الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

عمر القطامي يؤسس «تورميد» لتنظيم الرحلات العلاجية الدولية

عمر القطامي يؤسس «تورميد» لتنظيم الرحلات العلاجية الدولية

عمر القطامي

ترددت الفكرة لدى رائد الأعمال الإماراتي، ومؤسس شركة «تورميد» لإعداد وتنظيم الرحلات العلاجية الدولية عمر القطامي كثيراً، ثم تردد في أن يخطو لتأسيسها عدة مرات، نظراً لاتساع وتعقيد طبيعة عملها دولياً، حتى باشر دراستها والبحث في مجالها لعامين، ليطلقها من إمارة دبي مستهدفاً السوقين الخليجي والأفريقي.

بدأ بمريض واحد ودولة واحدة لعدة أشهر، حتى وصل إلى تنظيم وإعداد رحلات علاجية متنوعة متكاملة لنحو 10 مرضى ومرافقيهم شهرياً إلى نحو 40 مستشفى في 10 دول خلال 3 أعوام.

كيف خطرت لك فكرة تأسيس مشروع متخصص في تنظيم الرحلات العلاجية الدولية؟

بدأت الفكرة بعدما سمعت العديد من القصص عن التحديات التي تواجه بعض الأشخاص أثناء السفر للعلاج خارج الدولة، وهذا ما جعل الفكرة تتردد لدي بين الحين والآخر، لكن بصراحة في البداية كنت استصعب الأمر لأنه يحتاج إلى جهود وعلاقات دولية مع القطاعات الصحية من مستشفيات وشركات متخصصة مماثلة.

كيف تبلورت الفكرة على أرض الواقع؟

عندما اعتمدت الفكرة، قررت البدء في دراسة جوانبها ومتطلباتها وجدواها الاقتصادية، وحالتها في السوق المحلي والدولي، ليستغرق ذلك الأمر نحو عامين من البحث والتقصي الميداني بهدف تعزيز الفكرة لدي، لكي أخطو خطوة التأسيس بثبات، والتي انطلقت فعلياً في يوليو من عام 2018 من إمارة دبي.

هذه المرحلة كانت صعبة، لأنني اكتشفت الكثير من الضروريات التي تساعد على تطور الشركة وتعزيز مكانتها في السوق، وواجهت تحديات كثيرة، والتي أصبحت كلها ضمن هدفي الأساسي في حينها لتجاوزها، وأهمها خلق ثقة كبيرة بين الشركة والعملاء، وتطوير علاقات دولية مع جهات الاختصاص في القطاعات الطبية والعلاجية.

كيف بدأت في التنظيم والإعداد لأولى الرحلات العلاجية؟ وكم بلغت في البداية؟

الأشهر الأولى لم يتجاوز عدد الحالات التي عملت على تنظيم رحلات علاجية خارجية لها حالتين شهرياً، وكانت إلى الهند تحديداً، وهي الجهة الدولية التي بدأت منها، نظراً لسمعتها في العلاج المتخصص، ووجود علاقة تواصل مع أحد الأطباء القادر على توفير مستشفيات متخصصة في علاج حالات معينة، إذ كان يمتلك قائمة دقيقة وواسعة حول كافة المستشفيات في الهند.

الرحلات العلاجية الأولى كشفت لي طبيعة هذا العمل، وأبرز متطلباته، والتي كانت مهمة لتسهيل عمليات تنظيم الرحلات العلاجية الدولية وتحقيق أهدافها، وتتمثل في عمل قائمة بالمستشفيات في كل دولة أضعها ضمن خطط تنظيم الرحلات العلاجية، والإجراءات المتبعة في تلك الدول لقبول المريض والمرافق له، وموعد بدء المراحل العلاجية، والأهم من ذلك فيما تتميز هذه الدول في اختصاصاتها العلاجية والرائدة فيها على مستوى العالم، وهذا يختلف من دولة إلى أخرى.

