادة المعاملات على العقارات التجارية والسكنية التي نشهدها حالياً بنسب كبيرة، مشيراً إلى أنه يلاحظ حالياً ارتفاع أسعار الإيجارات، خصوصاً الفيلات بالمناطق الراقية، مثل نخلة الجميرا وتلال الإمارات وذلك بسبب ارتفاع الطلب.
وأشار إلى أن هناك تزايداً بالطلب على العقارات التجارية بمنطقة دبي الجنوب من قبل الشركات، موضحاً أن ذلك الإقبال يأتي في ظل ارتفاع معدلات العائد من الاستثمار من 6.5% إلى 7.5%، ومن المتوقع وصوله إلى 8.5% مع قرب انطلاق ذلك الحدث المرتقب.
ولفت إلى أن هناك تنوعاً في جنسيات المستثمرين وزيادة بالاستثمارات الآسيوية والأوروبية والروسية، خصوصاً القادمة من الصين والهند ما شكل دعماً ملحوظاً للسوق العقاري.
بدوره، قال الخبير العقاري أسامة الصافي، إن إمارة دبي أثبتت خلال الفترة الحالية أنها مقصد للاستثمار الآمن والادخار والعيش المفضل لدى المستثمرين الأثرياء مقارنة بأغلب دول العالم، مشيراً إلى أن انخفاض الرسوم والضرائب بدبي مقارنة بالمدن الأخرى حول العالم أمر شجع معظم الأغنياء على نقل ثرواتهم وبعض أعمالهم إلى الإمارة ومن ثم إقبالهم على شراء العقارات الفاخرة خصوصاً بجزيرة النخلة والفلل المحاطة بنادي الجولف كتلال دبي وتلال الإمارات والشقق ذات الإطلالة البحرية مثل شاطئ الجميرا ومارينا.
وأكد أن الرؤية الواعدة لحكومة دبي التي تأسست على تشريعات تمكنها من التعامل مع التحديات والمتغيرات كانت عامل جذب كبيراً لعدد كبير من المستثمرين للعيش بالإمارة.