كيف تطور عمل «تورميد»؟ وإلى أين وصلت خدماتكم؟

التوسع في قائمة الدول التي ننظم إليها رحلات علاجية كان تدريجياً، حتى وصلنا إلى 10 دول، إذ بدأت في الهند، ومن ثم كوريا الجنوبية، ومن بعدهما عملنا على تنظيم رحلات علاجية متنوعة إلى اليونان، وتركيا، والصين، وإسبانيا، وتايلند، وماليزيا، وألمانيا، وصربيا، ليشمل التواصل مع أكثر من 40 مستشفى متخصصاً ورائداً عالمياً في علاج أمراض متنوعة.

هذه الشبكة من العلاقات رفعت حجم العملاء لدى الشركة في الخليج وأفريقيا، لتعمل على تنظيم رحلات علاجية دولية متنوعة ليصل العدد إلى نحو 10 عملاء شهرياً، وهو ما أسهم بشكل كبير في خلق ثقة كبيرة لدى العملاء بعمليات الشركة التنظيمية.

ما هي أبرز المفارقات الدولية في إطار السياحة العلاجية؟

هناك دول تكون رائدة في مجال زراعة الأعضاء، وأخرى في زراعة الشعر، ومنها ما هو رائد في علاج الليزر، والبعض في القلب أو التجميل، ولتعزيز الدول قدرتها على استقطاب السياح للعلاج، لا بُد من التركيز على اختصاصات طبية معينة، والترويج لهذا النوع من العلاج دولياً، للحصول على ثقة العملاء الدوليين، إذ لمست أنه عندما تقول للمريض إن هذا المستشفى قادر على علاج كافة الأمراض وبامتياز، لا يصدق، لأن الاختصاص يمنح المريض طمأنينة وثقة في التعامل مع هذه الدولة أو المستشفى.

ما أبرز التحديات التي واجهت «تورميد» في مسيرتها الدولية لتعزيز شبكتها؟ وما المتطلبات لتجاوزها؟

الوصول إلى الجهات الطبية المتخصصة في دول العالم ليس بالأمر السهل، لكنه ليس مستحيلاً، وعند زيارة أي دولة لبناء علاقات مع الجهات الطبية من مستشفيات ومراكز صحية أو عيادات، نصطدم بصعوبة التعريف بنا كشركة على المستوى الدولي، ومدى الثقة فينا، لذلك نحاول توسعة شبكتنا من خلال العلاقات الشخصية، وهذا يحتاج إلى جهد ووقت كبيرين.

ولمست خلال عمل الشركة أن بعض الشركات الدولية المماثلة لطبيعة عملنا، مصرح لها من جهات حكومية معنية في دولهم، في تمثيلهم بدول العالم ضمن معايير وأطر متفق عليها بين الطرفين، الأمر الذي يمنح هذه الشركات القدرة على التوسع بشكل سريع.

وهنا أرى أنه من الضروري على الجهات المعنية في دولة الإمارات، الاعتماد على الشركات الوطنية المتخصصة في تنظيم وإعداد الرحلات العلاجية الدولية من الداخل للخارج ومن الخارج للداخل في دعم توجهاتها في هذا المضمار، والتنسيق معها لتمثيلها في المحافل الدولية، ومنحها الإمكانية التشاركية الرسمية لزيارة دول العالم للترويج لما نقدمه نحن من خدمات علاجية رائدة.

هل من أسواق جديدة مرتقبة ستدخلها «تورميد»؟

نعم، تواصل معنا عدة أطباء من البرازيل والمكسيك، وهما دولتان رائدتان في مجال عمليات التجميل، لكن نحن نعتمد على عدة معايير تتعلق بالسلامة والأمان وغيرها لتنظيم الرحلات للمرضى أو العملاء، لأننا نستهدف ثقتهم بشكل أساسي.

كما أننا في تورميد نسعى لبناء قائمة دولية وعلاقات عريضة مع المشافي والأطباء الرائدين في علاج أمراض معينة حول العالم، فضلاً عن الترويج لإمكانات دولة الإمارات الطبية في الخارج، ما سيجعل الشركة قادرة على التنظيم السريع والمتنوع أمام العملاء، بما يتفق مع إمكاناتهم وحالاتهم الصحية.

وأرى أن «تورميد» عندما انطلقت من إمارة دبي، فهي حصلت بذلك على مقر إقليمي ودولي في كافة المجالات، وهذا ما سيساعد الشركة على الانتشار بثقة وخطوات ثابتة إلى العالمية.